دعاء القدْر

نفحة عند صلاة الفجر من يوم السابع والعشرين من رمضان، فاضت فيضا.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

اللهم صل على ﷴ وعلى آل ﷴ

يا من عجزت الأفهام عن إدارك ذاته، وحارت العقول في بديع صفاته، وهامت الأرواح في أكوان سنائه، وطمع المحبون في نوال عطائه، وأقبل المؤمنون لسماع ندائه، وتضرع الخائفون في كنف رجائه، وأتى الداعون لحضرة دعائه، وأشرقت الأنوار من سر أسمائه، وعجز العادون عن عد آلائه، وقصرت الألسن عن إحصاء ثنائه. يا علي في عليائه، وملك في أرضه وسمائه، وعزيز في عزة كبريائه، وقوي في نصر أنبيائه، وشديد في حرب أوليائه، ورؤوف في بسط نعمائه، وحكيم في رحمته وابتلائه، يا من يجيب المضطر في ضرّائه، ويرحم المستغيث من كرب بلائه، وينجي العليل من وصب دائه، ويشفي السقيم من بعد عنائه، ويهب القلب ترياق شفائه.

يا من لا يرقى فكر إلى كماله، ولا يمل ناظر إلى جماله، صل على ﷴ وآله، واجعلنا من رجالهم ورجاله.

يا عظيم في جلاله، يا سخي في نواله، يا مطلع على العبد وعليم بحاله.

يا كريم كرم من لا يفتقر، ويا عفو عفو عزيز مقتدر، ويا قادر على كل من قدِر، يا عظيم يا صاحب المقدرة. يا رحيم يا واسع المغفرة. يا من كتب على البرية الخِطأَ كي تستغفره.

 يا من خلق الخلق واستغنى. وأوجد ما شاء وأفنى. وأغنى من أراد وأقنى. وكنه والصورة والمعنى. وخلق الإنسان من نطفة تمنى.

يا من وسع كل شيء رحمة ولطفا، وحنانا وعطفا.

يا من خلق الزمان وتعالى أن يحويه الزمان، وخلق المكان ولم يكن في مكان.

وبرأ الأجسام ولم يشابه الأجسام. وخلق الأفهام ولم تدركه الأفهام. ولا تتصور ذاته الأفكار والأوهام.

فهو هو لا إله إلا هو ليس كمثله شيء وهو القوي العزيز.

علم بكل شيء وأحاط بكل شيء، والزمان طيّه لديه وجيز.

الذي نزّل على عبده الكتاب بالحق. وأنزل الذكر الحكيم.

عظيم الفضل واسع الجود ذي الجلال والإكرام العزيز الحكيم.

يا من حيّر أهل الشوق، وأسكر أهل الذوق، ورفع الصالحين في معارج الفوق.

يا من جنته رحمته، وعذابه عدله، والأجل كتابه، والصبر حكمته، والفردوس ثوابه، والنار عقابه، والحق قضاؤه وقدره. والغيب ستاره، والمرهوب غضبه وناره.

والسماء طي يمينه والأرض قبضته يوم القيامة. يا واهب السلامة، والمغيث يوم الندامة. يا من جعل لإبراهيم النبوة والإمامة. وجعل لزكرياء الصمت علامة. واختص موسى بكلامه ليبلّغ كلامه.

 وجعل المسيح آية بين يدي الساعة. وأعطى ﷴا الوسيلة والشفاعة. يا سامع الضراعة، وفارض الطاعة.

وله يسجد ما في السموات وما في الأرض طوعا وكرها. وإن من شيء إلا يسبّح بحمده.

سبحان ربي العظيم وبحمده. سبحان ربي العظيم وبحمده.

يا سبّوح، رب الملائكة والروح، ورب آدم ونوح. ورب ما يختفي وما يلوح، وما يأتي وما يروح. يا من عطاؤه ممنوح، وبابه مفتوح، وخيره مسموح، ونبيه ممدوح.

يا فارض الذّكر لأهل الذكر، وواهب الفكر لأهل الفكر، ومجزل العطاء لأهل الشكر، ومملي الكيد لأهل المكر.

يا مرسل الآيات ومنزل الكلمات وباعث الرسالات وولي الصالحين والصالحات، والمؤمنين والمؤمنات، المسبحين والمسبحات، الذاكرين  الله كثيرا والذاكرات، الشاكرين والشاكرات.

يا عظيم الذات، جميل الصفات، صاحب المعجزات، رب المرسلات، مولى العاديات، إله الذاريات.

يا خالق الخلق على غير نسق سبق، وجاعل الخلق في تركيب ونسق. رب الليل إذا وسق. الذي أنذر من فسق. وبشّر من سبّح في الغسق. رب الفلق، العليم بما خلق. خلق الإنسان من علق.

رب الكواكب، مجري المراكب، مذلل الأنعام لراع وراكب. مسخّر البحر والبر، واهب البِر، فاطر الذر، غالب الشر، المنجي من الضر.

رب الأولين والآخرين، الأحياء والمنتقلين. باعث المرسلين. ناصر المؤمنين.  كاسر المستكبرين. مخزي الكافرين.

باعث الأمين، بالهدي والحق المبين، سراج اليقين، إمام العارفين.

الذي صوّر الإنسان جنينا، وجعل له قرارا مكينا، وأخرجه تفويضا في ملكه وتمكينا. وجعل له مالا وبنينا، وجعل عليه حافظين، كرام كاتبين. وأحياه إلى حين. وأماته إذ جاء اليقين. وسلكه في عين اليقين، وأشهده حق اليقين. وبعثه في المبعوثين، من الأجداث ينسلون، إلى ربهم يجأرون.

رب ما يبصرون وما لا يبصرون، وما يعلمون وما لا يعلمون. الذي جعل زينة الحياة الدنيا المال والبنون. وجعل الباقيات الصالحات خيرا لمن يوقنون. وجعل الدنيا دارا، والدار الآخرة خير لو كانوا يعلمون. يا من أذاق الحي كأس المنون، وجامع الناس يوم يبعثون. وخلق جنة بها يوعدون. ونارا منها يحذرون. وجعل لكلٍّ نصيبا، وهو أعلم بما يعملون. وأحصاه ونسوه فلا يذكرون. كلا سوف يعلمون ثم كلا سوف يعلمون.

يا واهب الخير، ومرسل الطير، وكاتب السير وسبل السير.

 الرزاق العليم. الخلاق القدير، العلي الكبير، العظيم.

يا من لو كان البحر مدادا لكلماته لنفد. يا من لولاه لا شيء وُجد. وخلق الخلق وبعثهم  كنفس واحدة كذلك كل مخلوق وُعد.

يا من لا يحيط به فهم، ولا يدركه وهم. الكلمات في ثنائه حائرة. والبرية إلى لقائه سائرة.

سبحانك لا إله إلا أنت. عبد من عبادك عند البيت. قد سألك بأهل البيت. إلا رحمته في أبديت وفيما أخفيت. وفيما علم وفيما لم يعلم. فقد سجد وركع وخضع وأسلم. واتاك يرجو رحمتك. لائذا بك، فارا إليك. ماثلا لديك. متوسلا بالسائلين عليك.

فاجعله من الذاكرين الشاكرين القانتين المخلصين الصالحين المصلحين المسارعين في الخيرات. واكتب له الخير كله. واغفر له الذنب كله. بجاه من جعلت له السر كله.

يا من استكبر أذلّه. ومن استغفر عفا عن كثير وقبل من العمل أقلّه. يا من هدى المهتدي ودلّه. وختم على من أراد وأضلّه.

يا رب الأرباب، مسبب الأسباب، مجري السحاب. عظيم الثواب، شديد العقاب، منزل الكتاب، خالق آدم من تراب. صل على ﷴ وعلى أبي تراب. عدد من تاب وأناب، ومن أصلح ومن أصاب. وعدد من استجاب، ومن صدق بالحق واهتدى للصواب.

وعلى آله معادن الخيرية، وأسياد البرية. واجعل لنا بهم الفلاح، وأرنا سبل الصلاح.

واكتب لنا الجنتين، في الدارين، بحق الحسن وحق الحسين. وجاه إمام الثقلين. وفاطمة قرة العين. وحيدرة بطل بدر وحُنين.

سبحانك لا إله إلا أنت.

ما أيسر ما فرضت علينا وما أعظم ما نسألك وهو عليك هيّن.

فارفعنا وانفعنا بذكرك وشكرك والصلاة على حبيبك المعيّن. بحقه وجاهه وسر شرعك المبيّن. وبحق الصلاة عليه وعلى آله كما فُرض وتعيّن[1].

وبسر: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) (سبعا).

[1] سوسة يوم السابع والعشرين من رمضان 2020

20/05/2020  04:58