2 دقائق للقراءة
الكتاب كالصّاحب، عليك أن تحسن اختياره، فهو سيصحبك في دروب الفكر والتأمل، أو سيودي بك إلى المهالك، وكما أنّه ليس أضر من الصاحب السوء، فليس أضر من الكتاب السيّء، الذي كتبته نفس مريضة أو سطّره عقل خبيث.
الكتاب الجيد يرفع مقامك، لأن العلم يرفع مقام صاحبه، والكتاب الحسن يجمّل ذوقك ويرتقي بروحك جمالا وتألقا.
الكتاب صاحب رائع حين تنتقيه بعناية، في أي فن من العلم والأدب أردت، والكتب هي التي نحتت أهل الفكر، ولكن كتبا أخرى أيضا صنعت مجرمين وقتلة.
الكتاب ينقل روح كاتبه، انتبه جيدا لكتّاب الظلام وشياطين الأحقاد، فالدماء التي تسيل اليوم نبعث من أفكار مسمومة مدسوسة في كتب كان كُتّابها أفّاقون وناقمون ومرضى قلوب.
احذر أن يمضي يوم من أيامك دون أن تلتقي بروح كاتب جيّد، بكتاب من الكتب التي تنبع منها الخكمة ويشرق منها الجمال، وليس أدل على عظمة الكتاب ومقام الكاتب من كن الله عز وجل اختار الكتاب كأجمل وأعظم آياته ومعجزاته.
أما أن تكون أنت الكاتب، وأن تكتب كتبا، فاعلم أنها مهنة شاقة، وطريق وعر، لا تظنن أن من اليسير نقل فكرك وألمك وأحلامك وآلامك إلى حروف وكلمات ثم تأليفها وتصنيفها في كتاب، لقد مكثت على هذا الكرسي عشرينا عاما وتزيد، سكبت فيها صباي وشبابي وأنا أكتب وأكتب واكتب، وإلى الآن أجلس إلى كتاباتي القديمة مدققا محققا، وإلى الجديد منقّحا ومنسّقا، وكأني في كل ذلك أغرف من البحر بكف طفل صغير، تعبت يداي وبقي البحر هو البحر.
في قلبي احترام كبير لكل كاتب مبدع ساهم في ثراء الثقافة الانسانية الراقية.
في قلبي عشق كبير للكتب، عشق لا ينتهي، لقد كنت صبيا صغيرا حين وجدت من حولي الكتب، ثم احتضنتني المكتبات من المعهد إلى الجامعة إلى ما بعدها، وها أنا في كل رحلة أرجع مثقلا بالكتب، نهما للمطالعة كأول مرة، إنه العشق الذي لا يخبو.
همسة أخيرة:
*ليست الكتابة لعبا بالماء، الكتابة احتراق بالنار المقدسة، نار الإبداع والثقافة.
*من أراد أن يكتب حرفا عليه أن يقرأ ألف كلمة.
*أمة لا تحترم الكُتّاب الحقيقيين، ولا تقرأ، أمة تمضي عميقا في طيّ النسيان.
تحياتي…..
سوسة 03-07-2017 22:04:25