2 دقائق للقراءة
قد يظن البعض ممن لم يطلع على الرسائل ، ولم يفهم المسائل، أن الطريقة الخضرية بدع من القول مما افترى على الأمس اليوم، وبدعة لا أصل لها في طريق القوم.
بل قد يرى وسمنا لها بالعلية، شر ما أضحك من البلية.
وها أنا أسوق من الأدلة دليلا، وما كان مهينا ولا قليلا.
فقد صدر عن علامة جلي، فقيه ومحدث وولي، وشيخ مشهود له بما عرف العارفون، وما شهد به الشاهدون.
ألا وهو شيخ المشايخ العلامة الفقيه المسند محمد عبد الباقي اللكنوي الأيوبي الحنفي المدني المتوفى سنة ١٣٦٤هـ.
وفيها سند للطريقة العلية الخضرية، كما يسميها، يتصل بسيدي عبد العزيز الدباغ، وقد أخذه عن عدد كبير من الصالحين، ذكر بعضهم، ثم قال وغيرهم، مبينا كثرتهم، حتى يصل الى سيدي محمد بن علي السنوسي، ولشيخه سيدي أحمد بن إدريس، إلى القطب سيدي عبد الله التازي، والقطب الكبير سيدي عبد العزيز الدباغ، مباشرة إلى سيدنا الخضر وحضرة المصطفى صلى الله عليه وآله.
مما يثبت أن الطريقة ليست مقطوعة عن رسول الله، بل موصولة به، وأن لها وجودا حقيقيا مستمرا متجددا.
بل ما من ولي إلا وهو خضري.
وفي قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في سياق آيات سورة الكهف: ليت أخي موسى صبر، دليل على شغفه بالخضر وعلومه لما خصه به ربه، والخصوصية هنا لا تعني الأفضلية، فرسول الله سيد الخلق جميعا.
وإني قد عثرت على أسانيد كثيرة للطريقة الخضرية، كسند السيد احمد الله المجبندري، وسند الشيخ علي الخواص شيخ الإمام الشعراني، وغيرهم، ولكني أكتفي بهذا السند، مذكرا أني مجدد للطريقة الخضرية لا مؤسس لها، إنما أسست لها فرعا جديدا محمديا مهدويا جامعا، عن بينة من أمري، مأذونا مأمونا، متلقيا مترقيا، لأن صاحبي ما زال يقيم جدرانا، ويخرق سفنا، ويلقن بأمر ربه مباشرة عيانا، ومن سبقونا رجال، ونحن رجال، ومن أعطى ما يزال.
المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة -للعلامة الفقيه المسند محمد عبد الباقي اللكنوي الأيوبي الحنفي المدني المتوفى سنة ١٣٦٤هـ – المجلد 1 – الصفحة 361 – جامع الكتب الإسلامية.
1403 هـ – 1983 م، المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة، مجلد 1، صفحة 361، دار الكتب العلمية، الأولى 1403 هـ – 1983 م.