2 دقائق للقراءة
ليس من باب المبالغة ولا المغالاة أن نقول أن كوكبنا الأزرق الجميل في حالة احتضار الآن.
فالبراهين على هذا عديدة، والأدلة كثيرة، في كل شيء من حولنا، في البر، والبحر، والجو، والجوف، والغابات والصحاري، والقارات المأهولة، والمتجمدة.
حرائق بلا حصر، وحيوانات تنقرض بسرعة جنونية، وجبال جليد تذوب، ومحيطات ملوثة، وتصحر يهجم على مناطق عديدة فيحول انهارها إلى يباب، وبحيراتها إلى كثبان، وخضارها إلى قفار.
مناخ مجنون، احتباس حراري قاتل، عبث مناخي كارثي، وتسمم بيئي مفرط.
كل هذا والإنسان يستمر في تخريب كل شيء من حوله، وتلويث الطبيعة، وقتل الكائنات التي استطاع لقتلها سبيلا، حتى ابناء جلدته من البشر.
وتتحقق الآية كل مرة، تليها الآية، مبينة أن للقدر يد خفية تحرك دمى العالم بخيوط المكر الإلهي، تحت بند: ﴿وَإِذَاۤ أَرَدۡنَاۤ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡیَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِیهَا فَفَسَقُوا۟ فِیهَا فَحَقَّ عَلَیۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَـٰهَا تَدۡمِیرࣰا﴾ [الإسراء ١٦]
وتتحدث الاخبار المتتالية وأنباء الحروب والحرائق والكوارث البيئية عن معطى سبق في علم الله وتجلى تحققه كما لم يكن من قبل على الأقل منذ حقبة ما بعد زوال حضارة اطلنتس: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ﴾ [الروم ٤١]
كل هذا والعالم يسير بسرعة إلى نهايته، مؤذنا بفجر جديد بشرت به آيات الكتاب، بما لا يرتاب فيه إلا من غلبت عليه كثافة الحجاب.
﴿وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَ ٰرِثِینَ﴾ [القصص ٥]
هي بعض معطيات العلو الثاني ووعد الآخرة.
والأمر يستحق القراءة والتدبر من وجوه كثيرة.
وفي جدلية احتمال أن السماء ستصمت عن احتضار الأرض، فموت الكوكب حتمي بالمناخ، بالنيازك، بكوكب نيبيرو، بحرب عالمية ثالثة نووية، وبألف ألف احتمال له مؤيداته، بل لعل ذلك يكون بجميع ما ذكرنا.
هل نترك زراعة حقولنا، وتربية أطفالنا، وتطوير أنفسنا!
نحن لدينا توجيه نبوي عظيم، في قوله صلى الله عليه وعلى آله: إنْ قامَتِ الساعَةُ وفي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسَيلَةٌ فلْيَغْرِسْها.
ولهذا تفصيل قادم.
فليكن الإيمان بفتح الله ونصره كبيرا، رغم كل ما نراه، فلن يملأ الأرض عدلا من ذخره الله لذلك، إلا بعد املائها ظلما وجورا.
وعلى قدر الامتلاء، يكون اقتراب الأمر.