2 دقائق للقراءة
﴿فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾[1]
اللهم يا جبّار، يا قوي يا قهّار، يا من بيده خزائن الجنة ومقاليد النار.
يا من هو الله لا إله إلا هو القادر القدير المقتدر المنتقم الضار.
سألتك بسر القوة القاهرة، والحجة الظاهرة. وبمدد جبروتك، وقهرك في ملكوتك. وبسر الولاية، وظهور الآية.
وبقوة جبريل، وسطوة إسرافيل، وشدة عزرائيل، وبأس ميكائيل، وتاج مالك.
وبملائكتك الشداد الغلاظ الآخذين بعذاب كل شقي هالك.
وبأيام بطشك بالعروش وبالممالك. من أهل الطغيان الحالك، وبأخذك بعاد وثمود وقوم نوح وفرعون كذلك. وقوم لوط وأصحاب الأيكة ومن أخذت قبلهم وبعدهم بسلطان جلالك.
وبصيحة الملك القوي، وسلطان القوة العلي، وجاه كل نبي وكل ولي، وبمقام حمزة وعلي، وبسر الرصد الخفي، والمرصاد الجلي، وبعين القطر وسلطان سليمان النبي.
خذ أعداءك أخذا وبيلا، لا تجعل لهم مهربا ولا دليلا.
ولا شفاعة تشفع، أو توبة تنفع.
كما فعلت بفرعون، ومن كان لهم يدا وعون.
اجعل الدنيا عليهم قبرا، ولا تفرغ عليهم صبرا.
زلزل الأرض تحتهم، أسقط السماء فوقهم، خذهم من كل جهة ومن كل مكان. وأرهم من هو العزيز ومن هو ذو السلطان.
حطّم اللهم حولهم، ضيّق الوجود حولهم.
اجعل كيدهم في نحورهم، وطعنهم في صدورهم، ومكرهم في ظهورهم، وزوالهم في ظهورهم.
اعم اللهم أبصارهم، افتن اللهم بصغارهم كبارهم، وبكبارهم صغارهم، وحتّم ذلهم وألزم صَغارهم.
اللهم سلّط عليهم زلازل الجبروت، وأسقط على رؤوسهم البيوت، أوهن عزمهم كما أوهنت بيت العنكبوت، وخذهم اخذك للطاغوت، يا قوي يا قادر يا صاحب الملكوت.
شرّد اللهم بهم، اعم عيونهم وبصائرهم، كما أعميت قلوبهم وضمائرهم، أمحل زادهم ومالهم وذخائرهم.
أمْلِ لهم من حيث لا يشعرون، كد بهم من حيث لا يعلمون.
كن عليهم ولا تكن معهم. واخسف الأرض بهم وبمن تبعهم.
دمرهم تدميرك لقوم لوط، وازرع في قلوبهم الرعب والقنوط.
شُلّ قوّتهم، وانزع شوكتهم، واكسر سطوتهم.
امحقهم محقا، واسحقهم سحقا.
بعدا لهم وتعسا، وخسرانا ويأسا، قد جاهروا بعدائك، وكفروا بشرعة أنبيائك. وأفسدوا في أرضك وودوا لو يفسدون في سماءك.
فاقهر اللهم أعداءك يا محيطا بأعدائك. ودمّر من عادوا نبيك وكادوا لأولياءك.
بسرك في الخير وقهرك للشر، بمقام نوح ودعوته على من غبر. وبسر ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾[2]
وبسرادقة سقر، وقوة التسعة عشر[3].
وبما في وعاء القلب وكأس الروح من مواثيق ما خفي وما ظهر.
خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر، خذهم فلا تذر.
خذهم فلا يبقى لهم أثر. خذهم بسطوة الجبروت وأحكام القدر، خذهم بسرّ انشقاق القمر.
ولا تجعل لهم في أي أرض مستقر. أظهر فيهم آية قوتك يا من لأعدائه قهر. وعلى الطغاة ظهر، خذهم ولا تذر.
﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾، ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾، ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾[4].
[1] الأنعام ٤٥
[2] القيامة الآية 11 ﴿لا وَزَرَ﴾ يقول جلّ ثناؤه: ليس هناك فرار ينفع صاحبه، لأنه لا ينجيه فِراره، ولا شيء يلجأ إليه من حصن ولا جبل ولا معقل، من أمر الله الذي قد حضر، وهو الوزر. (تفسير الطبري).
[3] ﴿سَأُصۡلِیهِ سَقَرَ (٢٦) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا سَقَرُ (٢٧) لَا تُبۡقِی وَلَا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةࣱ لِّلۡبَشَرِ (٢٩) عَلَیۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ (٣٠)﴾ المدثر
[4] : 18-10-2013 19:17:28