2 دقائق للقراءة
ليس القرآن فقط مصحفا من ورق، عليه كلمات مطبوعة، تطال نسخه أيدي الآثمين.
فيقرؤه قارؤهم والقرآن يلعنه، حتى يقتل خير الناس اغتيالا في المسجد وهو ساجد يصلي، ويبيت ليله تاليا لآياته لأنه يريد أن يلقى الله ولسانه رطب بذكره كما زين له شيطانه، والنبي قال أنه أشقى الناس.
أو يدرسه دعيهم ليشوه ويزيف، ويبدّل ويحرّف.
أو يرفعه المجرمون على رماحهم، في وجه القرآن الناطق وولي المؤمنين، يريدون وجه الباطل، بادعاء الحق.
أو يمسح به سفاح أثر جرمه وهو يغتصب بنات الصحابة في الحجرة النبوية، عندما احتمين بها في وقعة الحرة.
أو تدوسه أقدام الفاجرين، وهم يكبرون، ويفجرون مقامات الصالحين.
أو تحرقه يد أثيم، يروم إهانة المسلمين في كتابهم المقدس، وإشعال حرب دينية واسعة ضمن نسق مدروس للفوضى والخراب وزعزعة الأمن والوئام بين شعوب العالم، وتغذية التطرف والتشرذم والصراعات الاثنية والعقائدية..
ليس القرآن ذلك المصحف فحسب، ولئن كان المصحف صورة له، لكن القرآن نور حفظه الله في لوح محفوظ، وجعله في قلوب المؤمنين الصادقين، وجعل على سره وفيوضاته ملائكة ورواحين، وخدما من عالم الروح، يتنزلون بأمر ربهم على كل قلب منفوح، وصدر مشروح.
والقرآن آيات باهرة، وحجج قاهرة، وعظة بليغة، وقصص حق، وبيان يسلب الألباب، ومعاني تأخذ بالقلوب، ومباني تشرق بها العقول.
إنه الذكر الحكيم، وكتاب الله العظيم، والكلمة الفصل، وكلام الله المنزل على خير الخلق، بسيد الملائكة.
وهو فخر المسلمين، وسعادة المؤمنين، وذخر الذاكرين.
ومعراج العارفين، إلى رب العالمين.
وطريق الواصلين، إلى قلب سيد المرسلين.
نعم قد يحرق بعض السفلة صورته، ورق مصحفه، نسخه المطبوعة.
لكن معانيه تحرقهم، وبراهينه تقهرهم، وسره يحيرهم، ومدده يربكهم، وصاحبه بهم محيط، وعليهم قادر، وقد أعد لهم جحيما، وعذابا أليما، يلقونه مهطعين، ويردونه خاضعين.
وقريبا يظهر سلطانه في عالم الظاهر، كما بهر في عالم الباطن.
وله مع آل البيت موعد، إذ هما ثقلان لا يفترقان حتى تقوم الساعة.
فصبر جميل، إن موعدهم الصبح، وهو قريب.
*الصورة في مقام جدي عبد السلام الأسمر الحسني، بين ألواح طلبة القرآن البررة، بعد أن فجره الفجرة.