2 دقائق للقراءة
بلد لا ينتج ما يأكل، سوف يجوع شعبه.
أرض لا تزرعها اليوم، ستموت فيها من الجوع غدا.
العالم ينهار بسرعة، والأمور باتت جلية.
الأمن الغذائي هو الأهم الآن.
لا يحتاج الامر لقوة استشراف او قدرة على قراءة المستقبل.
عندما يصاب الناس بالفزع، يشعر المجرمون بالأمان، وتكون المجتمعات الخائفة عرضة للجريمة المنظمة، ولكل انواع الشرور.
الارهاب نبته فاسدة، وفكره فاسدة، وعقيدة فاسدة، تنمو اكثر في الظروف الفاسدة.
ويلائمها كل حال إرباك أو خوف أو عدم استقرار.
وعليه فمخاطر الإرهاب أشد، لأن لهم ثأر مع أوطانهم، ومع أبناء جلدتهم ودينهم، إن كان لهم دين أصلا.
المجتمعات الاستهلاكية مجتمعات هشة، رهينة لما تقدمه المصانع الغذائية، ما يتم توريده منها، سجينة للمغازات العامة والفضاءات الكبرى، وليست متصلة بالأرض وما تنتجه.
بل تم إهمال الأرض بشكل متعمد، والتفريط في خيراتها.
وتوهمت الدول الفلاحية انها صناعية او سياحية، وكان ذلك فخا قاتلا.
اذ اثبتت عمليه ارهابية بائسة واحدة لم تكلف سوى ثمن الرصاص وحبوب الهلوسة وبعض جلسات غسيل الدماغ (عملية القنطاوي بسوسة تحديدا)، انها تستطيع تدمير السياحة كلها.
واثبتت كورونا وما سببته من ازمات اقتصاديه ان الصناعة فاشلة ايضا، لا تستطيع ان تنافس الدول الصناعية، ولا يمكنها تأمين العجلة الاقتصادية ومنع الأزمة الغذائية.
لذلك فالرجوع الى الفلاحة، والعناية بها، أمر عاجل، وضروري جدا.
في تونس على سبيل المثال هنالك ملايين الهكتارات المهملة، وبعضها يسمى الاراضي الدولية وكانت في الحقيقة أحباسا وأوقافا عامرة بالخيرات تخدم الدين والدنيا وتطعم آلاف البشر.
إن الدول التي لم يستشرف قادتها مآلات ومقاصد عملية 11 سبتمر وإسقاط العراق، والازمة العالمية التي بدات منذ سنة 2008، وما عقبها من حروب وانهيارات، هي دول مهدده بالسقوط، إن لم تكن سقطت فعليا.
أما ما يجري الان بين روسيا وأوكرانيا، ودخول متطوعين من جنسيات عالمية كثيرة لميدان الحرب في كييف، فهي حرب عالمية حقيقية، وسوف تزداد وتيرتها، وتخنق اقتصاد العالم الذي زعزعته الجائحة وما قبلها.
أول وأهم شيء للدول الضعيفة هو الأمن الغذائي..
أمّن الغذاء وازرع الأرض أولا، واضرب على أيدي المهربين الكبار، وأمّن النقاط الحيوية، ثم لنا حديث آخر.
سيقرأ كلامي هذا كثيرون عبر العالم، وأعرف جيدا ذلك، لكن كم مسؤولا في بلادي سيقرؤه؟
لا تحتاج لبلورة العرافات لتعرف ذلك.
صورة صباح اليوم من احد الفضاءات العامة بتونس!
إن أقنعتكم هذه الرؤيا فشاركوها، لعلها تصل.