< 1 دقيقة للقراءة
تحب النفس الثناء، ولو على ما لم تفعل.
ويسرها المديح، ولو بما ليس فيها.
وتتمايل في جوف صاحبها حتى تهز قلبه، فيهتز لذلك وجدانه، فيمشي على الأرض مرحا، ويتمطّى مختالا فخورا.
فتلك من أدوائها، وفتن أهوائها، التي يقع فيها المفتونون، ويسير خلفها المغترون.
أما من عرفوا الله، فقد أيقنوا أن لا فضل لهم في شيء، وأن الفضل له وحده.
وعلموا أن لا حق لأنفسهم في إطراء ومديح، فالله هو الذي وهب القدرة ورفع القدر وأظهر الجميل وبسط الستر.
وهو أولى بالحمد والشكر.
فرجعوا على أنفسهم باللوم، وساروا في ركاب القوم.
ولم يزدهم ظهور المعروف إلا تواضعا، ولا غرهم مدح مادح أو آسفهم قدح قادح.
قد ألزموا أنفسهم سمت الخاشعين، وباتوا لربهم راكعين.
ومشوا على الأرض هونا، وقالوا للجاهلين سلاما.
فطوبى لهم مقام صدق ومقعد صدق، بما صدّقوا داعي الله، وما صدّقوا دعاوى أنفسهم.