< 1 دقيقة للقراءة
(من كتابي ورقات في علم الاجتماع)
المجتمعات لها سمات الأفراد الذين يشكلون نسيجها: تزدهر كما يزدهرون وتنهار كما ينهارون وتمرض كما يمرضون.
والتفاعل بين المجتمع والفرد يتجاوز السببية (إن ينهار أو يزدهر مجتمع بانهيار أو ازدهار أفراده) إلى ما أسميه “التماهي التفاعلي”.
أي أن يكون الأمر متزامنا ثنائي السبب تفاعليا، حيث يتأثر المجتمع بالفرد ويتأثر الفرد بالمجتمع في آن معا.
ودراسة هذه التفاعلات يمكن أن تكون مادة ثرية لعلم الاجتماع وعلم الإناسة (الانتربولوجيا)، وعلم النفس، وعلم النفس الاجتماعي.
ولكن لها أبعادا تمس روح المجتمع وروح الفرد، ونسيج القيم، والمؤثرات السياسية والاقتصادية، والحالة المعنوية والذوقية، وأمورا تتصل بالاستراتيجيا وبالأمن القومي والأمن الشامل، وعلم إدارة الأزمات، وعلوم التحليل والتوقع والاستشراف…..
ولعلم التاريخ الذي يعتبر والد علم الاجتماع أهمية قصوى في فهم حالة مجتمعية ما قياسا إلى حالة مجتمعية سابقة لها نفس الملامح.
لذلك يمكننا أن نفك طلاسم الواقع الآني ونتبين ملاحم القادم الحدثاني من خلال سجلات الماضي الزمكاني، في صهر بين علاقة المكان كجغرافيا ومعطى جيوستراتيجي بالزمان كأحداث منتظمة في عقد تتابعي من التفاعلية المبررة بسببيات بعضها جلي وبعضها خفي يتجاوز الخبر إلى معاينته وتمحيصه وتحليله، وفق منهج ابن خلدون في فهم التاريخ حين يقول: التاريخ في ظاهره لا يتجاوز الاخبار، وفي باطنه نظر وتحقيق.
*ملاحظة: هذا الكلام لا علاقة له بحال العالم العربي وما يحدث في مجتمعاتها، ولا بحالة الهروب من الوطن على زوارق الموت بأعداد لم تسبق في تاريخ تونس، ومئات المآسي والاسر التي غرقت في البحر.
وليس له علاقة بدعوة ضمنية لتحليل فوري وفهم واجراءات عاجلة توقف المأساة، ولقراءة لمقدمة ابن خلدون، وكتاب الاتحاف لابن ابي الضياف.
ولا يظن عدم وجود علاقة الا الاغبياء، وما اكثرهم!!!!!