< 1 دقيقة للقراءة
من كتابنا: كتاب الإشراقات
من لم يجد شيخه في مقام المريد
سيجده شيخه في مقام الـمُراد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ العارف بالله، الرباني الواصل، نعمة من الله لمن سلك طريق أهل الله.
وسبب من الله إليه، ودليل يدل عليه.
وسالك الطريق في مقام المُريد، يبحث عن شيخه حتى يجده في مجمع بحري اليقين والتلقين.
فإذا وجده اتخذ حوت حياته سبيله في البحر سربا، وصار قلبه حيّا حياة عجبا.
فهو مُريد بيقين الإرادة، قاصدا الله ربّه، على يد شيخ يربّيه، ووراث محمدي يصقل عقله ويرقّيه. وينقي قلبه كي يُفتح باب تلقّيه.
ويهذب نفسه على التحقيق، ويرشده إلى الطريق.
ومن لم يجد شيخه في مقام المريد، فإن الشيخ سيجده في مقام المُراد.
فالمريد خاطب للحضرة، راغب في النظرة.
والـمُراد مخطوب من الحضرة، مرغوب من النظرة.
والمريد تابع، والمراد متبوع.
والمريد قاصد، والمراد مقصود.
ولله الأمر كله، بيده تقديره ويُمضيه على أمر قضاه.
فمن كان مُريدا وجاهد نفسه وسلك على يد شيخ من أهل الله أوصله إلى الله.
ومن كان مُرادا دل الله عليه صاحب مجمع البحرين، فيجد شيخه حاضرا، وإليه ناظرا، متى فار التنور، وتهيّأت الأمور.
فيسلك في المقام الخضري تلقينا ويقينا.
ويدرج في مقامات التشريف والتصريف والتكليف.
فيفتح الله عليه من العلوم اللدنية أبوابا، ويجعل له من لطائف المعارف أسبابا.
وسيدل العطر على صاحبه، والسر على من وُهب السر. وسينجلي من لطيف العلم ودقيق الفهم وجلي الحال وجميل المقال، ما سيُعرف إن كان خضري المعين، أم قول دعيٍّ مَهين.