2 دقائق للقراءة
ذرية الصالحين: كونوا صالحين. واخدموا الناس ولا تتخذوهم خدما. وقبلوا تراب أرجل الصالحين والكادحين والمحبين الذين يرون فيكم أجدادكم فكيف ترون فيهم خدمكم ولا ترون انفسكم لهم خدما.
أليس الصلاح في خدمة الناس والتواضع لهم ومد يد العون وكبح جماح النفس وإخلاء القلب من الزهو والكبر.
ذرية الصالحين: احذروا لعنة ابن نوح، تواضعوا يرفعكم الله، واخرجوا من فرح التشريف إلى هم التكليف فإنه حمل ثقيل مخيف، وأمانة وجبت على كل شريف.
ذرية الصالحين لا تمشوا في الأرض مرحا، ولا تنظروا للناس شزرا. اخفضوا جناح الذل من الرحمة. واسعوا في الأرض بالخير ودعوة الحق. وأخلصوا الخدمة لوجه الله.
ذرية الصالحين: أحبوا محمدا وآل محمد. فكذلك فعل أكابر الصالحين. كانوا والله يذوبون في عشق محمدي رفع الله به مقامهم. كانوا يقفون بين يديه وقوف ذل العاشق امام المعشوق. ووقوف الخضوع والتسليم والفناء الكامل. كانوا دائما يذكرون عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، نثرا وشعرا يردده المنشدون إلى اليوم. ويسقون محبتهم للناس، ويرفعون أسماءهم نقشا في اللباس وتاجا على الرأس. ولا يخشون فيهم لومة مبغض ولا امتعاض مريض قلب.
ألا وإن الذي لا يحب آل محمد فقد استكبر قلبه وكذب حبّه ولم يرض عنه ربّه.
“وضعت الخد مبتسما فخورا
لأحمد ثم فاطم يا هنائي
وللكرار ذا وجهي مداس
أقبل عند دوسي للحذاء
ولكني إذا ما جار باغ
هزبر أصهب ذو كبرياء”
ذرية الصالحين: كونوا صالحين مصلحين، ولا تستكبروا على الناس وترقص انفسكم طربا كلما قبل يدكم محب لأجدادكم اعتقادا أنكم أجدادكم. فإن الذي لا يُصلِحُ لا يَصلُح ولو قبلت يده وقدمه الأرض ومن عليها.
لقد كان الصالحون مصلحين مشفقين على الناس سرقوا قلوبهم ولم يسرقوا جيوبهم وملكوا أرواحهم فامتلكوا بالحب أشباحهم حتى صاروا سلاطين تطرق ابوابهم السلاطين شأن الذي أتى الهند بنور الاسلام وخدم الناس ولم ينظر لفارق لون أو اختلاف دين وهو الى اليوم نهر من العشق والرحمة مقامه مزار وضريحه من الملايين يزار حتى لقبوه بسلطان الهند واتاه السلطان جلال الدين محمد اكبر حافيا من أغرا إلى أجمير فأكرمه الله بالولد بعد أن أيأسه الأطباء وطالت به السنوات.
ذرية الصالحين: كيف ترون أنفسكم فوق كل شيء وقد كان أجدادكم لا يرون انفسهم شيئا. الم يقل الغوث الرفاعي: أنا أحيمد اللاشيء. أنا لا شيء. إنه المقام واي مقام. وذلك هو العز والجاه.
ذرية الصالحين: اتركوا باب العالين الذي حاوله ابليس فهلك، وادخلوا باب الذلة واذكروا قول الغوث الاعظم الجيلاني في خبر الرؤيا التي رآها: “وجدت بابا كبيرا يدخل منه كثيرون فقيل هذا باب المصلين فتركته” حتى قال “ووجدت بابا صغيرا يكاد ينهدم لا يدخله الرجل إلا منحنيا يدلف منه رجل او رجلان فسألت فقيل هذا باب الذلة، فدخلته”.
إنكم إن دخلتم باب الذلة لله أعزكم الله. ومن لم يقبل الذل لله لن يعرف العزة بالله.
من جوار سلطان الهند مولانا معين الدين الجشتي الأجميري الحسيني قدس الله سره الشريف.
■02■01■2020
# التصوف، ذرية الصالحين، نفحات هندية جشتية خضرية، هكذا تكلم المعلم