< 1 دقيقة للقراءة
الشعر استقلال للغة، وتحرر للمعاني، وتحرير للصور من استعمار النمط وسيطرة القوالب.
وعبث جميل بحجارة الأفكار، وطيران باجنحة الخيال في آفاق الممكن والمستحيل.
وبين العشرين واليوم الذي يليه من هذا الشهر عيد استقلال الخضراء ثم اليوم العالمي للشعر.
وفي مثله منذ أربعة عشر عاما كانت لي صورة في السفارة التونسية بدمشق في احتفال عيد الاستقلال مع الفنان الخالد صاحب الصوت الشجي والقدود الحلبية الرائعه الراحل المقيم: صباح فخري.
تحدثنا عن الفن، وقرأت له من قصائدي والعتابات التي كتبتها بحلب، وقال لي يسعدني ان اغني لك، وتواصلنا بعد ذلك بالهاتف بعض الوقت، ثم انقطع التواصل ولم ينقطع الوصل.
هذه الصورة اليتيمة كانت قدرا جميلا، وأنا محظوظ جدا إذ عثرت على هذه الصورة.
في حين اني لم اكن من عشاق الصور قبل ذلك، او لم يكن ذلك ممكنا لدي، خاصة عندما جلست في بيت الخال الأبنودي في القاهره، وتحدثنا مطولا عن الشعر، وعن بني هلال وسيرتهم بين الروايه التونسية والروايه الصعيدية.
ولا مع غيره من عمالقه الفن والادب والمشائخ والعلماء ممن التقيتهم قبل ان اعرف قيمه الصورة، وقبل ان تكون لي آلة للتصوير.
ليست الحياه سوى صورة عابرة، ولحظة فانية يسجلها الأبد.
وبين التصوير الفوتوغرافي والتصوير الشعري هنالك مجالات كثيره للجمال والاستقلال من قيود الفناء.
رحم الله صباح فخري ومنحنا من الابداع ما نلامس به الخلود.