2 دقائق للقراءة
مات من تهواه يا قلبي تحمّل ألمكْ أتراك تبكي موجَعا في حسرة من ظلمكْ
مهلا لحظة..هل مات حقا أم تقصد أنه هجرك وقتل حبك؟؟..هل يُقتل الحب؟؟.. هل يموت الإحساس؟؟…إذا مات ضميره..والضمير أيضا يموت؟؟ مشكلة!!
“أخطر ما في الموت أن يطال الأحبة”..هكذا حدثتُ ذاتي دائما..لكن لأنه يشمل المجاز والمعنى، فإن الموت الفعلي كرحلة لابد لكل حي منها إلاه سبحانه…أمر جزئي أمام الموت بمعناه الأشمل…مما يجعل موضوع الموت صعب التناول..أو ربما أسهل مما ينبغي..
“حين تموت يتوقف قلبك”…قال جذع شجرة قديمة لغصن طري..فارتجفت الأوراق..لكن غصنا متيبسا جف حلقه وتساقطت أوراقه قال فيما يشبه الفحيح أو الأنين: “يتوقف قلبك حين تتوقف عن الحب.”..وهنا احتار الغصن الصغير وتجادلت الأوراق حتى هبت ريح تحمل بعض البشائر..سيعبر الربيع من هنا قريبا..استعدوا لميلاد الزهور..
الميلاد..لحظة أولى لا نتحكم بها..والموت..لحظة أخيرة لا نتحكم بها أيضا..مسكينة مملكتنا إذا..ماذا بقي لدينا لنحكم..فحتى المعاني تموت..الأحبة حين يتحولون ويهجرون ويغدرون..هل من إكسير نسقيه لأحبتنا ليتوقفوا عن الغدر..هل يمكن قتل الخيانة..إنها مميتة فعلا..تقتلك أليس كذلك..لكنك لا تموت..بل يموت جوهرك النقي..ما نفع ما تبقى حيا منك!!
هنا سيرميك منجنيق الطعن البشري المحبذ في الظهر…ثق أنه لن يكون إلا ممن وثقت به وأسكنته الجناح الملكي بقلبك…ولأنك طيب جدا مثلي – ساذج بالمعنى العصري للكلمة- وإنساني أكثر مما ينبغي، فسيكون الموت أشد مرارة…وهنالك حين تُخلص لإنسانيتك..لوطنك..لمن تحب..ستقتلك الظلمات متجسدة في عدو أو متسللة عبر حبيب..هل تعتبر نفسك شهيدا..أتحلم بالخلود..ما دام الموت الفعلي يعد بالحياة الأبدية..لماذا الموت الفكري والمعنوي والحسي ينذر بالنهاية المستمرة ويعوي بالخراب والفراق والألم…
الخراب…الفراق…الألم…إنهم من أقاربه..ذلك المهيب الرهيب.. الموت..هادم اللذات..وآخذ الأحبة..
بقيت مسألة واحدة أخيرة..لماذا لا أخافه مطلقا.. أنا الإنسان الذي كم نهش الألم من قلبه…لا أخافه…بل كم تمنيته..لكنه لم يعرني اهتمام..كان منشغلا بأخذ أحبتي..فعلا تارة..ومعنى أطوارا…وأظل أنظر إلى الملك الذي يحمل الأرواح..روحي تراه حتما…لكن نفسي العمياء تنكب على أوهامها وتكره أن تذكره..لماذا تفرين يا نفس منه…ألأنك تحبين الحياة..أم لأنك تخشين الموت!!!
المزة – دمشق
12/12/2009 05:51 ص