2 دقائق للقراءة
بقلم د. مازن الشريف / رئيس المنظمة الدولية للأمن الشامل
اغتيال العالم النووي الإيراني المسلم محسن فخري زادة يأتي ضمن سلسلة اغتيالات لعلماء مسلمين من ذات التخصص، ومن مجالات حيوية أخرى ، سواء في إيران (مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن)، أو من العلماء العرب والعراقيين خاصة (قرابة الثلاثمائة عالم عراقي تم اغتيالهم بعد احتلال العراق سنة 2003، وآخرون تمت تصفيتهم قبل ذلك).
والاغتيال لكبار العلماء والمفكرين العرب والمسلمين مأساة قديمة مستمرة، ففي عام 1956 تم اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، وسنة 1977 تم اغتيال المفكر السوري محمد الفاضل، وصولا لاغتيال عالم الصواريخ السوري محمد اسبر سنة 2018، والقائمة طويلة.
هذا أضافة إلى استخدام الحقن المسببة للشلل والجنون وفقدان الذاكرة، والاختطاف والتعذيب، أو الاجبار على العمل لصالح الدول الغربية بالتهديد والإكراه.
وضمن هذا يكون قتل المبدعين والمفكرين باستخدام الارهاب والارهابيين، مثل اغتيال المبدع الكبير مصطفى العقاد مع ابنته في عملية ارهابية بفندق غراند حياة بعمان، الأردن في نوفمبر 2005.
وكذلك لا يقل خطورة اغتيال العقول الشابة بسموم الفكر التكفيري، والالحاد العدمي، وتدمير ذواتهم بالشذوذ والفساد والبطالة والاجرام والمخدرات.
كل ذلك مخطط له، مع تمكين الخونة واللصوص من الدول التي تمكنوا من قلب أنظمتها بعواصف الربيع العبري، ومحاصرة الصادقين وكل من يريد الإصلاح، وزرع الفتن والقلاقل، وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية، وصناعة المجموعات الارهابية، وتحطيم الاقتصاد والتوغل عبر عمليات نوعية مدمرة وقوية مثل تفجير بيروت، واغتيال عدد كبير من القادة المؤثرين الذين وقفوا ضد مشاريع العدو الصهيوني في المنطقة.
وإن إيران تدفع ثمن عداوتها للكيان الغاصب، وقوى الاستكبار العالمي، وبين اغتيال اللواء سليماني والقائد المهندس، إلى اغتيال زادة أهم عالم نووي إيراني هنالك حرب مخابراتية كبرى يقودها الموساد، الذي يريد بث رسائل تخويف تجبر ضعاف القلوب من حكام العرب على التطبيع كما طبّع قبلهم آخرون، وتغتال الأمل في نهوض الأمة الإسلامية، وفي تحرير القدس.
تعازينا للأشقاء في إيران، واستنكارنا الكامل لهذا الاغتيال الارهابي الإجرامي، من تونس الأبية التي وقفت دائما مع القضية الفلسطينية، وطالتها يد الغدر الصهيونية، من اغتيال القائد الفلسطيني الكبير أبو جهاد في سيدي بوسعيد في افريل 1988، إلى اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري يوم 15 ديسمبر 2016 أمام منزله بمدينة صفاقس، والذي كان يعمل مع المقاومة الفلسطينية لتطوير منظومة الصواريخ ومهام تقنية أخرى.
وسيستمر مسلسل الاغتيالات طالما هنالك خونة يعينون العدو على أشقاء الوطن والدين والدم.
عدو الأمة الإسلامية واحد، ولن ننتصر ما لم نقف معا، لأن المصير واحد، مهما اختلفت الرؤى في الجزئيات.