2 دقائق للقراءة
حين نكتب فإننا نمارس فعلا فريدا..يجمع بين الوجدان وإمكانات الروح ورغبات الجسد وآلامه وعصارة التجربة ومخزون الذاكرة وإمكانات اللغة التي نحاول كل مرة توسيع مداها…والشعر من أجلّ وأجمل أفعال الكتابة…الشعر الموزون أصيل…لا أحد يمكنه نفيه أو الحد منه…إنه تاريخ وأرواح كثيرة هامت في أكوانه…ولا أحد يستطيع قتل التاريخ ونفي الأرواح…أما الشعر الحر فهو إنجاز عظيم للشعر العربي إذ حوله من شعر عربي إلى شعر عربي إنساني كوني….فأخذ من الشعر العالمي..وأضاف إليه.. وتلاقح مع أفكار أخرى ورؤى مختلفة…ولذلك فأنا أفخر بالكتابة ضمن هذا اللون الرائع…لأنه جمع بين مفهومين…مفهوم الشعر.. وهو تحرر من قيود الممكن والمستحيل..ومفهوم الحرية..وهي أرقى شعور يمكن أن يحسه إنسان..
هنالك من يرفض الأمر..ولو كان المتنبي بيننا لكتب الشعر الحر..لأن العمالقة الحقيقيون تميزوا بالبحث عن إمكانات جديدة تظهر مقدرتهم..ولكن العاجز عن بلوغ النخلة يكره التمر…
هنالك أيضا من أساء للشعر الحر…من تآمر على لغة الضاد وأصالة العربي وذاته..ولكن طيران الخنفس لا يبيح تحريم الطيران..هنالك أيضا النسور والصقور والعقبان والبواشق… علينا أن نواجه بإظهار الأجمل لا برفض الفعل ككل…لأننا جميعا نعلم أن الخنفس حين يطير لا يمكنه أن يبلغ ما يبلغه النسر..سوف يدعي ويكذب..لكن دورنا إن كنا نعتقد أننا نبلغ القمم..ان يبرهن على زيف محتواه ووضاعة شانه…رغم أن المهمة صعبة..لأننا في زمن الخنافس…
الكتابة فعل رائع…والشعر لحر رائع حين نفهم حقيقته..وليس هنالك من داع أبدا لمواصلة حرب وهمية على أمر حقيقي..فليحاول كل منا أن يبدع بما يحب..دون أن يقصي سواه…الشعر الموزون عبقري… والشعر الحر خلاب.. والنثر له أفانينه الرائعة أيضا..شمس الإبداع تشرق في كل تلك الأركان الممتدة..ومن وضع على عينيه غمامة سوداء داكنة..عليه ألا يتهم الشمس..بل نفسه….
بلاد الشام
27/04/2009 / 11:56