< 1 دقيقة للقراءة
كلما ظننتَ أن الحرب انتهت، ستجد أنها تجددت بشكل لا تتوقعه.
العالم البشري عالم صراع وحروب، تاريخه يشهد. وما رسمه التاريخ ليس سوى تطبيق لقانون يحكم النظم البشرية: قانون من الصراعات الدامية، والمعارك الشرسة، والحروب الضارية.
وليس الحاضر سوى استمرار لذلك ولا الواقع سوى برهان عليه.
فأنّى يكون للمستقبل فكاك من ذلك.
للفلاسفة المثاليين ان يصوروا ويتصوروا مدنا مثاليا وعالما تحكمه الفضيلة ويعمه السلام. لكن التحقق المادي يرسمه جنرال مجنون وحاكم يريد أن يسيطر على مدن اخرى ودول أخرى، وشراذم بشرية تظهر برا او تغزو بحرا لتشعل حرائق هنا وهناك. ومن يدرس تاريخ البحار وفصول الحركة البشرية في الأرض سيجد تلك التيارات الزاحفة المتقلبة التي لا تستقر فيها الغلبة دائما لأمة أو شعب، وتتغذى من الصراعات والحروب لتنجب اعراقا جديدة وتنتج ثقافات جديدة وتولّد خرابا جديدا وعمرانا مستجدا.
بإمكانك مثلا ان ترصد حركة الفينيقيين والوندال والرومان والفايكنغ والمغول لتشاهد عينات واضحة كبيرة الانتشار بالغة الأثر.
إنها بحوث تتعلق بعلم الانسان (اجتماعيا وانثروبولوجيا وثقافيا ومعماريا) مع سبر تاريخي جغرافي وتحليل استراتيجي تكون خلاصته لا تتعلق فقط بالأمم السابقة بل بالأمم الراهنة رغم مع تطورات وتغيرات نسقية لكن الجوهر نفسه والطبيعة ذاتها. نفس السعار المحموم للهيمنة وذات الصراع النهم للسيطرة والتوسع.
في كل هذا الخضم اين تجدنا كأمة وكدولة؟
هل نحن فاعلون ام بيادق؟
هل لدينا مشروع للتوسع او الحفاظ على الكينونة والاستقلالية والثروات امام الطامعين واللاعبين الكبار؟
ام نحن مجرد دمى تحركها الخيوط المتشابكة؟
سيرتسم على وجهك حزن شديد إن كنت تفهم الواقع، وتدرك المعنى الحقيقي لابتسامة البلهاء وتشدقات المخادعين وأكاذيب الخونة.
أتخضع حينها ام تقاوم؟!