< 1 دقيقة للقراءة
يظن البعض أن السعادة تحتاج إلى مصباح علاء الدين السحري الذي سكن أخيلة الأطفال عبر العالم.
ويعتقد الكثير من البشر أن بلوغ السعادة لا يكون إلا بتحقيق مارد المصباح لكل الأماني والأحلام.
ولو سألت أحدهم: وما منتهى آمالك وقمة أحلامك.
فلن يتمكن من الإجابة، ولو أجاب لرجع فاستطرد وعاد فاسترسل.
فمن أمنيته مال قارون لن يكون سعيدا إذا امتلك تلك الكنوز، قارون نفسه لم يكن سعيدا. بل سيبتغي أضعاف ذلك، ولن يشبع.
ومن رأى سعادته في شيء يمتلكه، فلن ينالها قط، فكلما امتلك شيئا تاقت نفسه لغيره، وكلما حصل على شيء رغب في المزيد منه أو في سواه.
النفس البشرية إن استوطنها الظمأ للتملك فلن ترتاح مهما امتلكت، لأنها مملوكة لما تتمناه، مستعبدة له في حال التمني أو في حال الوصول والامتلاك.
السعادة الحقيقية في أن لا يملكك شيء.
السعادة أن تقنع وتسعى، أن تحلم ولكن بقلب راض بما قسم الله، فإن حققت من حلمك شيئا شكرت، وإن لم تبلغه صبرت، وأكملت المسير.
السعادة قناعة، وسجود ساعة، وحسن طاعة، ويقين في الشفاعة.
وسعادة العاشق في بلوغ معشوقه.
وسعادة كمال العشق، في طلب رضا المعشوق.
ومن عشق الدنيا لن يبلغ رضاها.
أما من أحب الله، فسعادته في رضوان مولاه، وحبه ورضاه.
ومن براهين رضوان الله أن ترضى عن الله، وترضى بما كتبه وأعطاه، وتطلب منه مزيدا، وقلبك زاهد، ونفسك مطمئنة.
إنها قمة الفن، وبوابة الوصول.
أن تمتلك حب الملك، وتستيقن من القبول.
﴿قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوۡمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [المائدة ١١٩]