2 دقائق للقراءة
لسنوات طويلة سعينا لنشر الوعي والثقافة والفكر، محليا ودوليا، وضمن أعلى المستويات وعلى أكبر المنابر، وفي الندوات والمؤتمرات والإعلام، مخلصين فيما نقدمه، مع إعداد مدونة كبيرة من الكتب في فنون العلم والأدب، وتقديم عدد كبير من المحاضرات.
ولكن ناثر الطيب لن يلقى طيبه أثرا إلى عند الطيبين، أما من خبثت أنفسهم فسوف يرون انعكاس تلك الأنفس الخبيثة.
وناشر العلم يصغي إليه من له لبّ وعقل، وصاحب الروح يفهم عنه صاحب روح وذوق وقلب سليم، أما مرضى القلوب فلن يزيدهم ذلك إلا جهالة وإفكا وفُحشا وهُجرا، لأن القبح المطبوع في قلوبهم أمكن، والطباع اللئيمة التي في ذواتهم أغلب، فلا يرون في فعل ولا قول ولا عمل إلا ما يهيّج نباح ألسنتهم، وما يزيد حقد قلوبهم وخبث نفوسهم وسوء طوياتهم.
وقد يختفون فترة حتى إذا ما بهتهم نور قوي وفجأهم برهان ساطع، نطقت فيهم شياطينهم بكل قبيح، ولو ملكوا لفعلوا فعل من شابهتهم قلوبهم حقدا وسوءا ونذالة وإسفافا وحسدا.
وقد يظن ظان أن قولهم الزور شيء من حرية التعبير، وأن تعمدهم الإفك حق لهم في القول، وأن شتمهم نقد بناء، وما هذا إلا من شقاشق الشيطان وهرطقات الجهلة.
وقد طال عليهم العهد وأصبحهم عذاب قريب، واستطال بهم وبمن شابههم ممن سبقهم أو لحقهم الأمد، وكبر حقد نفوسهم وطغى عليهم كِبرهم. فهم لا يرون لفاضل فضيلة ولا لصالح صلاحا، ويجنون إن ذكرت آل بيت النبي والصالحين، ويفقدون ما بقي من عقولهم إن أحسوا لك مقاما ورأوا لك مكانة وبهتهم منك علم لم يعلموه وسر لم يدركوه ومعنى لم يذوقوه وأمر لم يعرفوه.
ولهم أقول: بُعدا لكم، وتعسا لكم، وتبّا لقلوبكم العقيمة وأنفسكم السقيمة، وذواتكم التي ما لها من قيمة.
ولن نسمح لأحد منهم أن يتخذ منابرنا مجالا لتفجير كوامن حقده، ومكانا للتنفيس عن مرض نفسه ولوثات عقله وقلبه.
وكل كلمة نجدها سنحذفها ونحظر صاحبها.
لكم مجالاتكم الخاصة قولوا فيها ما تريدون واشتموا والعنوا وحذروا أتباعكم وأشياعكم.
أما هذا فمجالنا، مجال أهل الذوق والشوق، منبر المحبين، ميدان فرسان الحق، ساحة أهل التحقق، روضة عشاق الحبيب وآل الحبيب، مقام الصالحين والمحبين للصالحين.
ونحن لا نلتفت إليكم، ولا نبالي بكم، ولا تبلغون والله تراب نعالنا. إنما نبشركم بقائم قادم، لن يذر لكم ولا منكم، كدعوة نوح إذ دعا ربه. فإننا على يقين كما ذكر لنا جدنا صلى الله عليه وسلم، أنه لا يحبنا إلا مؤمن، ولا يُبغضنا إلا منافق خُتم النفاق في قلبه ختما. والبشرى لنا والندامة لكم لزاما وحتما.
أما الأحبة فنقول لكل منهم: الهمة الهمة، لخير الأمة، وكشف الغمة.
ولنستعد جميعا لعرس الأرض، حين يرثها عباد الله الصالحون.
وكتب أبو علي مازن بن الطاهر بن علي الحسني الحسيني الشريف
سوسة 22-01-2021 18:16