2 دقائق للقراءة
من سر سيدنا نوح عليه السلام
اللهم رب الزلزلة، والصيحة المزلزلة. والصاخة والواقعة، والحاقة والقارعة.
سلّط على أعدائك الغاشية، وجنودك الساعية الماشية.
وشتتهم بقوّتك أشتاتا، أحياء وأمواتا. ولا تجعل لهم خلاصا ولا مناصا ولا نجاةَ.
أبطل اللهم سحرهم، وتبّر كيدهم، واخذل عزمهم، وشتت جمعهم، وفرّق بينهم، واقهر مكرهم، واجعل دمارهم فيما دبّروا، وهلاكهم فيما فكّروا.
إنهم جحدوا بآياتك، وكذبوا برسالاتك، وادعوا أن الكون ليس له من فاطر بارئ، ولا خالق ذارئ.
واتخذوا ما أُنذروا هزوا، وعلوا في الأرض بغير الحق، وفتنوا عبادك، وأفسدوا في بلادك، وظلموا كثيرا، وعتو عُتوّا كبيرا.
ربّ فأظهر فيهم من جبروت قهرك ما أظهرت في ثمود وعاد، وفرعون ذي الأوتاد، وقوم لوط الذين شنّعوا في الفساد، وأهل مدين والمؤتفكات الذين طغوا في البلاد. وقوم نوح الذي بغوا وأسرفوا في العناد.
وما فعلت بالظالمين قبل ذلك وبعد، إنك لا تخلف الوعد.
اللهم إن عبادا لك يجأرون إليك، ولا يخفون عنك، يطلبون النصر منك، والتمكين من لدنك.
مستضعفين في الأرض، مقتّلين بغير حق. معذّبين من أهل الجحود.
قد فعل الظالمون بهم فعل الأقدمين بأصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود.
فيا رب الشهود، وشاهد ومشهود، يا ذا البطش الشديد، والعرش المجيد، الفعال لما تريد.
خذهم كما أخذت نمرود. وأرسل عليهم ريح ثمود. وأرقهم صَعُودا ولا تجعل لهم من صُعود.
إنهم لا يعجزونك، وأنت العزيز الحميد.
يا من يبدئ ويعيد، يا من نزّل الحديد، فيه قوة وبأس شديد.
زلزل اللهم أركانهم، وحطّم بنيانهم، واعمِ شيطانهم.
ولا تذرنا فيهم مغلوبين، ولا منهم مقهورين.
واكتب النصر لعبادك المؤمنين، ودمّر ما فعل الفاسقون.
وحقّ ق وعدك الذي اقترب وأيقن به العارفون.
﴿وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِی ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ ٱلصَّـٰلِحُونَ﴾[1]
[1] الأنبياء، الآية ١٠٥