6 دقائق للقراءة
يتصل بي كثيرون حول مسألة السحر والعين والمس….
وللتذكير فقد نشرت فصولا من كتابي “السر الحرام” حول حقيقة السحر وأنواعه.
وكنت من قبل دونت في موسوعة البرهان ضمن باب علم الكائنات عن المخفيين عن أعين البشر وحقيقة وجودهم وغيرها من المسائل وفق منهج ضبط قرآني بحكم أن كل ما ورد في كتاب الله حق، ووفق مناهج علمية أخرى مع نافذة لشيء من سر القلب ونظر الروح وهو باب يطول.
وعموما فإني أختزل المسألة في النقاط التالية:
*وجود الجن والإقرار به لا يمس بالقيمة العلمية والأكاديمية لمن نطق بذلك.فمن باب الإيمان لا حرج في ذكر ما خصص الله له سورة في كتابه العظيم (سورة الجن) ولكائنات ذكرهم مرارا في القرآن الكريم (الملائكة الجان الجن الشياطين وغيرها مما أشير إليه دون تسميته تحت بند “يخلق ما لا تعلمون” وبند ما في السموات والأرض من دابة).
*أما على مستوى العلم المادي فالألغاز كثيرة والصدمات أكثر، ففيزياء الكم فتحت أبواب تصورية للوجود مختلفة عما كان عليه في النظرة النيوتنية. وكذلك مثلت النظرة الفيزيائية الكونية من آينشتاين إلى هوكينغ مجالا للكلام عن العوالم المتوازية والأكون المتوازية مما يعني بالضرورة الكائنات الموازية.
وقد ألفت في الربط بين المفهوم القرآني ومفاهيم العلم الجديدة تأليفات كثيرة ارتأيت عدم نشرها (إلى حين) رغم أن معظمها تم تاليفه منذ قرابة الخمسة عشر عاما.
وهنالك أدلة كثيرة لدى وكالة الفضاء الأمريكية وغيرها حول وجودات تتجاوز الوجود البشري وتم تسريب بعضها ونعلم يقينا أن ما تم كتمانه أكبر ولئن مكنت السينما من كشف مسائل محددة.
*النظرة الأثرية للجن على أنهم كائنات تأكل البعر والعظام والصورة الخرافية لدى مشائخ الوهم والدجل والمشعوذين عن الجن أمور بالية لا علاقة لها بالحقيقة ولا بالعلم ولا حتى بالدين والقرآن وما صدر عن رسول الله حقا. هنالك دس وتزييف وتلبيس واستغلال لجهل الناس من أجل نهب أموالهم والعبث بعقولهم وتخريب أفكارهم وحياتهم.
*حين نتكلم عن الملائكة والحضارات النورانية أو الحضارات النارية العنصر وما دونها فنحن نتكلم عن حضارات أقدم وأقوى وأكثر تقدما من البشر في كل عصورهم. وبالقياس مع مرحلتنا الحالية فإن التطور المذهل والنمو الكبير للحضارة لبشرية يعكس جزءا بسيطا من تطور تلك الحضارات السابقة للحضارة البشرية والوجود الآدمي والأكثر تعميرا وقدرة على السفر الكوني والانتقال المكاني والقادرة على التشكل والتسارع بما لا يخطر على بال بشر. وعليه فكل ما نكتبه هو تصور ينبني على ما يمكن فهمه من القرآن الكريم ومن القياس والمنطق.
*السحر تسخير محرم لأسرار وقوى كونية وقدرات لدى كائنات سفلية. ويقابل ذلك تسخيرات رحمانية ضمن التمكين لمن شاء الله (كما كان من شأن نبي الله دواود ونبي الله سليمان، وضمنه ما آتى الله أولياءه الصالحين من كرامات وتسخريات).
*السحر منتشر في العالم الاسلامي أكثر من بقية دول العالم، وتأثيره وضرره أكبر، للحلف الذي يقوم به شياطين الانس مع شياطين الجن رغبة في أذية المسلمين خاصة.
*تقوم على هذا منظمات سرية تنشر أنماطا مؤذية منه خاصة السحر الأسود بأنواعه وما يتبعه كالكابالا اليهودية وغيرها، مثل “الزوايا التسعة” و”العين”، وهما ضمن رمز الهرم والعين لدى الماسونية. وكلاهما تنظيمان قديمان تأسس على يد البنائين الأحرار الاوائل زمن نبوخذ نصر حين دمر دولة بني إسرائيل الأولى.
ولتنظيمات السحر الأسود والطقوس الشيطانية أثر وظهور لدى الفراعنة وحضارات كثيرة قبل وبعد ذلك وصولا إلى اليوم. وهنالك أفلام عبرت عنه مثل سلسلة أفلام Now You See me .
وهذا التنظيم هو المشرف على إظهار عدد كبير من مشاهير السحرة من أمثال دافيد كوبرفيلد وكريس أنجيل وغيرهم. وهنالك هجمة كبيرة الآن لإظهار السحرة في أشهر البرامج العالمية للمواهب، متوازية مع هجمة الالحاد والشذوذ والتطرف، والخيط بيد ناظم واحد.
*رغم أن هنالك استخداما لبعض الخدع إلا أن معظم تلك الحركات التي يقوم بها مشاهير السحرة سحر حقيقي يعتمد على علم الأبعاد واستخدام الطاقات العالية وقدرات يمتيز بها الجن وتفوق قدرات البشر في الرؤية والشعور والحركة. وهي أرقى كثيرا مما يقوم به السحرة الفجرة في العالم العربي والاسلامي.
*الإشكال الأساسي عن وقوع أي شخص ضحية لسحر ما، يكون اللجوء غالبا لدجالين وجهلة:
بعضهم يتقنع بالسلفية والرقية الشرعية وبول البعير.
وآخر بشمهورش ملك الجن وكتاب ابن الحاج الكبير وأبي معشر الفلكي والأرصاد والأختام والجلجلوتية والبرهاتية والقسم السليماني.
وآخرون تحت جبة التصوف المزيف واسم الله الأعظم.
وهنالك من يستخدم قدراته بشكل استنزافي بحيث أن قلة علمه رغم صدق نيته يسبب الضرر له ولمن يعالجه دون أن يشعر.
*وجود مشعوذين ودجالين لا يقوم دليلا على عدم وجود سحرة حقيقيين. وكذلك وجود أنواع من التحكم بالوهم والتخييل كسحر للتسلية والايهام والخدع البصرية لا يعني عدم وجود سحر حقيقي.
*وجود أشخاص لديهم هلوسات وأمراض ذهانية لا يعني أن من يرون عوالم خفية ويصابون بحالات مس واختراق روحاني وسحر هم مجرد واهمين وأصحاب هلوسات وقد وضعت منهجا للفصل بين الأمرين.
* إنكار الطب النفسي لوجود المس والسحر لا يعني أن ما ينكرونه صحيح. فتلك حدود علمهم. وقد أنكر الطب المادي الغربي لقرون وجود طاقة حيوية وفائدة الطب الصيني والهندي القديمين وهو اليوم يعترف بوجود ذلك ويخضع لاكتشافات العلم في مجالات الطاقة وهنالك أطباء كثر يمارسون أنواع العلاج الطاقي. وفن علاج الطاقة هو مرحلة من مراحل العلاج الروحاني. والعلاج الروحاني اعقد وأشد خطورة ولا يجب تركه في أيدي المشعوذين.
* لا يقوم بالسحر ويلجأ إلى السحرة إلا من خسر الدنيا والآخرة وسعى في عبادة الشيطان وإن لم يكن يدري.
لأن السحر سر حرام فيه اتباع الشياطين وفيه طلاسم بالسريانية والآرامية هي في الحقيقة عبادة لإبليس وتمجيد له. والمجال يطول للتفصيل.
*التحذير من السحر والحذر منه أمور مهمة. وكذلك اللبس والمس وأصناف الأذى التي تنهش الناس وتسبب كوارث ومآس عديدة.
*وجود السحر لا يعني ان يكون شماعة يعلق عليها البعض فشلهم وعجزهم. أو يعيشون في وهم أنهم مصابون بالسحر والعين ومسكونون بالجن. أو أن لديهم قوى وقدرات ورؤى وسفر في عوالم الجن وتسخيرا للعلويين وغيرها من التوهمات.
*تحصين النفس والأهل والمسكن من العوالم السفلية والسحر وما تعلق به أمور ممكنة بل حتى العلاج الذاتي ممكن وفق شروط وضوابط وضمن نوعيات محددة من السحر. وهنا باب للتعلم والاستفادة.
*علم العلاج شيئ والقدرة عليه شيء آخر لأن في القدرة تمكين ووهب يتجاوز مجرد الكسب. وهذا عين السر ولبه.
*إن الأقدر على مواجهة السحر (الأسود خاصة) وهزمه هم اهل التصوف الحق والتأملات الروحية العالية والمعلمون الكبار لفنون الدفاع والطاقة الذين يستطيعون تشغيل التشاكرات كلها وتنقيتها. ولو تم الدمج بين كل هذا (التصوف وفنون الدفاع والطاقة) فستكون النتيجة قوة لا يمكن لأي ساحر على وجه الكوكب هزمها. وهذا ما انا مستمر في بنائه منذ اكثر من عشرين عاما ضمن مدرسة فن العلاج بطاقة السلام والمحبة Taiping Chi والتي هي توأم فن الدفاع السلمي الذي أسسته أيضا Taiping Shu.
هذه نقاط مختزلة واختصارات لكتب كثيرة كتبتها وتجربة وبحوث وأسفار عديدة لفهم الحقيقة وفق منهج معرفي وعرفاني ونظر فلسفي مجرد وغوص عميق. لأن فهم هذا الوباء هو أساس فهم سبل علاجه.
وهو امر يجب أن يكون مشروع صحوة روحية دينية اجتماعية، تدفع الناس إلى ترك اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والدجالين وأدعياء العلاج الروحي والرقية “الشرعية” المزيفة. وتريهم أهل العلم الحق والرقية الرحمانية النافعة والطب الروحي الناجع. وهم للأسف قلة قليلة. ولكن لو يكون هنالك عزم على نشر العلم الحق وتلقينه لمن لديه الموهبة والقابلية فسيكون ذا نفع كبير. فإن النبي وأصحابه والتابعين وأهل الله الصالحين كانوا يعون جيدا قيمة الرقية والتحصين. وليست المعوذتان وآيات التحصين وآيات التحذير من شر السحر وتبيان أنواعه وضرره إلا دليلا على خطورة المسألة وحضورها الطاغي في المجتمعات البشرية.
كما يكون النداء للعمل والفعل ومقاومة نوازغ الشر والتحصن من شر الحاسد الناكث والساحر النافث والدجال العابث. وعدم الاتكاء على وهم (أنا مسحور) للتواكل وتبرير الفشل. اما من يعاني فعليا فهنالك عمل يومي جسدي وعقلي ونفسي وتسابيح وأوراد وأدعية وآيات للخروج. فإن لم يتمكن فهنالك من أهل الصلاح من يقدر على المساعدة. وإن أهل الله الصالحين كانت لهم اليد الطولى في ذلك وكان مردة الجن وعتاتهم يخشونهم وكبار السحرة يفرون منهم. ثم دارت الأيام دورتها وترك الناس منهبة لطاقات الشر المختلفة.
وأقول ختاما أن السحر من أقوى الأسلحة إن لم يكن السلاح الأقوى لنشر الشر بمختلف أنواعه وتدمير الكثير من البشر وفعل أمور اخرى. ووحده الجاهل ودعي العلم (المادي خاصة) من ينكر هذا. في حين أن الدول الكبرى تحتوي في دهاليز مخابراتها ومستشاري رؤسائها على الوسطاء الروحانيين وأصحاب القدرات الخارقة والقوى التخاطرية والسحرة الكبار. وقد قامت حرب كبيرة بين المخابرات الامريكية ونظيرتها السوفياتية في هذا المضمار ضمن شواهد ومشاهد لا تحصى.
# التخاطر، الدكتور مازن الشريف، الرقية، السحر، الطاقة الحيوية، العلاج الروحاني، فنون الطاقة