9 دقائق للقراءة
الحوار مشكِّل أساسي للفكر، والحوار في القرآن كان حتى بين ملائكة النار والمخلدين فيها، وبين أهل النار وأهل الجنة، فكيف لا نقيمه بيننا ونحن من نفس الدين، بل من نفس المذهب والطائفة والمعتقد.
أما النقد العلمي الهادف، فهو جوهر كل نهضة علمية ونهوض حضاري، والأنبياء كانوا ينقدون أقوامهم الذين عطلوا آلية النقد وقالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة، ومنعوا الحوار وأقاموا مكانه القتل والتعذيب والسخرية كسخرية فرعون من موسى وعذاب أصحاب الأخدود.
وتاريخنا العربي الإسلامي حافل بقتل الحوار وصد النقد، والقوالب الجاهزة لكل احتمالية حوار أو نقد تخرج عن المسار الذي حددته السياسة والمصالح والتعصب.
وأعتقد أن رفع شعار “الجماعة” شبيه بما فعله معاوية حين رفع قميص عثمان ثم حين رفع المصاحب، وهو من سمى العام الذي قُتل فيه الإمام علي واستولى هو على الخلافة بعام “الجماعة”.
وتحت شعار الجماعة تم قمع الفكر والنقد ودفن الحوار أو يتم طردك من الجماعة.
ومن الاشكاليات الاساسية في الحوار حول المسائل الدينية والتراثية والنقد البناء الذي لا نروم من ورائه إلا الحق والاصلاح: “النزعة السريعة لدى الجماعة للتصنيف”:
*تذكر الإمام علي وتقول فيه قول النبي: انت مني بمنزلة هارون من موسى: أنت شيعي.
*تتكلم في غدير خم بعد خطبة الوداع: جمع الناس في القيظ ونداء النبي: الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه: قالوا معناه حبيبنا وأخونا وتأولوا الكلام الجلي الذي يفصله عن وفاة النبي شهران وأيام بشتى التأويلات التي تخرجه من معناه الجلي الواضح.
ورزية الخميس وهل يجوز أن يقال للنبي “هجر” مهما كان معنى اللفظ، بل نقف مع الصحابة ضد علي وفاطمة وهما من هما، وخطبهما ومواقفهما مما جرى في السقيفة جلية وانظروا خطبة الزهراء وقول علي: احلب حلبا لك شطره. أو ما ذكره في الخطبة الشقشقية.
ولكن “الجماعة” لهم رأي أسلم وفهم أقوم من فهم علي وفاطمة ويميلون ميلا لبقية الفهوم الأخرى وكأن النبي قال في وصيته: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وصحابتي، ولم يقل كتاب الله وعترتي آل بيتي.
وهنالك من تبلغ به الوقاحة اتهام الامام علي والسيدة الزهراء والتشكيك في مواقفهما: أوقحهم ابن تيمية الذي شبه السيدة الزهراء بالمنافقين في قضية فدك وشبه الامام علي بفرعون وقال هو مخذول حيثما توجه.
بل أليس من الظلم أن نجعل بطل خيبر وحنين وفارس بدر والخندق من النظر إلى وجهه إيمان وحبه إيمان وهو من النبي بمنزلة هارون من موسى “رابعا”، والله ورسوله يشهدان أنه الثاني بعد النبي (أخوه وصهره، وابن عمه وراعيه، زوج ابنته وبضعته ووالد ريحانتي النبي وجد سلالته، ووصيه وخليفته من بعده (كما عرفه حين أنذر عشيرته الأقربين: هذا علي اخي وخليفتي من بعدي)، وولي كل مؤمن ومؤمنة، فمن كان النبي مولاه فعلي مولاه، أي من كان النبي سيده فعلي سيده، ومن كان يدين بالولاء والطاعة للنبي، فهو يدين بالولاء والطاعة لعلي، وزاد النبي فدعا: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
وهو مع أهل الكساء فاطمة والحسن والحسين: سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.
ثم إنك ترى كيف تقف “الجماعة” مع عمر ضد النبي محمد بوعي أو دونه لأن القائل قال ما قاله والنبي حي ويعي ما يفعل وقد أمر بأمر ويجب تطبيقه، بل نورد (كجماعة) ما نريد من ترقيعات كأن نقول أنه مندوب واختياري وواجب وغيره من الكلام الفارغ: النبي أمر بأمر يا جماعة، وهنالك من قال هجر حسبنا كتاب الله والمعنى أن النبي يهذي وغلبت عليه الحمى وهو رسول الله الناطق بأمره وحي يرزق وندافع وندافع لليوم ولا نستحي ثم نقول أننا نفدي النبي بأرواحنا.
كأن أحدا لم يقرأ قول الله سبحانه: ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)” (الأحزاب).
سوف يقال لك: تلك في الواجبات لا المندوب والاختياري: سبحان الله: النبي يأمر ونحن نتفيقه؟ هو امر والواجب الطاعة لا سواها.
وكأن أحدا لم يقرأ قوله سبحانه: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)”.
رفع الصوت فوق صوت النبي والجهر به كجهر بعضهم لبعض يحبط العمل، فكيف بمن يقول للنبي “هجر”.
ولكن هذا الكلام محرم ومن قاله صار طريدا شريدا من المذهب إلى الآفاق نقول عنه شيعي كأن التشيع لعلي تهمة وجريمة، أو فاسد العقيدة أو نحذر الشباب من الاستماع إليه ونمع عنه مؤتمراتنا وندواتنا ونحاصره، وربما نقتله إن تيسر وكان ساعة سعد وبركة لوهابي يتقرب لله بقتل من يشكك في الصحابة: أم أبو طالب وأم النبي وأبوه في النار عادي نمررها.
ولعن الامام علي سبعين عاما في المنابر عادي نمررها.
وقتل مالك بن نويرة ظلما ووضع رأسه تحت القدر والزنا بزوجته في نفس الليلة، لا ترى فيها الجماعة حرجا.
ودفن حجر حيا، عادي نمررها ونجد لها الترقيعات المناسبة ليبقى سيد “الجماعة” معاوية “رضي الله عنه” مهما فعل.
وقتل سعد بن عبادة واغتياله نمررها أيضا ونقول أن الجن قتلته في الخلاء وهو يقضي حاجته ونصدق ونصفق.
وحين نرى رؤية المحقق والمؤرخ أن ما تم في السقيفة كان انقلابا حقيقيا على أحقية الإمام علي بالخلافة وما أوصى به النبي بلفظ الإمام علي نفسه وبنص كلام السيدة الزهراء وهما من هما مقاما وإيمانا ومنزلة: ستقول لك الجماعة: أنت رافضي لا نقاش معك.
*تنقد مسألة في التاريخ جلية ظاهر المجرم فيها والبريء بلا شك ولا ريب: أنت تثير الفتنة.
*تذكر ان أبا طالب كان سيد أهل الإيمان بشهادة مواقفه وشعره وهو القائل: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا. وكلام الإمام علي عنه ودفاعه (نضرب به عرض الحائط بأن الرواة وأهل الحديث أدرى).
ونقول أن في الروايات بغي من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة في كلب، ونصدق ذلك ولعله صحيح، أما الذي سقى وأطعم وحمى النبي منذ أن كان رضيعا واستشهد حبا له في الشعب، ولم يصب النبي بأذى وهو حي، وكم جرد سيفه للدفاع عن رسول الله: جمرتان يغلي منهما الرأس.
وحين نقول: نحبه لحب رسول الله له، وقلب رسول الله متصل بربه، يوردون لك آية “إنك لا تهدي من أحببت” التي نزلت بعد وفاة أبي طالب ولها معان أخرى وسياق مختلف، وكأن الله لا يحب من يحبه رسوله، ولا يحب محبة لرسوله، ثم نرجو نحن الشفاعة ونحن لم نقدم لرسول الله قشة، ونطرد من الجنة من قدم للنبي ماله وصحته وحبه ورعايته وحياته كلها وجاع معه حتى أكل أوراق الشجر وكان هو وخديجة الخير الحبابة كنف رسول الله واليد التي تمسح دمعه، ولكن كل ذلك لن يصمد أمام إصرارنا على اتباع هوى أمية: أبو طالب مات كافرا، ونغلق الملف. والويل لمن يعيد فتحه.
ونقول أنه آمن به من كلام راهب بحيرى وراهب نجران عن أن ذلك الصبي نبي وطلبا منه حمايته من يهود، وأن أباه عبد المطلب كان مؤمنا موحدا حنيفيا مسلما وقال قولته يوم الفيل “للبيت رب يحميه”، وأنه قال عن ابن عبد الله وآمنة: إني أظنه النبي المنتظر، واستقى به وقال: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، فكيف يكون أبو طالب رغم كل ذلك، وأمره جعفرا بالصلاة مع علي والنبي، وآلاف المعطيات الدقيقة التي تبرهن على إسلامه وإيمانه، وأن الإيمان والكفر لا محاباة فيهما وولد نوح وآزر عم ابراهيم خير دليل، ولذلك لو كفر أبو طالب لحارب المسلمين، ولكن نتشبث بالرواية: مات وهو يقول على دين الأجداد، طيب أي أجداد، أليس أجدادهم كلهم حنيفيون مسلمون حتى قال عبد المطلب: لم يبق على دين إسماعيل في أرض العرب غيري. وكانوا ينتظرون النبي الموعود، وأيقنوا أنه سيدنا محمد، ما بكم يا قوم؟
ولكنه بغض أمية الذي اعترف به أحمد بن حنبل لابنه: “بحث الناس لعلي عن نقيصة فلم يجدوا فانتقصوا أباه.
وبحثوا لمعاوية عن فضيلة فلم يجدوا، فمدحوا أباه”.
ولكن هذا الكلام يطردك من “نادي السنة”، وهم يعنون “نادي النواصب” لأن أهل السنة فيهم الكثير الكثير من العارفين الذين كشف الله لهم الحقائق وأجلى لهم الدقائق دوّن ذلك من دوّن وصمت عن ذلك من صمت.
*تقول أن المتسبب في قتل سبعين ألف صحابي، وأولهم عمار بن ياسر، ثم دفن حجر بن عدي راهب الصحابة حيا(ويوجدون ملايين الترهات للدفاع عن ذلك كأن نقول لم يكن حجر صحابيا بل تابعيا، وقد حصب زياد ابن أبيه فرأى معاوية العظيم أن ذلط شق لعصا المسلمين فقتله، والحقيقة أنه قتله لأنه امتنع عن لعن علي في المنبر يوم الجمعة)، وقتل أبناء عقيل بن أبي طالب وأمهم تنظر حتى جنت، والمحارب لعلي وما ادراك من علي، وقاتل الحسن بالسم وما أدراك من الحسن عبر زوجة له وعدها بتزويجها من يزيد والروايات ثابثة صحيحة، وفعل سوى ذلك مما تعج به الكتب: لا يمكن أن يكون خال المؤمنين ولا الخامس بعد الخلفاء على ترتيبهم الذي يروج له، وكانه لم يكن هنالك من حمزة ولا جعفر وابن عباس ومعاذ، ولا مصعب بن عمير ولا بلال أو عمار وسواهم من أهل السبق والفضل.
بل قال فيه الكثير من أهل العلم من السلف قولهم والكثير منهم تم قتله لأجل ذلك.
ولكن إياك أن تذكر معاوية، وإياك أن تذكر أمه (من لاكت كبد حمزة وعلقت آذان الصحابة على جيدها عاما مع جواريها تشفيا) ولا أباه (أكثر من حارب النبي وغارز رمحه في شدق حمزة) ولا ولده يزيدا وما كان يفعل من مجون ولواط زمن ابيه (بشهادة عبد الملك بن مروان يوم تسلم الحكم) ثم ما فعله بالحسين وآل البيت من قتل وسبي وامور فظيعة لم يسبقه إليها عتاة بني إسرائيل.
يبقى معاوية خال المؤمنين وأمه وأبوه من أهل الايمان والرضوان، وولده أيضا لدى مريديه الذين يقولون: ابتلي رحمه الله زمن حكمه بفتن منها خروج الحسين الذي قتل بسيف جده القائل: من خرج عليكم وأمركم جميع فاقتلوه كائنا من كان.
ثم نتغنى بحب النبي وآل البيت.
ونسأل بعدها كيف تأتي داعش؟
*تتكلم عن كربلاء ومأساتها: فتنة وقى الله منها سيوفنا ونقي منها ألسنتنا، وينسبون ذلك للعادل عمر بن عبد العزيز الذي رد فدك لآل علي ومنع الدعاء عليه في المنابر وقال لو جاءت كل أمة بأفسقها وجئنا بالحجاج لعدل بهم.
*تناقش عن الإسرائيليات في كتب السنة التي يصح سندها ومتنها باطل وفاسد وأثره العقائدي والواقعي مدمر: انت لديك خلط ولا تفهم. أو انت قرآني لا يؤمن بالسنة.
اعتبرني مسيحيا يناقشك في التاريخ الاسلامي وحقائقه ودقائقه، كما يناقش المسلمون المسيحيين في جوهر دينهم ومسألة التثليث وغيرها.
دع عنك من انا وما انا وركز فيما نتناقش حوله.
دعك من تقزيمي والقول ان السلف كانوا غافلين وانت تفطنت: هل تعرف ما اصاب الطبري وكيف قتلوه وبأي بشاعة قتلوا النسائي وابن المقفع وسواهما ولماذا؟
او السبب الحقيقي وراء قتل الحلاج.
هل تعرف كم من السلف سحلوه وقتلوه لاجل كلمة حق.
حسبك ابو حنيفة والشافعي فانظر، او المزي وعبد الرزاق صاحب المصنف.
يقولون لك: لا جدوى من نقاش الماضي.
لا يا سادة: الماضي يعنينا: لو قسنا بقياس ترك الكلام عما فات لأنه فات، فأي حكمة في ذكر خبر نوح في القرآن؟
ولو كان القياس أن نترك نقد من أساء لأن تلك مشيئة الله وذلك حكمه وحكمته، فأي داع لذكر فرعون في القرآن، أليس كل ذلك بقدر الله وحكمته.
ولو كانت الأفضلية بالمحايثة الزمنية ففرعون من زمن موسى وابو جهل معاصر للنبي.
بل ذلك حجة لمن احسن وحجة على من أساء، وخير القرن قرن النبي ممن احسن، وشرهم قرن النبي ممن ظلم وجحد وخالف وطغى وبغى.
ام لم يجعل الله لكل نبي عدوا من المجرمين؟
تعالوا نتناقش دون خوف ولا مذهبية ولا تعظيم لمخلوق لمجرد تعظيمه في الكتب والروايات.
النبي عليه الصلاة والسلام هادينا والقرآن فيه البيان والله رقيبنا وحسيبنا.
ومع النبي أضيف ما أضافه في خطبته: كتاب الله وعترتي آل بيتي، سفينة النجاة.
الباقي كله للغربلة والنقاش مهما كان نوعه.
عجيب ان لا نفهم خطورة التاريخ وخطورة اثره:
هنالك من يقتل باسم ذلك التاريخ.
يقتل اليوم كما قتل البارحة وقبلها.
ألا يكفي لنستيقظ؟
هنالك آلاف من شباب المسلمين سنة وشيعة يلحدون ونضطر لمناقشتهم حول أدلة وجود الله، حتى الله سبحانه صاروا يشككون فيه، ونحن نرفض مجرد النقاش حول ما في البخاري أو حول معاوية والسقيفة وما دار فيها من فتن.
لا ندافع دفاع المستميت عن الهوى، ولا نردد كل ما يصل إلينا. ولا نكتفي بالاتهام: سعة الصدر وسعة الافق وقوة الحجة والبرهان. غير ذلك نبقى في نفس الدوامة. ويبدوا أننا ماكثون فيها إلى ما شاء الله.
إن كانت الجماعة تعني وحدة كلمة المسلمين: فأنا معها.
إن كانت الجماعة تعني اتباع السنة واحترام الصحابة مع النقد اللازم وتبيين الحقائق الذي نقول في منتهاه للمصيب أصبت وللمخطئ أخطأت لنشهد بشهاد الحق التي أمر بها الله: فأنا منها.
إن كانت الجماعة تعني منهج العارفين بالله ونهج الفقهاء النيرين في حب آل البيت وفي توقيرهم وتفضيلهم بما فضلهم الله به: فأنا من صلبها.
أما إن كانت الجماعة: جماعة معاوية، وبيادق يزيد، وحراس هند وأبي سفيان، والقائلة بأن أبا طالب في النار، فأنا براء من الجماعة.
إن كانت الجماعة: التي تستميت في الدفاع عن كل حديث موضوع مهما بدا فاسد المحتوى باطل المعنى بل وهداما مدمرا. فأنا حرب بالعلم والنقد والبرهان على الجماعة.
إن كانت الجماعة هي التي تريد استمرار النزيف والدفاع عن القتلة وتخوين المقتولين (كقصة حجر أو مالك بن نويرة)، فلا بارك الله فيها جماعة.
إن كانت الجماعة من لا تريد ذكرا لكربلاء خوفا من التشيع (الرعب الأكبر في قلب “الجماعة” التهمة الجاهزة والجريمة الكبرى)، ولا ذكرا للسقيفة خوفا من الجرح في عدالة الصحابة، وهي ترى ما انجر من وراء ذلك من فتن دهماء ومن ذبح ودماء وقتلى بالآلاف من الصحابة أنفسهم، ثم ترى دم الحسن يسيل من السم ودم الحسين مجندلا في كربلاء ودم أبيه في المسجد ورأس عمار مقطوعا وعلي يلعنونه سبعين عاما ولا ترى في ذلك حرجا ولا جرحا ولا خدشا، بل تتندر بقصص الحجاج هادم الكعبة والذي كان يكوي على رقاب الصحابة “عتقى الحجاج” وفعل ذلك بغير واحد ومنهم جابر بن عبد الله، فإنها الجماعة التي ساهمت في خراب الدين وخراب الأمة، شتت ولم تجمع، وفرقت ولم تؤلّف، وأفسدت ولم تُصلح، وتستمر في خداعها وتزييفها مازجة الدين بالسياسة والدنس بالقداسة….
ألا لعنة الله عليها من “جماعة”.
سوسة
01/08/2018 11:37