< 1 دقيقة للقراءة
اللهم أنت العفوُّ، ومنك المغفرة والمثوبة[1]. الأَوْلى بالعفو، وإن كنت أولى بالعقوبة.
من لي إن أطردتني من رحمتك، وسلبتني ما أوليتني من نعمتك، وأذقتني ما حذّرتني من نقمتك.
قد أريتني من آياتك ما أحكم حجتك علي، فما ازدادت نفسي الا اعوجاجا.
وكسوتني من حلل لطفك ما أظهر برهانك فيَّ، فما أخلصت في توبة ولا أقلعت عن ذنب ولا استقمت منهاجا.
لك الجلال كم تعظم في عين عبدك، ولك الجمال كم تُعشق من قلب مخلوقك.
فيا مُظهر كلّ مَظهر، ومُجلي كل مَجلَى، ونور كل نور، وسر كل سر، وباطن كل باطن.
ويا أقرب من أقرب، وأعظم من أن تدرك، وأنت ذو الفضل على كل مفضول، وذو الفضل على كل فاضل، وأنت وليُّ من آمن، ونجيُّ من اهتدى، وطبيب من عصى، وحفيُّ من آب، ورُجعى من أناب.
ومصدر ما جلا، ومكمن ما غلا، ومنتهى ما حلا، وجوهر ما علا.
وأنت العلي الأعلى، وقاهر من استكبر واستعلى، أولى له فأولى ثم أولى له فأولى.
وأنت الوالي المتعالي وأنت نعم المولى.
ارحم ذل مسكنتي، وفقر حاجتي، ودمع ندمي، وزفرات أسفي، ولهيب شوقي، وأوار محبتي، وضرام عشقي، وشدة وجدي.
إني عليك متوكل، وفي الفضل طامع، وبالوصل راغب، وعلى حوض العطاء وارد، وللجود سائل، وفيك يا ذا الجلال واثق، فجد يا كريم[2].
[1] المَثُوبةُ، والمَثْوَبَةُ : الجزاء. في التنزيل العزيز:البقرة آية 103 لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ. (معجم الوسيط)
[2] سوسة 03/08/2016 – مراجعة 31-05-2020