< 1 دقيقة للقراءة
كل فضيلة تقع بين رذيلتين.
الكرم بين البخل والتبذير.
والشجاعة بين الجبن والتهور.
وكل حق يقع بين باطلين: باطل يحجبه، وباطل يسعى لتزييفه.
هكذا حدثتني الروح، وهكذا كلمني القلب، وهو يلقي علي حكمة الأولين.
ما أصعب الوصول إلى الحق، وحوله ما حوله من بواطل: باطل يحجب بكثافة ويقف سدا بين الحق وطالبيه، وباطل يدعي أنه هو الحق، تزييفا وتلبيسا على الناس.
ودون ذلك باطل يتاجر بالحق، وباطل يسخر منه، وباطل يشكك فيه….
حكمة مرة هذه الحياة الدنيا، وامتحان عسير، يُستوحش فيه طريق الحق لقلة سالكيه، ولا يذر الحق لصاحبه صاحبا، ويكثر الخذلان وتستشري الخيانة، وتهجر سلعة الله إلى سلعة الشيطان التي زينها.
لكن ذلك لن يمنع من آمن بالحق وعرفه حقا وأدركه وعلمه حق اليقين.
لأن الله اجتبى للحق خلقا لا يرجعون عنه، ولا يفرون منه، ولا يكونون عليه، ولا يتوقون إلا إليه.
هو الصبر على الوحشة، والثبات عند المحنة، والبصيرة في مدلهم الفتنة، والرؤية التي تهديها الرؤيا، لتحقق فتح مبين، ونصر عظيم، ولو بعد حين، بل لو لم يكن ذلك في الدنيا، فالآخرة خير وأبقى.
فلا تهجروا طريق الحق لقلة سالكيه.
ولا تفتنوا بالباطل وما يفتريه.
هذا سبيل الجنة، فمن يشتريه.