9 دقائق للقراءة
يردد الملاحدة مقولة أن الإنسان يمكن أن يكون متخلقا دون حاجة إلى دين، كما ان الوجود موجود دون حاجة لإله. في حين يتهمون الديانات بأنها مصدر لكل الشرور، بل إن دوكنز اتهم الإله بأنه شرير وحاقد وقاتل، في كتابه “وَهْم الإله” (The God Delusion) الذي صدر سنة 2006، مستندا في ما يقول على ما وجد في التلمود والتوراة من قصص الأنبياء التي زيفها اليهود، ليثبت أن الأنبياء منحطون أخلاقيا، ويسقط ذلك على الإله، وهو في اتهامه للاله بذلك يثبت من حيث لا يدري وجوده ولئن بالانتقاص، وتجد لدى الملاحدة الجدد وأتباعهم مصطلح (الله لدى الديانات الابراهيمية) والذي يسعون إلى إثبات أنه إله ظالم قاتل شرير بما أنه سبب طوفان نوح وأباد أمما وقتل أطفالا وبعث أنبياء قاموا بالمنكرات كتلك التي نسبوها إلى موسى بأنه قتل ثلاثين ألفا من اليهود لأنهم عبدوا العجل أو إلى ما ذكروه عن لوط حين أسكرته بنتاه وزنا بهما، أو داوود الذي أرسل قائد جيشه للقتل ليفتك زوجته.
ومن خلال هذه التوصيفات يصل دوكنز وكذلك هاريس إلى أن الدين مصدر لكل الشرور، وأن الإله إن وجد فهو شر كامل، وأن الكون من دون إله خير من الكون بإله، ويقول الملاحدة أن الخالق للكون لا يشترط أن يكون الله في الديانات الإبراهيمية فهو شرير، بل ربما خالق آخر، أو ربما خالق خلق الكون ثم تخلى عنه وتركه ولم تعد تربطه به أية صلة، أو لعله مضى إلى كون آخر، أو ربما يكون الكون إله نفسه وخلق نفسه بنفسه، بل إن القول بحتمية وجود مسبب لكل سبب، وأن الكون لا بد له من خالق، يدفع للسؤال عن خالق ذلك الخالق، عبر تطبيق نفس النسق المنطقي، فمن خلق الإله الذي خلق….وغير هذا كثير تفرعت منه فروع إلحادية مختلفة.
كما يستند هاريس ودوكنز على الجرائم والإرهاب الذي يقوم به المتطرفون الدينيون، وخاصة المسلمون، ليثتبوا أن الدين مصدر للشر والانحطاط الاخلاقي، وأن المتدين خطر على البشرية، ولأجل ذلك فإن هاريس يدعو إلى إبادة المسلمين، وفي كتابه خطاب إلى أمة مسيحية يقول أن الدين مسؤول عن الجهل والغباء. أما دوكنز فيقول: “إذا كنا نعتبر أن مرض الإيدز ومرض جنون البقر من الأخطار التي تهدد البشرية، فالإيمان بإله هو أحد أكبر الشرور في العالم، بل يفوق الجدري الذي جرى القضاء عليه. وبناء على ذلك فالإيمان هو رذيلة كل دين، فهو يمثل اعتقاداً لا يقف وراءه دليل”.
وقد تعمق عدد من أتباعهم خاصة المنتمون للعالم الاسلامي في تاريخ المسلمين وفي وكتبهم وبحثوا عن كل أمر موضوع في السنة يدل على الجهل بجميع مستوياته مثل الجهل بالكون أو الطبيعة أو ما يعني التطرف أو الخلل الاخلاقي والمنطقي، وأثار مساندوهم تلك الأحاديث بين الناس وأظهروها ليدعموا حرب أعداء الدين من خارجه بأيدي أعداء الدين من داخله، فظهرت فتاوى مقرفة تستند إلى احاديث وقصص موضوعة أشاعها الوهابية بين الناس ليدفعوا الشباب دفعا إلى سبيلين فقط: القبول بكل ذلك والانتماء للفكر الوهابي التكفيري الذي يوصلهم إلى التطرف والارهاب، أو رفض كل ذلك فرفض الدين كله على أن ما تم نسبته إليه من جهالة ووضع هو منه حقيقة، وبذلك صار منهم ملاحدة أو مشككون في الدين.
وعندما تظهر في الاعلام وفي مواقع التواصل والمواقع الافتراضية كلها صور وفيديو ومشاهد القتل التي يقوم بها المدعون للاسلام ناسبين كل ذلك إلى الله وروسوله مستندين على ما تم تزييفه من أحاديث ومن فتاوى، ومن فهم مريض للدين، وإلى تاريخ حافل بالقتل والترويع، لم يعد خافيا عن أحد مع انتشار العلم وتيسير سبله، فإن ذلك برهان قوي في أيدي الملاحدة لإثبات دعواهم بأن الدين مصدر كل الشرور، وأن الإسلام دين قام على القتل وانتشر بالقتل، وهو مصدر الارهاب، وأن المسلمين عامة خطر على البشرية.
ثم حين يتم النظر إلى التيارات التي تدعي أن لها أنبياء بعد النبي محمد (القاديانية والبهائية) وكيف يظهرون أخلاق التسامح والمحبة، يكون ذلك خادما لتلك الديانات الوضعية الجديدة لانتشارها، وهي حليفة للملاحدة وبينها نقاط التقاء، وللصهاينة الذين يحركون الأمر برمته.
كما يظهر الملاحدة أنهم أهل أخلاق وفضائل، وأن الأخلاق ليست فطرة إلهية، ولا هي شيء مقترن بالدين، بل يمكن للملحد كما يقول سام هاريس أن يكون صاحب أخلاق فاضلة دون أية حاجة للدين، في حين يقول دوكنز أن اكتساب الاخلاق الحميدة خطأ في برنامج التطور، لأن التطور عنيف وقاس وقاتل (كما وصفه دارون) لأنه يقوم على البقاء للأقوى وإبادة ما دون ذلك، وعلى المنفعة الذاتية، ولكن برنامج التطور قام بأخطاء أنتجت الأخلاق النبيلة ولكنه خطأ ناعم وعلى الانسان أن يأخذ بتلك الفضائل، وقول دوكنز هو هروب للأمام من مسألة فطرية الأخلاق ومن كونها مرتبطة بأي معطى غير معطى الاكتساب ولكن في فترات لاحقة للتطور الأول لأن التطور في أصله قائم على النزعة الفردية والأنانية، ففي كتابه الجين الأناني (The Selfish Gene) الذي نشر عام 1976 وترجم إلى 25 لغة وبيعت منه أكثر من مليون نسخة، وهو ما يعني قوة تسويق ودعم كبيرة وقوة إقناع وترويج أيضا، يناقش فيه مسالة التطور بين الاصطفاء الطبيعي والاصطفاء الزمري (انتشار سمة أو خلّة محددة لفائدتها لزمرة كاملة، ويتم اعتماده لتفسير التكيفات)، فقد اعتبر أن الجين هو محرك التطور ومفعّله، كما استخدم دوكينز مصطلح “الميم” لبيان نظريته في التطور الثقافي الإنساني، فالميم هي وحدة للتطور والانتشار لفكرة محددة، وهي المقابل للجين في التطور الجيني، وضمن هذا المنظور الذي أصبح علما (علم الميميات أو علم التطور الثقاقي) متصلا بدراسة العقل والمجتمع، تكون الديانات حسب دوكنز مجرد فيروسات عقلية.
وقد انكب العلماء (التابعون لنفس المنظومة وقلة من خارجها) على دراسة التطور الثقافي الإنساني، الذي يصل وفق رواية الملاحدة التطوريين أو الدراونة الجدد إلى أن الإنسان تطور من كائن بدائي قاتل لا قيم له، إلى كائن حضاري حر من كل قيد، له أخلاق ملائمة لحضارته، وأن اختراعه للدين كان لخوفه من ظواهر الطبيعة، وتم استغلال الدين سلبيا، فهو فيروس خطير يجب استئصاله اليوم لننعم بحضارة ليس فيها جهل ولا تخلف ولا ارهاب.
ورغم ادعاءهم التسامح والاخلاق العالية، فإن الملاحدة الجدد يظهرون تطرفا كبيرا إزاء كل من ينكر نظرية التطور، ومن ذلك قول دانييل دينيت في كتابه “فكرة داورن الخطيرة”: إن أي إنسان يشك في أن تنوع الحياة على كوكبنا قد حدث بالتطور الدارويني فهو ببساطة جاهل لا يعذر”.
لفهم المستوى الأخلاقي لدى الملاحدة يمكن أن نرسم منهجا من نقاط ومستويات:
أ/ الملاحدة الجدد يرون أن الأخلاق اكتساب وليست فطرة ولا علاقة لها بالإله.
ب/ الملاحدة الجدد يقولون أن الإنسان يمكن أن يكون صاحب أخلاق دون حاجة للدين.
ج/ يستند دوكنز والملاحدة على ما يجدون من أحاديث وقصص موضوعة في التوراة والتلمود، وفي الانجيل وكتب السنة الاسلامية، وكذلك على التاريخ الدموي للكنيسة وللعالم الاسلامي.
د/ يركز الملاحدة الجدد على الإسلام لنسبة الإرهاب والخطر إليه من خلال الاستناد على ما يقوم به الارهابيون الذين ينسبون أنفسهم للدين الاسلامي.
ومن خلال هذا النسق، يمكن أن نفهم النقاط التالية:
1/ تعطي الروايات الموضوعة الكاذبة التي نسبها بنو إسرائيل للأنبياء في التوراة والتلمود براهين للملاحدة لإثبات آرائهم، رغم أن الحقيقة غر ذلك، فحاشا أنبياء الله من كل رذيلة.
2/ تعطي الأحاديث الموضوعة في السنة النبوية أيضا براهين وقرائن لكل أعداء الدين من داخله وخارجه وضمنهم الملاحدة، وتقاعس الأمة في مراجعة ذلك يجعل للإلحاد وللتكفيريين قوة أكبر .
3/ يمنح التكفيريون بخزعبلاتهم، والوهابيون بتعمدهم نشر كل خرافة ومحاربة كل نفس علمي أو ذوقي، للملاحدة زخما وأدلة وحججا، ويدفعون بذلك شباب المسلمين إلى الإلحاد دفعا.
4/ الإرهاب وظيفي، وبخلاف وظائفة الاستراتيجية التدميرية للعالم الاسلامي، فهو تشويه قوي للدين ويعطي الملاحدة براهين على أن الدين عامة والاسلام خاصة مصدر لكل الشرور، والمؤسف أن الإرهاب الداعشي اليوم غصن من شجرة لها جذور ممتدة في التاريخ الإسلامي، وتكرار ذلك التاريخ ناتج عن عدم مراجعة جادة للمنابع وعدم قطع تلك الجذور التي لها امتداد بشري عام في كل الديانات والشعوب إذ قتل الكاثوليك آلاف البروتستان مثلا وغير ذلك كثير.
كما تجدر الإشارة إلى أن الانحلال الاخلاقي وانتشار الفساد في العالم عامة والعالم العربي والاسلامي خاصة يخدم كل نزعة شاذة سواء أدعياء الديانات الجديدة أو دعاة الشذوذ والالحاد أو أصحاب الفكر التكفيري والاستئصالي.
إن المستوى الأخلاقي مستوى مهم وحرج جدا، وملف على غاية التعقيد، يمثل الإلحاد صفحة من صفحاته، وتحتاج مواجهته إلى عمل طويل وكبير لإعادة المثل والأخلاق إلى واقع الناس، وتقديم الدليل على أن الإسلام دين رقي أخلاقي وقيم عليا، وهو براء من كل من انحرف عن ذلك، وكذلك عمل على المستوى الاجتماعي والاعلامي والعلمي والثقافي.
أما مناقشة طبيعة الأخلاق فمجالها علم الأخلاق الذي سبق لنا التأليف فيه، وهو علم هام جدا، ألف فيه أرسطو والجاحظ، واهتم به اهل التزكية والتصوف الإسلامي، وذكر نبي الإسلام محمد أن مهمته هي إتمام مكارم الأخلاق، وكان العرب في الجاهلية يهتمون بها غاية الإهتمام، فكانت المروءة جماع مكارم الأخلاق، وكانت الدناءة مكجمع الرذائل الأخلاقية كلها.
فالأخلاق فطرة يهذبها الاكتساب وتصقلها التربية ويشحذها المثل الأعلى الجيد والأسوة الحسنة، ويمكن أن تكون الأخلاق الجيدة لدى ملحد، وأن تنعدم من مؤمن بوجود إله واحد، لأن الإيمان إن لم يكن معه عمل ولم تصحبه تزكية لم يكن صاحبه على خلق بالضرورة، أما الإلحاد كإنكار للألوهية يمكن أن يرافقه إظهار أخلاق عالية من كرم وتسامح وغير ذلك، وقد صح بعضه لدى أصحاب المنهج الفلسفي الالحادي، فكانوا يناقشون بهدوء وعمق، وبعضهم عدل عن الإلحاد وتركه، بل إن أشرس وأشهر ملحد ترك إلحاده بعد ثمانين سنة، وسوف نرجع إلى قصة الفيلسوف أنتوني فلو وكتابه “هنالك إله” الذي شكل فاجعة لدى الملحدين، إلا أن ما راينا من أخلاق الملاحدة الجدد وما قرأنا من كتبهم يظهر أنهم بلا قيم ولا أخلاق، بل هم أهل تعصب ألب عليهم ملاحدة آخرين، وأهل رعونة وشتم وتطرف شديد ضد الدين والمتدينين، ولو كانت لهم القوة لفعلوا الأفاعيل كما ذكر كريس هيدجز في مقاله “الإلحاد الخطير لكريستوفر هيتشنز وسام هاريس ” سابق الذكر.
كما أن جوهر الدعوة للإلحاد هي العدمية، والعدمية خطر على البشرية ودافع لكل أنواع الانحراف الأخلاقي، إذ إن غياب إطار وجودي فلسفي، وطمأنينة دينية، يؤدي إلى أفراد فاقدين للتوازين الاجتماعي والنفسي والأخلاقي، فالإلحاد يفقد الوجود الإنساني نكهته وسره، ويفقد العالم روحه والوجود كينونته، وفي ذلك يقول الفيلسوف الفرنسي الكبير جون بول سارتر: “إن الإلحاد أمر أليم وقاس، فثبوت غياب الإله أشد وطأة على النفس من ثبوت وجوده”.
والعدمية تعني أيضا الاندثار، إذ لا حياة بعد الموت، ولا رقيب على الإنسان فيما يفعل، بل وجوده وجود عبثي ناتج عن مصادفات عشوائية، وليس لديه إله يلجأ إليه، أو قوة غيب يستند عليها، بل هو اليتم المادي الذي دفع بالكثير من الملاحدة للانتحار في النهاية من بينهم إسماعيل أدهم صاحب كتاب “لماذا أنا ملحد” الذي عبر فيه عن سعادته بالإلحاد، وهو رسالة كتبها سنة 1937، ولكنهم عثروا عليه سنة 1940 منتحرا في البحر “وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين ويطلب إحراقها” .
فمعضلة الإلحاد معضلة وجودية وأخلاقية، رد عليها الكثير من الفلاسفة مما يضيق السياق بإيراد ردودهم كلها، ولعل كلام الفيلسوف والرياضي وعالم المنطق والمؤرج والناقدالاجتماعي البريطاني الكبير بيرتراند راسل (1872، 1970) يعبر عن مدى المرارة التي كان يشعر بها تجاه الإلحاد وما يمثله إذ يقول: ” إذا كان الإنسان نتاج أسباب لا تملك الوسيلة اللازمة لما تحققه من غايات .. وإذا كان تواجده ونموه وآماله ومخاوفه ومعتقداته وشطحاته .. مجرد حصيلة تجمع ذرات بالصدفة المحضة .. وإذا عجزت أية حماسة متفجرة أو بطولة أو أية حدة فى التفكير أو الشعور عن الإبقاء على حياة فرد واحد فيما وراء القبر .. وإذا كان الإندثار هو المصير المحتوم لكل كفاح الأجيال ولكل التضحيات ولكل عبقرية الإنسان المتألقة تألق الشمس فى غسق النهار .. فإن لم تكن كل هذه الأمور حقاً غير قابلة للجدل .. فإنها بهذا المفهوم تقترب من اليقين إلى حد يستحيل معه على أية فلسفة معاصرة له أن تصمد فى مواجهته .. وبالتالى فإنه لا يوجد ملجأ للروح إلا فى إطار هذه الحقائق التى تحيط الإنسان بالقنوط الراسخ من كل جانب”.
وإن الناظر إلى جرائم الشيوعية الإلحادية وكيف تمت إبادة الملايين من البشر لأجل انتمائهم الديني وسجن ملايين آخرين وإكراه الناس على الإلحاد وانتشار الفساد والانتحار والتطرف، وانهيار الدول اقتصاديا واجتماعيا بعد ذلك ورجوعها إلى ما كانت عليه من معتقد، يكشف خطورة الإلحاد ومناصريه المتعصبين له، وفساد منهجهم الاخلاقي، وضراوتهم وعنفهم حين يتمكنون.
ولكن يجب أن نفهم أيضا أن تزييف الدين واستخدامه من أجل التخريب والتقتيل باسم الإله وباسم نبي الإله وكتاب الإله ودين الإله والانتصار للإله وتنفيذ أمر مصدر أكبر للشر، وتحت هذا القناع المدنس الملتحف بالمقدس قتلت الكنيسة العلماء والفلاسفة، وأفتى فقهاء التطرف بقتل أهل التصوف والعارفين الكبار، وتستمر المأساة اليوم في العالم الإسلامي بشكل يجعل التصدي لذلك وتحرير اسم الله ودين الله ونبي الله من أولئك المدعين المزيفين من أوكد الواجبات، وبذلك نضعف حجة الملاحدة في هذا الباب وفي غيره، والتصدي لهم أيضا أمر لابد منه بالعلم والعمل وبالحجة والبرهان، وإعطاء النموذج الأخلاقي الحقيقي لينكشف تزييف المزيفين وخداعهم وكذبهم، وهو عمل عسير فعلا في ظروفنا الراهنة، ولكنه واجب على من يقدر عليه، وفرض على من يستطيع القيام به، ومن أجل ذلك لابد من سياسات واستراتيجيات، لأن الإلحاد الجديد ولئن بدت منطلقاته علمية ذات مستويات بيولوجية وفيزيائية وكونية وفلسفية وأخلاقية، فإنه في جوهره مشروع دقيق الأهداف محدد الغايات له سياسات يتبعها واستراتيجيات يعمل من خلالها، وهذا ما سنبينه في المستوى الختامي: المستوى السياسي والاستراتيجي.