< 1 دقيقة للقراءة
لماذا خلق الله العرش!
ليحمي الفرش.
فكل ما تحت عرش الجبروت فرش الملكوت.
والعرش مجلى التجلي، ولو تجلّى على غيره لجعله دكّا.
فجعل بين العرش والفرش ستارا، وحجابا حافظا وأنوارا.
وجعل أفقا للتجلي، وحملة لعرش النور، في الحجاب المستور.
يتجلون بالنور، على الخلق المنثور.
وجعل العرش على ماء، من الازل وما زال، ولولاه لاحترق كل شيء وزال.
وجعل صفاته في جلاء، وذاته كنزا مستترا.
وهو الرحمن الذي استوى.
فتجلى على الخلق بالرحمة، ولو تجلى عليهم بالجبروت لكانوا هباء منتثرا.
أما من ظن أن الاستواء هو الاستيلاء.
فلا يكون استيلاء إلا بغلبة سابق، وقهر لاحق.
ومن لله سبق، او عليه بقهر لحق.
ومن يملك مع المَلِك شيئا مما ملَك، رب الملكوت والمُلْكِ والمَلَكْ.
ومن ظن الاستواء جُلوسا، كان على الوهم جَلُوسا.
بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن.
استواءه تجلّيه لأمر لديه، وكل ما خلق هباءة في يديه.
يده قدرته، وعينه علمه، وهو السميع البصير.
لا جسم فيوصف، ولا كيف فيُكنه، ولا حيث فيُدرك، ولا أين فيُحوى، ولا زمن فيُطوى.
ولا كُفأ فيُغلب، ولا شريك فيُسلب، ولا خالق معه، ولا رب سواه.
ذلك الله لمن عرف الله.