7 دقائق للقراءة
إن تتبع خيوط التاريخ يفسّر الحاضر ويبيّن ملامح المستقبل.
إن كنت لا ترى بعين العدو، فعينك عمياء في ساحة المعركة. إن كنت لا تفهم عقل العدو، ففكرك عاجز في الحرب كلها.
(من كتابي: فن الحرب بداية جديدة)
وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) (الإسراء)
يعيش الكوكب كله اليوم بعضا مما دونته في كتابي “فاعتبروا” منذ أكثر من عام.
وكنت منذ اعوام اكتب وابيّن في منابر الاعلام والمؤتمرات الوطنية والدولية، محذرا من عذاب قريب.
وها انا استمر في الكتابة. وفي التذكير والتحذير ومحاولة التنوير وتحفيز التفكير.
صحيح ان كتاباتي ومحاضراتي كلها لا تجلب انتباه واحد من الف ممن قد تجلب انتباهم وتحفز مشاعرهم وتستحوذ على قلوبهم صورة ساق “نجمة” على شاطئ او قرب مسبح.
كما ان كلامي اليوم، وما ابثه لن يجلب اهتمام واحد على مائتي الف ممن يتابعون رقص غانية تسلّي الرجال في الحجر الصحي، يباريها في ذلك رقص غانٍ يسلّي عن النساء، لعل ذلك يكمل (دون وعي منهم) خرق ستر اللطف الذي نسجه اجيال من الصالحين فوق الخضراء بكثرة قبابهم، بعد ما فعله حرق عميان التكفير لبعض مقاماتهم، وخرق عميان التعهير -بالشذوذ المقيت وكل فعل لقيط- لارضهم.
ولكنها كلمة حق اقولها مرارا وفي قلبي شعور مؤمن ال فرعون وهو يقول بمرارة: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (غافر 44).
ولست والله إلا مشفق على الانسان بغض النظر عن بلده ولونه ودينه وطائفته.
لأن الحرب على الانسان ككل، على ذرية آدم وحواء، من بعض شياطين الانس الذين يتقربون الى ابليس بالعبادة ويعتقدون فيه، ويتقربون الى الدجال بالولاء وينتظرونه ويهيئون العالم له.
وكل فعل منهم مدروس بدقة وعناية.
ولهم أيد في الكثير من الحروب والماسي.
وليست الحرب العالمية الأولى ولا الحرب العالمية الثانية، وما بينهما أحداث حاصة ازمة وول ستريت، وما بعدهما من حروب ومؤامرات، سوى بعض من فعل هؤلاء الممتد الى فسادهم الاول قبل دمارهم وعقابهم في وعد أولاهما، والى تنظيمهم الاول زمن نبوخذ نصر في ارض بابل، وانطلاق فسادهم الثاني الذي لا ينتهي سوى بتحقق وعد الاخرة كما هو مدون عندهم بالميقات في التوراة: “يعيش بنو اسرائيل في فلسطين ستة وسبعين عام ثم يصيبهم الهلاك”.
وكذلك في القرآن الكريم خاصة آيات الاسراء.
ان هؤلاء الشرذمة لهم حلفاؤهم على مر القرون الماضية، وتنظيماتهم الفرعية الخاصة. ويزداد شرهم كلما اقترب الوعد. ولهم تاثير عميق في التاريخ العربي ثم الاسلامي، منذ بداية وجود الأصنام وتلويث العقائد، الى البحث عن النبي المنتظر ومحاولات قتله قبل ظهوره. وانتظاره في يثرب لسابق ذكر مكانه في كتبهم وفي نسخ التوراة الاصلية التي شهد القرآن الكريم على امتلاكهم لها وتحريف ما يروجونه لعامتهم، ثم التامر عليه في حياته، وعلى امته عامة وال بيته خاصة بعد وفاته، بالتعاون مع “النفير” وفق وصف القرآن الكريم، من حلفاء ومرتزقة وعملاء لهم.
ليس كلامي هنا نوعا من الانشاء والزخرف البلاغي، بل ثمر التحقيق والتدقيق والبحث الدقيق، لذلك على كل من يردد اصطوانة “نظرية المؤامرة” ان يتمتع بالشجاعة العلمية للبحث والتمحيص ومغادرة وهم ذلك القالب الجاهز المخادع: أجل تآمروا ونفذوا، قتلوا وأبادوا شعوبا بأكملها (كإبادة شعب الهنود الحمر بأيدي أذيالهم من همج أوروبا الوافدين، وكذلك تعذيب وإبادة المورسكيين الذي كان يشرف عليه صهاينة صليبيون ويهود تحت أنظار إيزابيلا وفرديناند وكلاهما من جنودهم).
أجل افسدوا ويفسدون ويتآمرون ثم ينفذون وآلاف الشواهد الجلية تثبت ذلك لا يتعامى عنها إلا من ضاق فكره أو انخدع تفكيره.
انه فساد في الارض له اثاره في كامل الكوكب، وقد شهد مراحل تطور كبرى من بينها ما كان مع احتلال ارض الهنود الحمر وابادتهم في القرن السادس عشر وتأسيس مهد فعلهم الأخطر والأعمق (ودراسة تاريخ القارة الامريكية والولايات المتحدة تحديدا سيكشف عن خطورة وقوة دورهم خاصة مع تاسيس فرع لفرسان الهيكل ثم تنظيم المرمون وتنظيم الانجيل الاسود وصولا للمحافظين الجدد، ومستشارة ترامب الروحية باولا وايت عنصر فاعل في تنظيم الانجيل الاسود، وقد قالت أن معارضته هي معارضة للرب. ولها معه مقاطع فيديو عجيبة تبين مدى اعتقادهم فيما يفعلونه. ومن يراجع تصريحات رجال الدين المسيحيين في الولايات المتحدة ضدها يرى صريح اتهامهم لها بأنها شيطانية ومهرطقة. إذ أن أتباع الانجيل الاسود (من بينهم تنظيم ليفي لعبادة الشيطان) يؤمنون بالمسيح المضاد أو الدجال، وهو ربهم الذي يعتقدون فيه. وكذلك كانت أولبرايت وغونداليزا رايس، وأيضا ماكيين وبوش الابن الذي صرح علنا قبل غزو العراق: إن الرب أمرني بغزوها.
ومن أفعال وفساد هذه الشرذمة المفسدة في الأرض وأذيالها اختطاف وقتل ملايين الأفارقة، والحشد للحروب الصليبية، وتدمير حضارات الصين واليابان والهند والحضارة العربية الاسلامية منذ القرن السابع عشر وبلغ الأمر ذروته في القرن التاسع عشر، ونهبها وسرقة كنوزها وخيراتها. ونشر الافيون والفساد فيها بالقوة، مثل حرب الأفيون ضد الصين سنة 1840 بعد أن حاولت أسرة تشينغ الحاكمة منع بريطانيا من بيع الأفيون الذي دمر شعبها على أراضيها، وكانت الحرب من أجل الحفاظ على المرابيح الكبيرة من بيع الأفيون، وتم فيها ارتكاب مجازر كثيرة وإجبار الصين على السماح بتعاطي الأفيون المدمر واستمر ذلك إلى عهد ماو. وتم استعمار هونغ كونغ. ومن الطبيعي أن يكون للأسر اليهودية الكبرى وتنظيمات الماسونية التابعة لها دور رئيسي في تجارة الأفيون وإدارة تلك الحروب. ثم استعمار بقية دول العالم والدفع الى الحروب العالمية. وفي كل هذا وما بعده كان هنالك فاعلون من خلف الستارة، وهم الحاكمون الحقيقيون لعدد من دول العالم عبر صناعة الزعماء. ويغتالون كل من يخرج عن طاعتهم ومخططاتهم أو يدبرون له مكيدة ولو كان في أقوى دول العالم (اغتيال كينيدي وفضيحة مونيكا لوينسكي التي أسقطوا بها بيل كلينتون).
وكل من يرفض قبول هذه الأمور ويردد “نظرية المؤامرة” كالببغاء فهو بين أمرين: إما جاهل لا يفقه حقيقة المعطيات ولا يرى إلى ما سمحوا له برؤيته. وهو جهل مركب يرى فيه صاحبه أنه ذو فهم وعلم وينساق خلف جوقة تردد اصطوانة “نظرية المؤامرة” وكأن العالم ملائكي وليس فيه أثر لأية تآمر أو تخريب ممنهج.
أو يكون بوقا من أبواقهم الاعلامية والثقافية والمخابراتية، التي تهاجم كل صاحب فكر حر شجاع يريد كشف هؤلاء المردة وتعرية وجوههم البشعة من خلف الأقنعة الجميلة.
لقد استمر حكم هؤلاء الأبالسة طويلا، ولا يكترثون بأي ثمن تدفعه البشرية أمام مصالحهم. وما ضرب الصين إلا لأنها خارجة عن سيطرتهم وستكون أعظم قوة اقتصادية وتكنولوجية في العامين القادمين، وما ضرب إيران إلا لخطرها وخطر محورها (روسيا سوريا المقاومة) على مصالح هؤلاء، وكذلك خطورة التطور العسكري السريع والمذهل الذي يقوده بوتين (أكثر قائد في العالم وعيا بمسائل الماسونية ومخططات شياطين الانس وله تصريحات جريئة وصادمة وسمح للعلماء الروس بحرية الكلام عن جميع المسائل بما فيها المحظور منها بشدة من قبل الكونغرس والتنظيمات الماسونية وعلى رأسها مسألة السفن الفضائية التي صرح أنها ثاني أخطر شيء في الحقيبة السرية للرئيس الروسي بعد السلاح النووي، وقد تم السماح لوزير الدفاع وأدميرال البحر السابق بالكلام علنا على قناة روسيا اليوم والاعتراف بأنه بنفسه شاهد على تلك السفن المذهلة وأنها حقيقة يتكتمون عليها، وهو ذاته ما فعله وزير الدفاع الكندي السابق، وسأرجع لتفسير حقيقتها).
وكذلك إيطاليا تم ضربها لأنها كما ذكرت قناة فرنسا 2 تمثل حصان طروادة لاختراق أوروبا من طرف الصين. في تقرير بتاريخ 21/03/2019. كما أنها تمردت على الأمريكان ورفضت تنصيب صواريخ أمريكية وغيرها من التفاصيل وهنالك دول أوروبية أخرى تتبعها.
إنه عمل تخريبي ممنهج واضح لمن كان له لب ودرس المعطيات ونزع عنه الأوهام. وما يجري اليوم عبر فيروس يمثل تاج عملهم الاجرامي لتدمير البشرية (وسموه باسم التاج) ليتم من خلاله تعريض البشرية ودول العالم كلها للموت الجماعي الذي خططوا أن يستهدف الكبار تحديدا وستظهر لدى المنتمين لهذه التنظيمات ممن يحكمون الدول الاوروبية قسوة كبرى في التعامل مع موت من يعتبرونه مجرد عبء ومال مهدور. كما يتم تسديد ضربة محكمة لنزع المناعة الروحية عن اهل الارض ونشر الموت والخوف تمهيدا لما بعده (فتح بوابة العين وظهور الدجال وفق معتقداتهم كما بثوها في أفلام سيد الخواتم على سبيل المثال) وبعد زرع المسلات الماسونية في كل دول العالم وفي كل الأمكنة ذات القداسة. وكل ذلك لضرب الغلاف الطاقي الإيجابي والستر النوراني والمناعة الروحية، حتى تم اغلاق دور العبادة، بل الكعبة بلا طائفين وباب السلام بلا زائرين والمساجد بلا مصلين. وكل الكنائس والمعابد مغلقة. وكل مكان فيه طاقة ايجابية تم غلقه ووضع الناس في عزلة وخوف وترقب. والمدن كلها صارت مدن اشباح. والموت يخيم على الكوكب كله. ثم البعض لا يستطيع ان يصدّق أنّ الأمر مدبّر متصل بما قبله موصول بما بعده، وأن تتبع خيوط التاريخ يفسّر الحاضر ويبيّن ملامح المستقبل.
لقد تم خداع البشرية طويلا، فساهم ذلك في سقوطها اليوم فريسة المرض والموت والرعب، وتهاوت امام اعينهم كل تلك التكنولوجيا وذلك البهرج الفارغ.
ولكن الاخطر: حجبهم عن خالقهم وضرب جميع الديانات في حملة للملاحدة غير مسبوقة، انطلقت مباشرة بعد هزيمة الصهاينة في حرب تموز 2006. وتم توفير دعم مالي واعلامي وسياسي كبير جدا مع تقديم دعم مشابه لنشر الشذوذ ضمن تكامل بين الدّورين (راجعوا مقالات الالحاد علة موقعي) وضرب فطرتهم السليمة حتى قبلوا الشذوذ وقد كان قبل عقود قليلة يصنف مرضا نفسيا وتنظر اليه الاسر والشعوب عبر العالم بعين الرفض ثم صار بفعل التلاعب والبرمجة والافلام والكتب مقبولا حتى لدى بعض أدعياء الاسلام، وبلغ التحدي زواج رئيس وزراء اوروبي من صاحبه علنا (لوكسمبورغ).
فكل هذا كانت غايته عزل البشرية عن ذلك الامن الالهي وتدمير مناعتهم الطاقية والروحية بعد تسميم مدنهم واجسادهم.
فليس اخطر على بني آدم اليوم من البعد عن الله والاغراق في كل أنواع الفساد والوهم. والاغترار بالعلم حتى ادعى بعضهم ان الله نفسه لم يعد له من حاجة ولا مبرر، وان الاديان ابتكرها البشر بسبب الخوف، وان الخوف اليوم انتهى والانسان صار هو الاله.
هذا ما يجعل البلاء اشد عسرا، وانكشافه اكثر بعدا. ولعل كلمة رئيس وزراء ايطاليا: انتهت حلول الارض وننتظر حل السماء، فيها بداية استغاثة، ولن ينكشف الوباء حتى يستغيث العالم كله، بعظيم العالم كله. ولئن انكشف دون ذلك لرحمة وشفاعة، فسيكون ما بعده اعظم.