الشتيمة عنوان الهزيمة

المعركة بين العلم وأهله والجهل وأهله معركة قديمة، فكلما ظهر صاحب علم تنادى إليه الجاهلون ينعقون ويسبون ويتهمون ويتهكمون.
وهذا ما كان عليه الحال مع الأنبياء الكرام والسادة الصالحين، ومع كل عالم صادق ينطق بالحق، ويرسم له طريقا جليا يخترق به كبد الباطل.
ولكن الأمر في زماننا أشد، والجهل أعتى، والسفاهة أكبر، بما يحار فيه صبر الحليم، ويتوه فيه عقل الحكيم.
ورغم أني تعودت الشتيمة منذ سنين، خاصة حين كثر الحساد مع تميزي في الدراسة والشعر وفنون الدفاع، وفي كل مرحلة يكون هنالك حسدة فسدة جدد، يشيعون الأراجيف، ويستهزئون، ويسخرون، ويتآمرون، ولا يجرؤ أحد منهم على المواجهة. رغم ذلك لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الاسفاف والابتذال.
جحافل تلوها جحافل، من بعض الوجوه الإعلامية وبعض الجامعيين، وغيرهم ممن يروج لفكر ما، أو ممن يتابعه الكثيرون لشيء جذبهم إليه، ومن سواهم من سقط المتاع، والذين يحبون ولائم الشتائم لأنها تشبع نهم نفوسهم المريضة.
والعجيب أنهم جميعا، إلا قليل، من بلادي، التي أحبها وكتبت عنها أجمل القصائد والأغاني، وكنت في الصف الأول للدفاع عنها ضد الإرهاب الظلامي، والفكر التكفيري، وكل ما يهدد أمنها القومي، في مراحل حرجة وفترات صعبة.

عندما ننظر في التعليقات على هذا الفيديو على سبيل المثال سوف نرى الكم الرهيب من الشتائم والسخرية والتشكيك والتكذيب والحقد.
ورغم أن الكلام الذي ذكرته حق موثق مبرهن، فهؤلاء لا يهمهم ذلك، ولا يفقهون في الأمر شيئا، همهم الوحيد أن يشتموا ويسخروا ويشككوا.
بعضهم قال أني مشعوذ، وآخر قال أني مريض نفسي، مع ترديد آخرين لكوني دجال وصنيعة مخابرات ما، وأبدع من قال اني شيعي صهيوني، ضمن دمج غريب غير منطقي، ودعا آخر لمحاكمتي ومنعي من الإعلام لأني أنشر الشائعات.
الفيديو ليس في شيء يضر الأمن القومي للوطن، أو يدعو الناس للرذيلة أو يضرب السلم الأهلي.
الفيديو ليس فيه شعوذة أو كذب، بل الكلام عن حدث حير العلماء ويحيرهم إلى اليوم.
هل ناقشوا المحتوى؟
هل أثبتوا أني مخطئ فيما قلت؟
أبدا، ولا يفكرون بذلك، الهدف التشكيك والتتفيه وضرب السمعة.
هل يتحركون من تلقاء أنفسهم؟
بعض البيادق نعم، لكن رؤوس الأمر يحركهم من يستهدفني بشكل مباشر.
هنالك قلة قالوا ان ما جرى في تونغوسكا كان انفجار نيزك، والحقيقة أنه لم يتم العثور على أية بقايا لنيزك او مكان انفجاره.
آخرون ذكروا أنه أمر معروف مع الكثير من الشتم، وأقول لهم انا على يقين أنكم لم تسمعوا به من قبل، إنما هي بلاهتكم تمنعكم من الاعتراف بالجهل، والكثير من العناد الصبياني.
هنالك قلة قليلة جدا كانت تعليقاتهم محترمة، وعاتبوا جوقة الشاتمين، لكن الجوقة عمياء بكماء صماء، لا ترى ولا تسمع، ولا تعرف إلا النباح والنهش، والاتهام دون بينة، والافتراء دون دليل.
يؤسفني جدا انهم أبناء بلدي، ويؤسفني أكثر أن يكون هذا حال عدد كبير من سكان هذا الوطن، على اختلاف مستوياتهم، ضحالة فكر، قلة أدب، جهل مركب، وشيء يصعب تفسيره، كأنه كره جيني، شيء في الجينات يفرض الكراهية ويمنع المحبة.
لتقر عين يزيد وهو يتدلى من سقف جهنم، جنوده وأذياله أكثر عددا مما كان يتوقع.
كل هذا لا يحرك لي شعرة، وستسحق حجتي رقاب عنادهم، وتدحض براهيني أراجيف باطلهم، وتركض خيل إبداعي على وجوه حقدهم وزيفهم.
ولو لم يكن العجز عليهم مسيطرا، ما اتخذوا الشتيمة سبيلا، لأن الشتيمة عنوان الهزيمة.
أنا أبحث عن تحفيز جين المحبة عند الذين تآلفت أرواحنا معهم من قبل.
وأريد أن أبني مشروعا فكريا وعرفانيا عظيما، يوقظ الغافلين، ويرشد السالكين، ويوصل إلى مجمع الصالحين.
رغم أنوف المرجفين، ومن يحرك بيادقهم من خلف ستار لعين.
وسأستمر.

سوسة 18/07/2024