< 1 دقيقة للقراءة
إن الحضرة كما تُخطَب، تَخْطِب.
وكل من خطبته نالته.
وما كل من خطبها نالها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المريدون للحضرة الراغبون في النظرة يتوافدون لخطبتها، ويقدّمون هدايا من الأوراد والطاعات سائلين الله القبول.
ولكن ما كل من خطب تلك الحضرة العلية نالها، وذاق وصالها.
أما الذي تخطبه الحضرة إليها، وتدله عليها، فهي بالغة بربها قلبه، وواصلة روحه ولبّه.
والمرادون قلة قليلة قياسا للمريدين، والمريدون قلة قليلة من الناس. والمقبولون منهم بعضهم أو أقلهم أو أكثرهم أو كلهم، وفق صدق النية، وصدور الأمر بالعطية.
فالبعض يقال له سل تعطى، والبعض يقال له ارجع ليبلغ الكتاب أجله، والبعض يقال له امكث وانتظر، والبعض يُرد قليلا ليكمل صيام قلبه وروحه وليتم الأيام كما أتمهن موسى إذ عجِل إلى ربه ليرضى.
وبعضهم لم يرد الله لوجه الله، بل ليقال هذا ولي من أولياء الله، هذا عارف بالله، هذا رجل عظيم ذو كرامات عظيمة.
فذلك دخل محجوبا، ويغادر محجوبا. ودخل يعتزم السلب فغادر مسلوبا.
وإبليس على ذلك شاهد، فقد رجمه الله بعد أن أشهده المشاهد. لأنه لم يرد الله ربّه، ولم يُخلص له قلبه. فهوى في الهاوية بعد أن رُفع مع الملائكة المقربين، ودلّه على باب القبول فرفض فكان من الـمُبعدين.
وكثير من بعده حق عليهم غضب الحضرة، ولم يحظوا بالنظرة.
بل فُتنوا بما آتاهم، فاغتروا بانفسهم ولم يعرفوا مولاهم.
﴿وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِیۤ ءَاتَیۡنَـٰهُ ءَایَـٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ`وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَـٰهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُۥۤ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَیۡهِ یَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ یَلۡهَثۚ ذَّ لِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ﴾[1].
[1] الأعراف الآيات 175- ١٧٦