3 دقائق للقراءة
اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أتيته عامدا متعمدا، لطغوى نفسي علي وإسرافي في اتباعها.
ومن كل ذنب أتيته مخذولا بأمارة السوء مدفوعا بشهوة النفس.
ومن كل ذنب وقعت فيه لمكر الشيطان بي، ولذة هواي في الوقوع.
ومن كل ذنب وخطيئة وسيئة، ما كان من ذلك عمدا أو سهوا.
ومن جهلي وجهالتي، وضعف تقواي، وما اقترفت يمناي وأتت يسراي، وما اجتمعت عليه جوارحي.
واستغفرك من كل ساعة لم تزدني منك قربا، وبك علما ولك حبا.
أستغفرك من طول الغفلة، وتسويف الأمل، ونسيان الأجل، والسهو عن العبادة، والسهو فيها.
ومن كل تفريط وتقصير وسوء تقدير.
ومن كل ظلم ظلمته لنفسي، أو لأحد من خلقك. ومن كل ظن سوء، وقول سوءـ وفعل سوء.
ومن كل عمل غير صالح.
ومن كل ساعة غفلة عن ذكرك، وعن حمدك وشكرك.
والثناء عليك على سابغ النعم، وجزيل الكرم.
وما لم أحط به علما من آلاءك علي، وما لا أملك له من نعمك عدا ومن كرمك حصرا.
وأستغفرك من كل وهم حسبته حقيقة، ومن كل باطل ظننته حقا.
ومن جهلي بعزيز مقامك، وعظيم قدرتك.
ومن جراءتي على عصيانك في ملكك، بما أعلم أنك مطلع عليه، وأني لا املك دونك سترا، ولا منك مفرا.
ومن غشاوة قلبي عن موت نسيت أنه الحق، ونار ما عملت عملا ينجيني منها، وجنة ما أعددت لها زادا. وعن حشر لا ريب فيه، وموعد لا مناص عنه.
وأستغفرك من ذكر اللسان والقلب غافل، وعبادة لا روح فيها.
ومن وهم الحسنات وحجابها، حيث لا تغني عني شيئا لولا رحمتك.
ومن تقصيري في حق جنابك، وجناب حبيبك الذي هديتنا به، وآل بيته الذين أمرتنا بودهم، ودعانا لحبهم.
ومن هجراني لكتابك، وطمعي في ثوابك، وأمني من مكرك وعذابك.
ومن نسياني أنك رقيب حسيب، وأن الأجل قريب، وأن الحياة يوم لا دوام له، وأن الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء.
وأستغفرك من كل ما أحصت ملائكتك علي، وما أحصيتَ ونسيتُه، وعلمتَ وجهلتُه.
وأستغفرك استغفار من رأت النار روحه، واطلع على الجنة قلبه، وكشفت له ما كشفت له، فما تركت نفسه الذنوب، ولا تركت روحه الرجاء.
فيا غافر الذنب وقد أحصى وقدِر، وماحي السيئات وقد أحاط وخبِر، ومقيل العثرات العفو عن الزلات وقد شهد وسمع وأبصر.
يا من لا يضره ذنب مذنب، ولا تنفعه طاعة مطيع.
يا من يقبل من يشاء، ويعفو عمن يشاء، ويعذب من يشاء ويفعل ما يريد.
ذا العرش المجيد[1]، والبطش الشديد والوعد الأكيد المبدئ المعيد الحكيم الرشيد الغفور الودود.
خذني بعفوك وأخلصني لك.
واجعلني ممن سبقت لهم منك الحسنى.
واغفر أنت أولى بالمغفرة لمن هو أولى بالعقوبة.
وارحم واعف فلا مؤمل لذلك سواك.
بحق ألوهيتك على ناسوتي وربوبتيك علي.
وبجاه مفاتيح عفوك وأبواب رحمتك: ﷴ وآله.
وأهل مودتك وعنايتك، من علمنا منهم ومن لم نعلم.
يا من يغيث أغث.
يا من يُصلح بكن أصلحني بكن.
يا من يبدل سيئات من عفا عنهم حسنات، أبدلني بكل سيئة حسنة، وضاعف الحسنات لي، ثم اجعلها قسمة بين من شئت من عبادك.
واحشرني إليك برحمتك وحبك وحب ﷴ وآله وكمال الولاء له ولهم، فأي حسنة ألقاك بها أعظم من ذلك[2].
[1] ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15). (البروج) :واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (الْمَجِيدُ) فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين رفعًا، ردًّا على قوله: (ذُو الْعَرْشِ ) على أنه من صفة الله تعالى ذكره. وقرأ ذلك عامه قرّاء الكوفة خفضًا، على أنه من صفة العرش.
والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. (تفسير الطبري، ص 590، نسخة إلكترونية)
[2] 28 أفريل 2020