< 1 دقيقة للقراءة
حضرت مرة درسا لاخي فضيلة الشيخ مصطفى عقيل سراج، في اندونيسيا.
لم اكن افهم ما يقول، لكني فهمت امرا واحدا: انه كان يقول كلاما مضحكا، من ضحك الحاضرين الكبير.
بدا المشهد وكأنه عرض كوميدي، وكان الشيخ يتكلم بسعادة، والناس الطيبون من حوله يضحكون بسرور كبير، فقلت: هذا هو إسلام السعداء.
في الضفة الاخرى يجلس النكد، شيخ ملامحه شبيه بأبي جهل، يرقب الناس باحتقار، يهددهم بجهنم، بالثعبان الاقرع وعذاب القبر، يملؤ قلوبهم نكدا، وصدورهم غما، يشعرهم انهم حقراء ومصيرهم الحجيم.
إنه تمظهر لوجه إبليسي، وتجسم لهبل وهو يخترق صفوف المسلمين.
بإمكان أبي جهل ان يدعي الاسلام، لكن كلامه يفضحه، وملامحه تفضحه، والنكد الذي يتصبب منه يكشفه، فهو قلب حاقد ناقم ينشر النقمة والحقد، وفي طويته احتقار لآباء النبي (امه وابوه وعمه الذي رباه في النار بزعمه)، وبغض لذريته (للزهراء والكرار والحسن، وخاصة الحسين الذي يقولون أنه مات بسيف جده).
وهو في الحقيقة كاره للنبي إلا أنه ينافق، مشوه لدينه، مفتر على الله، مفسد للذوق حاقد على الصالحين.
بين إسلام السعداء والبسطاء، والنسخة التي زيفها ابو جهل واضرابه، بون شاسع وبعد واسع.
أنا داع لذلك الإسلام السعيد، الذي يهب الانسان الطمأنينة والسعادة.
وبراء ممن يغذون عقد البشر النفسية حتى يصنعوا مرضى وتعساء وإرهابيين.
في ربوع مصر الكنانة، وعند السيد البدوي، وفي مقهى بسيط، لمست مجددا إسلام السعداء والبسطاء، رغم شظف العيش، ورغم أوجاع الحياة.
وتذكرت ذاتي السابقة، وكيف كان الطريق عسيرا والسبيل وعرا، والصراط ضيقا حتى استقام فاستقمنا، واتسع فوُسّع لنا.
صورة بقيت، في تفاصيلها معان تعجز عنها الكلمات.