< 1 دقيقة للقراءة
للمرة الثانية ينالني شرف زيارة الامام أبي حنيفة النعمان (بن ثابت الكوفي 80\150 للهجرة، 699\767 للميلاد)، أول أئمة اهل السنة، صاحب المذهب، والذي اتخذ منهج التيسير في الفقه، والنظر والرأي، معتمدا على القرآن والسنة والإجماع والقياس والاستحسان والعرف او العادة.
وهو تابعي لقي عددا من الصحابة الكرام، وقد نهل من علوم الدين عند شيخه حماد بن ابي سلمان حتى وفاته سنة 120 للهجرة ليكون مكانه في الحلقة بمسجد الكوفة.
ثم اصبح شيخا للشافعي الذي جمع بين فقهه وفقه الامام مالك ومدرسة الاثر ليستنبط مدرسة جديدة، وكان يثني عليه ويزور قبره ويقول: قبر ابي حنيفة ذلك الترياق المجرب.
وكان على سعة علمه وتوقّد ذهنه ذا أخلاق عالية وشجاعة كبيرة وصاحب مواقف لا يهادن في الحق حتى دفع ذلك في محنتين شديدتين.
وللامام ابي حنيفة اواصر وطيدة مع آل بيت النبي الأكرم، فقد خصه الامام جعفر الصادق بالكثير من العلم، فكان بذلك معترفا مفتخرا، حتى قال قولته الشهيرة “لولا السنتان لهلك النعمان”. ووقف مع ثورة الامام زيد بن علي وعاش محنة السجن والضرب، رافضا العمل لدى الوالي الاموي يزيد بن هبيرة، وفر إلى مكة.
ثم عاش محنة اخرى مع وقفته مع ثورة الامام محمد النفس الزكية، ورفض منصب قاضي القضاة من المنصور العباسي فسجنه الى حين وفاته رضي الله عنه، ودفن بمقبرة الخيزران ببغداد، ثم بني بجوار قبره مسجد الامام الأعظم.
زيارته شرف كبير، والدعاء عند قبره مما كان عليه كبار العلماء وعلى رأسهم الامام الشافعي.
جزى الله الامام ابا حنيفة عن الاسلام والمسلمين خيرا.