2 دقائق للقراءة
إلهي يا إلهي
يا من خلقني بأمره، لأمره.
ورزقني بفضله، ولا يبالي.
وبيده مصيري ومآلي.
ولا يخفى عنه حالي.
ذرأني في ملكه، وفطرني بعلمه، وصنعني بقدرته، وركّبني بحكمته.
وهو أقرب إلي من حبل الوريد.
وأنا المقصّر في حمده، المقلّ في شكره، الظلوم في ملكه، المفرّط في عبادته.
العقل جاهل، والقلب غافل، والنفس مستكبرة، والروح أسيرة.
يا من أحاط بعملي، وعلم قليله وكثيره.
أنعم علي بنور البصيرة.
وارحمني في القلة الأخيرة.
واجعل لي من لدنك لكل نائبة ذخيرة.
وفرجا في كل مدلهمة عسيرة.
وعفوا عن كل صغيرة وكبيرة.
سبحانك.
ما أنا لولا أن خلقتني.
وما أنا لولا أن رزقتني.
وما أنا لولا ان رفعت ذكري، ووضعت عني وزري، وعلمتني، وشددت أزري.
وما أنا لولا ان سترت عيوبي، وغفرت ذنوبي، وكنت محبّي ومحبوبي.
وما أنا لولا أن أكرمت وجهي بأن جُعل تحت قدم نبيك، ومداسا لوصيّه ووليّك.
وجعلت في قلبي آمنة وخديجة وفاطمة، أمانا من نارك الحاطمة.
ومن أنا لولا النسب للقمرين، والنسبة للسيدين، والولاء للحسن وللحسين.
وما أنا لولا محبة للآل زرعتها، وللصالحين في الروح وضعتها.
وما انا لولا لبّ من لدنك تعلّم، وسر في الصدر تكلّم، وقلب بالحب تألّم.
وفيوض اهل الفيض، وتدلي اهل التجلي. ويقيني بك، مع تمام التخلي.
وفناء فيك عن السوى، وعشق لمن لا ينطق عن الهوى.
وما انا وقد قال الناس هذا وأشاروا، لولا اهلك وما أناروا، وجندك إذ بالمدد أغاروا.
وكم عدو أراد كسري فكسرت ظهره.
وكم باغ رام قهري فأحكمت قهره.
وكم شيطانا استزلّني، وكاد ان أضلّني. فمحوت نزغه، وأتممت نورك.
وغيبت حضوره، وأظهرت حضورك.
فيا واهب العفو، ومانح العطاء، ومكرم السائل بما تشاء.
لك الحمد على رفع الغطاء، ولك الحمد على كل نعماء.
ولك الحمد عن كشف الضرّاء، وبسط السرّاء.
ولك الحمد على كل شيء، مما علمتُ، ومما لم أعلم.
ومما أظهرت، وما كان في طي الخفاء[1].
[1] 12-08-2020