6 دقائق للقراءة
حكاية إفك آخر
إثر واحدة من زياراتي للبنان سنه 2016 ولقائي بقيادات المقاومة وعلى رأسها الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله، والشيخ حسن عز الدين كان يشغل حينها منصب رئيس العلاقات العربية في حزب الله، والشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، والشيخ زهير الجعيد رئيس جبهة العمل الإسلامي، والشيخ بلال سعيد شعبان أمين عام حركه التوحيد الإسلامي، والشيخ حسن عبد الله رئيس تجمع العلماء المسلمين بلبنان، والمرحوم الشيخ القاضي أحمد الزين رئيس مجلس الأمناء في “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان، والشيخ غازي حنينة الذي يشغل اليوم نفس المنصب، وسواهم من رجال الصمود والمقاومة الذين احتفوا بي وقدمت مجموعة من المحاضرات القيمة، وكل ذلك قمت بتوثيقه ونشره تباعا رغم المخاطر المحيطة بالأمر حينها وما كان يجري بتونس.
كما زرت جنوب لبنان الصامد، وخطبت الجمعة مكان العلامة المرحوم عبد الناصر جبري في مسجد كلية الدعوة بطلب شخصي منها، وتم بثه مباشرة، ونالت صدى كبيرا.
وكان لي لقاء اعلامي مهم على قناة الميادين في برنامج آخر طبعة، وعدد اخر من القنوات.
وبمجرد عودتي إلى تونس، ووصول الخبر إلى زمر الاخوان الذين كانوا يسيطرون على مفاصل الدولة حينها وأذيالهم من الوهابية، تم تكليف فريق كامل لنشر الإشاعة والتضليل والتشويه عبر عدد كبير جدا من المواقع وعلى رأسها صفحة “الزحف الأسود” التي كان يديرها وهابي قيادي معروف، والصحف الالكترونية العربية وصحيفة ورقية معروفة بعمالتها وفسادها اسمها “الثورة نيوز”.
وكان الخبر الرئيسي هو الآتي: منشق عن حزب الله يحذّر من كارثة قد تصيب تونس يقودها الصوفي مازن الشريف. صحيفة وطن الإلكترونية، 3 يونيو، 2016
مخطط مزيف أثبتت الأيام أنه إشاعة كاذبة.
وهذا نصه: وهذا نصه: “خاص-وطن” كشف المغرّد الشهير “منشق عن حزب الله” عن قيام التونسي مازن شريف بزيارة إلى لبنان لزيارة عدد من قيادات حزب الله “كي يلطم” على قتلاهم.
وقال منشق “#هام، إلى المخابرات التونسية ماذا يفعل مازن الشريف الأمين العام للصوفية في الضاحية مع قيادات حزبالة و سرايا الزبالة”.
وأضاف “تأكيدا لما نشرته عن وجود الأمين العام للصوفية #تونس الدجال مازن الشريف تومان و دولار كي يلطم على قتلى حزب الله”.
وتابع “الدجال التونسي مازن الشريف الأمين العام للصوفية مع الدجال أحمد الزين في لبنان، قرييا حزبالة فرع تونس والعرب نائمون”.
وأكّد حساب منشق عن حزب الله أن التونسي مازن الشريف أمين عام الصوفية الصفوية يلطم في مطعم الساحة ويبكي على قاتل اللبنانيين والسوريين مصطفى بدر الدين.
وأردف منشق مستهزئا بمازن الشريف أكمل معي ما يلي الدجال أمين عام الصوفية مازن الشريف من آل البيت شيخ مفكر خبير عسكري دفاع بر جو شاعر فنان.
يذكر أنّ التونسي مازن الشريف كان قد أكّد صباح الجمعة عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك” أنّه التقى قيادات من حزب الله في لبنان.
وكتب الشريف “تشرفت اليوم بلقاء الشيخ المقاوم حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، بعد ندوتنا المشتركة يوم أمس، وقد تناول اللقاء موضوع فلسطين في قلوب الشباب العربي عامة والتونسي المغاربي خاصة وقيمتها، وقيمة المقاومة بمختلف معانيها. والعلاقة الروحية والفعلية بين ملاحم المقاومة بلبنان وفلسطين وملاحمها في المقاومة الصوفية ببلاد المغرب العربي من ملحمة الشيخ عمر المختار (ليبيا) والشيخ الحداد والشيخ بو عمامة (الجزائر) إلى ملحمة بن قردان التي أظهرت معدن البطولة في الجيش والأمن والشعب التونسي.”
وتتالت المنشورات بعناوين مشابهة وانتشرت انتشارا كبيرا ومن بينها:
*كشف مخطط إيراني للعبث بأمن تونس، صحيفة البوابة الالكترونية: 05 يونيو 2016: كشف ناشط مناهض لمليشيا “حزب الله” الإرهابي، عن مخطط إيراني للعبث في أمن تونس، يقوده رئيس ومؤسس مركز الشريف للتكوين والدراسات مازن الشريف، الذي يتم استضافته دائماً بالإعلام الإيراني والقنوات الشيعية.
* الكشف عن مخطط لميليشيا “حزب الله” للعبث في أمن تونس، اورينت نت، 2016-06-05
*منشق عن حزب الله يتحدّى “مازن الشريف” ويجدّد تحذيره للتونسيين من “بوق إيران” – خارج السرب. صحيفة وطن، 5 يونيو، 2016
*إيران في بيتنا: هل يمكن إنقاذ تونس من سيناريو لبنان أو اليمن؟، صحيفة إيران بوست الالكترونية: Jun 9, 2016 نشرت صحف تونسية وعربية خبرا مهما يفيد بأن منشقا عن حزب الله اللبناني كشف مخططا إيرانيا بدعم من الحزب اللبناني في تونس يقوده رئيس و مؤسس مركز الشريف للتكوين و الدراسات مازن الشريف.
وقمت بالرد عليهم بالحجة والدليل ككل مرة.
ثم تم تكليف مرتزقة جريدة صفراء كانت تنشر الأراجيف والأكاذيب وهي جريدة الثورة نيوز التي نشرت مقالين متتاليين قد ملئا حقدا وكذبا وتزييفا بعد أيام من اطلاق تلك الحملة وكان الأول بتاريخ 16 جوان 2016 تحت عنوان: الدكتور المزعوم مازن الشريف … منافق ودجّال وعميل لإيران وفيه صورتي مع الشيخ ماهر حمود رئيس اتحاد علماء المقاومة التي أعتز بها وبه.
ومما تم تدوينه في المقال المنشور الكترونيا وورقيا: جاء في اعتراف خطير لمنشق عن حزب الله (اللبناني) أن إيران لديها هاجس من دول المغرب العربي لأن فيها ثقل سني كبير مع إنعدام وجود أقليات شيعية فيها ممكن استخدامها لزعزعة إستقرار تلك الدول، لذلك تلجأ إيران وحزب الله إلى صغار القوم هناك من المنبوذين أمثال الصوفي الصفوي مازن الشريف كمطايا لتمرير مشاريعها ومخططاتها الخبيثة (خدمة المشروع الإيراني ونشر التشيع في تونس..). مؤكدا على أن المنافق الدجال عميل إيران مازن الشريف Dr.Cherif MAZEN شخص كذّاب ويكذب على الشعب التونسي فهو صوفي في تونس وصفوي مع عملاء إيران في لبنان”.
أما الثاني فهو الذي نال شهرة أكبر ويستخدمه كثيرون اليوم ومن بينهم صحفيون ضدي وكأن ما فيه وحي منزل وحقيقة مطلقة.
وقد تم نشره بعد الاول بيومين، اي يوم 18 جوان 2016، وحمل العنوان التالي: الدكتور المزعوم مازن الشريف عميل للمخابرات الإيرانية: نقلة نوعيّة من مشعوذ متنقّل إلى مفكّر استراتيجي.
ومما ورد فيه ببالغ الحقد والزور الذي لا أملك الآن وقتا لدحضه كلمة كلمة: وضع سيرة حياة مزيفة لي، وكلام عن أمور تثير السخرية، مثل أني كنت أؤمن بقدرتي على التشكل في غير الهيئة البشرية وأن الجن يعلمونني. هل مثل هذا الكلام ينشر في الصحف ويصدقه عاقل.
ومن ذلك أيضا: “الحقيقة المغيّبة أن المفكر الاستراتيجي المزعوم مازن الشريف التحق خلال سنة 2008 بإيران وليس بمصر كما روّج له وتعلم بإحدى الحوزات الشيعيّة وليس بإحدى الجامعات وإثرها حصل على الدّكتوراه المزعومة وتحوّل من عزّام متنقّل إلى عميل إيراني مدعوم بالمال الذي خصّصه لبعث المنظمة الدولية للأمن الشامل و المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل وغيرها من المراكز المشبوهة والمرتبطة بأجهزة الاستخبارات الإيرانية بالأساس…هذا طقطاقو ومازال فلاقو”.
ومعلوم أني لم أزر إيران إلا سنة 2013 في مؤتمر الوحدة الإسلامية وألقيت كلمة شهيرة هنالك ونشرتها. كما اني لم أدرس يوما في حوزة علمية ولست شيعيا بل سني تونسي على نهج أقطاب الزيتونة.
وأما العمالة فمعلوم من هم أصحابها، وأفتخر بما قدمته لبلادي ولأمتي بالعلم والفكر في مواجهة الإرهاب بصدر عار ومواجهة الصهيونية وأذنابها.
وهو مقال أثار سخريتي ولم أعره اهتماما، رغم تعمدهم نشره ورقيا، وقدرتي على اللجوء للقضاء لما فيه من تلفيق وتزوير وتشويه.
ولكني عجبت حين رأيت بعضهم ينشره في التعليقات على صفحتي ثم قام آخرون بنشره على صفحاتهم خاصة بعد ظهوري الإعلامي الأخير الذي خصصته لضرب الصهيونية وكشف معتقداتها الفاسدة، ولدعم المقاومة الباسلة، ولكشف غواض علمية وحقائق مخفية.
والسؤال هنا: إن كان من نشر من قبل كان يعمل لصالح الاخوان والوهابية ومن يحركهم، فلحساب من يعمل هؤلاء؟ للصهاينة مثلا؟؟؟
وما الغاية من كل هذه الحملة مجددا؟
وكيف يقع جامعيون وإعلاميون بارزون في هذا الفخ، حتى أن بعضهم يشكك في كوني خبيرا استراتيجيا وأنا الذي يشهد لي كبار المختصين في هذا المجال على مستوى العالم.
ثم إن بعض الذين كانوا يستجدون مني حوارا صحفيا في الأعوام الماضية، يتصدرون اليوم حملة التشويه والانكار، وعندي الأرشيف الذي يثبت ما أقول.
وما مشكلة هؤلاء مع الموسوعية والتمكن من أكثر من حقل معرفي، حتى تراها عقولهم شعوذة ووهما؟
وهل لدى أحد منهم دليلا واحدا على أني قدمت معلومة خاطئة مما قدمته في محاضراتي أو في الاعلام أو في كتبي ومقالاتي الكثيرة.
ولو كانوا يملكون لأثبتوا، ولكن العقول التي لا ترقى إلى تلك المراقي العالية، تقع في حفر السخرية والتشكيك بلا طائل.
إن هؤلاء ومن سبقهم لن يحدوا من عزمي ولن يوقفوا مسيرتي.
وكلامي هذا ليس للرد عليهم، بل لدحض باطل وإثبات حق.
فمن سلم من الحسد قلبه، ومن الوهم لبه، فسيراها شعشعا.
ومن كان مريض قلب ونفس، فحاله كحال من سبقه من الذين كانوا صما بكما عميا فهم لا يرجعون.
وسأستمر رغم أنوفهم، وتسحق قافلتي عظام عنادهم، ولا يبقى لهم سوى بقية من عواء.
سوسة 9 جويلية 2024
*الروابط في التعليقات