< 1 دقيقة للقراءة
هب أنك تحمل حجارة كبيرة، أو حطبا، ووجدت كيسا من الماس أو صندوقا من الذهب.
كيف تحمل الماسة والذهب إن لم تلق حملك الذي يثقلك؟
فليس في طاقتك أن تحمل ما لا تستطيع وأن تجمع ما لا يُجمع، فإن قدرتك قليلة وما لك لذلك من وسيلة.
وإن كنت ستختار: هل يختار العاقل حجارة على ماسة، وحطبا على جوهر؟
فإن رميت حملك الثقيل وحملت ماسة واحدة غيرت حياتك من الفقر إلى الغنى، ومن الفقد إلى الوجد.
فكذلك وارد الحق يأتيك بجواهر الرحمة وعطايا الرحمن، فإن لم تُلق ما تحمل نفسك من ريب وشر، وقلبك من بغضاء وظلمة، وعقلك من تشكك وتصدع، فلن تقدر على حمل أمانة ذي الجلال.
ولا أنت تقدر على الجمع في نفسك بين نور الله وظلمة الشيطان، ولا في قلبك بين حب الله وكراهية الخلق، ولا في عقلك بين اليقين المستنير وأوحال الفكر الملوث.
وإن كنوز الله أغلى من الذهب والماس، وأعز من المال ومتاع الدنيا كله.
وإن ماسة رحمانية واحدة تغير حياتك من الضلال إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الفقر للناس إلى الغنى برب الناس.
فألق يا هذا جحارة نفسك وحطب ذنبك ووهم يأسك، وخذ من كنوز الله بيد قلبك.
أما حمل الجسد فليس يضرك إن كان على كتفك الحجارة، لو كنت فقيرا قوته بيع الحطب، ما دمت تحمل في قلبك جواهر الإيمان وماس الإحسان وكنوز العظيم المنّان.