< 1 دقيقة للقراءة
كلما قرأت للملاحدة وعنهم، ازداد إيماني، فليس في كلامهم (إذا دققت النظر) إلا ما يزيدك يقينا بعظمة الخالق الذي يسعون جاهدين لانكار وجوده.
وكلما قرأت وسمعت وشاهدت مشائخ التكفير والخرافة، عذرت الكثير من الملحدين، فليس في كلامهم وحالهم (إذا دققت قليلا أو اكتفيت بالظاهر فقط) إلا ما يبعث على القرف، وما يسيء لدين الله الذي يدعون أنهم يمجدونه وينصرونه، فتذكرت قول الشيخ محمد الغزالي: إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون، بغضوا الله إلى خلقه، بسوء صنيعهم، وسوء كلامهم.
حقا: كم يظلم أولئك العلم حين يخنقونه ويختزلون اكتشافاته العظيمة في الكون وتفصيلاته وعالم الأحياء وتركيباته في نظرة الملحد الضيقة القائلة أن كل شيء جاء من نسق أعمى وتطور عشوائي نتج من صدفة وجود جاء من لاشيء ويسير بغير غاية ولا موجد ولا مدبر.
وكم يظلم مشايخ الظلام والحقد والتجسيم دين الله العظيم حين لا يرون فيه إلا التبديع والترويع والتكفير والتفجير. وكم يظلمون شباب المسلمين إذ يدفعون نصيبا منهم إلى أهوال الارهاب والخراب، ويدفعون آخرين إلى مستنقع الالحاد والسراب.
وبين هذا وذاك مسافات ومتاهات من شتى الفسادات وأنواع الضلالات.
إن الأمانة التي على العلماء النيرين والمشايخ الربانيين أثقل مما يظنون، فحيى على دعوة الحق في غيهب الأراجيف، حي على كلمة الحق في زمن الباطل.