2 دقائق للقراءة
ضمن سعيهم المريض لإثبات عدم وجود من لا يمكن إثبات عدم وجوده، بل كل شيء يثبت وجوده، قام الملاحدة بتزييف “البرهان الكوني” (أحد البراهين المعتمدة على وجود الله) عبر تغيير موضع العدم، من: “تدل نشأة الكون من عدم على وجود الإله الخالق”، إلى: تدل نشأة الكون على عدم وجود الإله الخالق”.
وهو برهان على سقوط فكرهم في العدم، وانعدام روح الايمان التي هي جوهر العلم: فلا علم ان لم نؤمن مسبقا بالعلم كعلم وبوسائل تحصيله وتمحيص فرضياته وتجربة نظرياته واختبار نتائجه والتيقن من صحة معطياته للوصول إلى المعادلات والقوانين والايمان بها كالايمان يقينا ان ناتج الواحد مع الواحد اثنان أو ان الجاذبية من قوى الطبيعة الاربعة الكبرى.
كما ان الايمان بأن الكون بكل ما فيه مصمم على منح مجال واسع للفهم ومبني بمنطق رياضي فيزيائي دقيق ومضبوط هو جوهر علمي يصير العلم دونه مجرد شعوذة، لذلك قال آينشتاين قولته الشهيرة: “إن أكثر الأشياء استعصاء على الفهم في الكون، أنه قابل للفهم”.
كيف يكون كون نتج من انفجار رهيب في كل تفاصيله من مفردة انطلاقه الدنيا الى الكثافة الرهيبة والسرعة التي بلغت مليار مليار مرة فوق سرعة الضوء، ثم التشكل من المستوى تحت الذري الى كل ما في الكون من مجرات ونجوم وكواكب، كل ذلك بعد انفجار من المفروض نظريا ان يكون ناتجه فوضويا لا ينتظم، وكل ذلك شواهد على قوة عظيمة خلقت وفعّلت واعادت التنظيم والتنسيق بدقة وقوانين قابلة للفهم ومنسجمة مع المنطق الرياضي والفيزيائي.
فسبحان الله كيف تعمى البصائر عما تشهد الأبصار من ثوابت الشواهد وقواطع البراهين على وجود الله عز وجل، ولكن إن عميت القلوب فلن يجدي علم العقول، ومن ينظر بقلب متعقل وعقل له قلب وبصيرة، سيشهد ان كل شيء من حوله ينادي: خالقي الله… وكما قلت من قبل:
لله في الخلق سر جل معناه
فانظر بقلبك تبصر كيف جلاّه
في كل شيء براه الله مقتدرا
صوت يقول: أنا قد صاغني الله.