2 دقائق للقراءة
في مدينة قصيبة المديوني الهادئة الجميلة، مدينة العارف بالله الشيخ محمد المدني، وفي جامع الناظور، يوم الثلاثاء 26 رجب 1440 الموافق للثاني من أفريل 2019، بين صلاتي المغرب والعشاء، وبحضور نخبة من أهلها الطيبين، ومشاركة ثلة من أهل العلم والذوق والمحبة لرسول الله، كان الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج، تلك التي أكدها القرآن الكريم، وفيها ما فيها من المعاني والأسرار التي لا تنتهي، كما انها برهان فريد عن مقام رسول الله الرفيع عند ربه.
كلمات من عمق الاسراء والمعراج ومعانيه، للشيخ محمد مشفر رئيس الرابطة التونسية للقرآن الكريم، رجل العلم والسند والقراءات.
ولمحدثكم الشيخ الدكتور مازن الشريف المفكر الاسلامي والاستراتيجي.
بتقديم وتأطير للمفكر الشيخ بدري المدني صاحب المبادرة، الرجل الذي يعمل بلا كلل ورفيقي في رحلات كثيرة في أرض الله وعمل طويل مستمر لخدمة البلاد وخدمة قيمها وأخلاقها وحمايتها من أنواع التطرف المختلفة، وبأناشيد رائعة للشيخ حاتم الفرشيشي.
وحضور لصفوة من أهل العلم ومن المسؤولين وأهل الفضل والخير، خاصة الشيخ الدكتور مفتاح بن مسعودة من ليبيا، والشيخ عبد الرحمن الخراط من مدينة القيروان.
وبإشراف من وزارة الشؤون الدينية وحضور المدير الجهوي بالمنستير الاستاذ عبد الحميد البراري، وتغطية للتلفزة الوطنية ولاذاعة المنستير، كان الحفل بهيجا راقيا، وبرهانا على تعلق التونسيين برسول الله ومحبتهم له، وعلى أن النور باق والشعاع مستمر، ولا يمكن طمسه انغلاقا أو انبتاتا وتفسقا.
إن الاسراء حركة في المكان لها دلالاتها وسياقاتها التي تخرج من الحدث نفسه الذي تم وكان معجزة عظيما وتكريما فريدا للذات المحمدية، إلى أمور تتعلق بحياة الإنسان وباستراتيجيات الدول في النظر التاريخي الجغرافي والحركة المبكرة في قافلة الحضارة لتحقيق السبق والتفوق.
أما المعراج فهو معارج كثيرة، خص الله أرقاها ورفعها بحبيبه محمد النبي الزكي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، ولكن هنالك معارج للرقي والسمو والتطوير تخص كل إنسان، وتخص كل دولة وأمة.
وكم نحتاج للمعراج، ذوقا وفهما وعلما، وكم تحتاجه دولنا التي تتردى في مهاوي الفوضى والصراع، وكذلك أمتنا التي لامست القاع في مستويات كثيرة بل وتجاوزته.
ولكن يبقى لنا يقين في إسراء ومعراج معنوي وبنيوي نطمح أن نسهم فيه وأن نكون جزءا منه.