2 دقائق للقراءة
يتكالب اهل الدنيا عليها.
ما عرفوا غيرها ولا أدركوا سواها.
تزينت لهم كالغانية.
وأنستهم بسحرها انها فانية.
لم يتخذوها الى الآخرة وسيلة.
ولم يذكر يوم لا يجدي مال ولا جاه ولا تنفع حيلة.
تناهبوها كاللصوص.
وتكالبوا عليها كذئاب الفجاج.
فلا ترى فيهم إلا هالك.
ولا ترى فيهم من ناج
غرهم منها بريقها.
فنسوا نارا اتقد حريقها
وأقبلوا بأجمعهم إقبال الحشرة على النار.
باعوا كل قيمة وتاجروا حتى بدين الله لأجل رميمها
لم يقنعوا ولم يذكروا ولم يشكروا
ولا اتخذوا الهالكين قبلهم عبرة
وساروا في جنائزها ثم طمعوا في جوائزها
وخلطوا حرامها بحلالها ومحظورها بجائزها.
وانساهم الشيطان ذكر ربهم
وأن إليه الرجعى وإليه المصير
وأنساهم طول الأمل ذكر الأجل
ولم يؤمنوا ان الآخرة حقا خير من الأولى
وأن الساعة لا ريب فيها
وأن الموت حق
وان الله يبعث من في القبور.
ثم هم إلى ربهم يُحشرون
وعلى ربهم يُعرضون
ليتهم اتخذوا الدنيا دار خير
ومرحلة سير
وآمنوا بالله وفعلوا ما هو خير
وتوكلوا على بارئهم توكّل الطير
ونظروا كم أفنى الله قبلهم
وكم سيخلق بعدهم
وان البقاء له وحده
يا لدنيا هم فيها غارقون
وفي وهمها تائهون
ولمالها وجمالها ساجدون
ولجاهها وسلطانها عابدون
كلا سوف يعلمون ثم كلا سوف يعلمون
غادرها الحبيب مألوما مسموما
وغادرها الامام مكلوما مظلوما
وغادرها الحسن السبط بالسم طريحا
وغادرها الحسين السبط مطعونا ذبيحا
فأي دنيا يبكي عليها الباكون
ويرجون دوامها الراجون
أدبر داعيها
وأقبل ناعيها
بنبأ عظيم
فعمّا يتساؤلون
قد ظهرت اشراطها
ودنا ميقاتها
والناس في غفلة يلعبون
وكثر فسادها وقَلّ زادها
واقترب اليوم الذي فيه يُحضرون
يا حسرة على العباد
صم بكم عمي فهم لا يرجعون
وإنّا لله
وإنّا إليه راجعون.
5 سبتمبر 2018 21:12