< 1 دقيقة للقراءة
عندما يكف القلب عن التعلّق
تبدأ الروح بالتسلّق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتعلّق القلب بما يهوى وما يحب وما يعشق.
فيبقى مقيّدا إلى ما تعلّق به.
كما أنه يتعلّق بالدنيوي، وقد يتعلّق بالآخرة، ويتعلّق بالله سبحانه.
وقد يهوي إلى التعلّقات السفلية التي تشد صاحبها إلى أسفل وتسحبه بحبال مشدودة في قلبه ونفسه إلى مهاوي الردى وصفصفٍ من وهم.
والمعني في ما ذكرناه هو تعلّق القلب الذي يأتي من جهة النفس والهوى.
فهو تعلّق يشد الطين إلى الطين، ويشد البشري إلى عوالم الشر، أو هو يشدّه في عالم الفناء الدنيوي فلا يكون لهم سوى الدنيا وما فيها مما لا يدوم.
وحين يشتد ذلك التعلق يكون حجابا عن الروح، وحجابا للروح عن ربها وعن عوالم الكمال والارتقاء.
وحين يكفّ القلب عن ذلك التعلّق الدنيوي، تبدأ الروح بالتسّلق، وهي تحمله مثقلة به عبر معارج الرقي، عابرة به المقامات سالكة به سبل المجاهدات، بالغة به شهود الذات ومشاهدة حقيقة الصفات والفناء عن الموجودات.
فإذا شَهِد وشاهَد، تعلّق بذلك الجمال، وامّحق ما سوى ذلك من الصور والأشكال.
فذلك تعلّق بحبال من نور، ومعراج إلى رب رحيم غفور.