15 دقائق للقراءة
نظرا لكثرة الرسائل التي وردتني بعد مقالي السابق المختزل عن آفة السحر، ولأمانة العلم والرغبة الصادقة في نفع الناس عامة وأمة الإسلام خاصة، حيثما يصل صوت عقلي من خلال ما أكتبه، فسأخصص هذا المقال لأمر كنت دونته مفصلا في كتابي “السر الحرام”، وهو التعريف بالسحر وأنواعه وفق ما فتح الله على القلب. وسيكون المقال الذي يليه عن سبل المعرفة الذاتية في حال التعرض لسحر ما، ولعل المجال يسمح بخلاصة عن طرق العلاج الذاتي، فإن لم يكن فسيكون في مقال آخر.
أ/ معنى السحر: ورد في معجم المعاني: “السِّحْرُ : كلّ أمر يخفى سببُه ، ويُتخيّل على غير حقيقته ، ويجري مجرى التمويه والخداع ، إخراج الباطل في صورة الحقّ ، استخدام القوى الخارقة بواسطة الأرواح”.
وفي الكتب التي تدعي الحكمة (كمصطلح آخر للسحر) كتلك التي نشرها المدعو “عبد الفتاح السيد الطوخي” مثل “السحر العجيب في جلب الحبيب” و”أبي معشر الفلكي”، وكذلك كتب أخرى ككتاب “الرحمة في الطب والحكمة”، وكتاب “شمس المعارف الكبرى المنسوب للبوني أحد أعلام التجليات والعارفين لكبار في تاريخ المغرب ولكن الكتاب محرف تحريفا كليا. والكتاب الأسطورة “ابن الحاج الكبير” وما ينسب لصاحبه من علم وله من قوة. وغير ذلك، يجد من يقرؤها كلاما عن السحر الأسود والسحر الأحمر والسحر الأبيض والأخضر. وعن سحر الجلب وسحر المندل وسحر التسخير وسحر الملوك العلويين والسفليين وشمهورش (قاضي الجن وفق ما ينشرونه) وأنواع الجن وقبائلهم وطرق تسخيرهم وطلاسم ذلك وأوفاقه، وطرق استخدام الحرف والرقم، وساعات العمل والعزيمة (من التعزيم أي قراءة الطلاسم لغرض استجلاب الجن أو العزم عليهم) وفق الغاية (ساعات السعد وساعات النحس) والأيام المناسبة والأبراج والتعويذات والأرصاد والخواتم والتربيعات. وعن أنواع البخور (الطيب والكريه) واستخداماتها والقدرات الخاصة بها. وما ينسب لابن سينا وأبي معشر وللنبي سليمان من أختام. والجلجوتية والبرهاتية والأقسام على الجن والعهود والمواثيق. وطرق التريض الروحي وما يكون معها من رؤى وكشوفات وامتحانات. وأخذ العهد على الجن والمردة وتطويعهم. والقسم الشهير (آهيا شراهيا أدناي أصباؤت آل شداي) الذي يزعمون أنه كلام نبي الله موسى حين ناجى الله مباشرة.
كما تجد في عديد الكتب والثقافات عبر العالم كلام عن السحر وممارسات مختلفة له، مثل سحر الدمى، ونوعيات السحر الأسود كالكابالا. وأسحار سحرة أفريقيا ويهود الفلاشا. وما ينسب لسحر الفراعنة ولعنتهم. وكذلك قصة الناجين من أطلانتس وكيف أخذوا أسرار السحر وبعضهم قدم إلى جبال الأطلس ونشر سحرا مستمرا إلى اليوم في بلاد المغرب. وكذلك للهندوس والبوذيين وحتى ممارسوا الننجا ضمن السحر الأسود الخاص بهم، والحضارات القديمة طقوس ونوعيات سحر خاصة. وتقرأ عن الغريغور عند اليهود وكيفية تغذيته وتسخيره وهو بزعمهم روح سماوي يتغذى من الأدعية والأذكار ويمكن أن يهزل ويموت.
وسط كل هذا الزخم ستجد أيضا من لا يعترفون بالسحر ويقولون أنه مجرد خدع بصرية وشعوذة لا غير. أو كلام يدل على التخلف ولا وجود لجن ولا روح ولا شيء.
حتى أوفر عليك الوقت أقدم لك خلاصة بحوثي وتأملاتي في هذا المجال الشائك والمحفوف بالمخاطر والألغام. وسوف أعتمد على أعظم مصدر علمي وأصدق كتاب تحت سقف السماء وهو القرآن العظيم. ومن خلال تأمل الآيات التي ورد فيها السحر يمكن أن أستنبط لك معناه وأنواعه، وهذا مما فتح الله على القلب أثناء تأليفي لموسوعة البرهان ثم لكتاب السر الحرام منذ سنوات.
يقول الحق جل وعلا: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)” (البقرة).
لماذا لم يكفر سليمان وكفرت الشياطين: ببساطة لأن النبي سليمان استخدم السر (قوى روحانية وطاقية وقدرات عجيبة وتسخيرات للأرواح والجن والشياطين) بتمكين إلهي وتسخير وتفويض رباني. فالله أعطاه ذلك السر وسخره له كما وهب سرا عظيما للذي جلب عرش بلقيس في لحظات وفاق قوة عفريت الجن صاحب القوة الجبارة والسرعة التي لا يمكن تصورها. ارجع إلى الآيات من سورة النمل.
( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) النمل/38- 40 .
إذا هنالك سر يهبه الله لمن أراد وفيه مجالات كثيرة وعلوم لا تحصى. وهنا باب فيه المعجزات وما وهب الله للأنبياء والمرسلين، وفيه الكرامات وما آتى الله أولياءه الصالحين. وفيه ما خص الله أهل خصوصيته.
وهنالك استخدامات لبعض تلك القوى والقدرات والتسخيرات ولكن دون إذن رباني بل بالكفر بالله واللجوء إلى الشياطين فتأتي حاء (حرام) لتحل بين سين وراء السر. فيتولد عن ذلك مصطلح (سحر) ومعانيه. ولكل حرف هنا خصوصية وسر مما بينت في كتابي: علم المعاني اللطيفية للحروف. وكذلك كتابي: الحروف الروحانية.
السر يمنحه الله، والسحر سر محرم يقوم فرع منه على تعليم من الشياطين للبشر، ومن سلكه كفر كما كفرت الشياطين. إنه سر حرام. وهذا المعنى للسحر بعض مما فتح الله على القلب.
ب/ أنواع السحر: بمراجعة للآية السابقة من سورة البقرة يمكن أن نفهم نوعين من السحر لأن الآية فيها قسمان: قسم يخص ما تتلوه الشياطين على ملك سليمان. وقسم يخص هاروت وماروت. ولكن قبل ذلك هنالك معنى شائع للسحر يتخذه البعض دليلا على أن السحر ليس سوى نسيج خيال وتهيآت ولا وجود لسحر على وجه الحقيقة ولا قدرة له ولا أثر فعلي. وهو المعنى الظاهر للآيات التي ذكر فيها الله سبحانه وتعالى خبر نبي الله موسى عليه السلام وسحرة فرعون. وهو ما أسميه السحر التخييلي، أو ما يسمى السحر الأبيض.
1/السحر التخييلي: في مشهد نبي الله موسى وسحرة فرعون يورد الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم تفاصيل مشهدية مهمة وتوصيفات دقيقة:
“قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70)” (طه).
هو سحر أبيض، وهو ببساطة تخييل على بابين: خدع بصرية وخفة يد. أو تلاعب بآليات البصر والإدراك والتخييل العقلي.
فالخدعة البصرية عملية تعتمد على السرعة والتمويه. والتخييل الذهني يقوم على قوة تنويم مغناطيسي لدى الساحر أو باستخدام نوعيات من الجن. وهذا أضعف أنواع السحر من حيث القوة وأقله مرتبة. وحين يتعلق هذا السحر بالخدع البصرية بغاية التسلية، أو بالتخييل بنفس الغاية، فيمكن الخروج منه وهو ضمن العبث. والبعض يتخذه عملا. وتوبة سحرة فرعون دليل على أنهم كانوا يقومون بذلك لأجل المال والتسلية وليس للأذية.
أما حين يكون طريقة من طرق التحيل والتلاعب بل يكون وجود هذا النمط من السحر ذريعة للتكذيب فيتهم الأنبياء والأولياء والأصفياء بأنهم سحرة وأن ما أظهروه تخييل لا غير، فذلك باب من أبواب الشر الكبيرة. ولك في آية القمر وكيف كذب بها المشركون وقالوا أنها سحر برهان ودليل.
وإن نظم التلاعب الذهني والتنويم المغناطيسي الجمعي للشعوب وطرق التخدير والتمويه تدخل كلها في باب السحر التخييلي. فانظر في واقع اليوم كم ترى من ذلك.
أما القوة التخييلية وقوة الخداع الذهنية الرهيبة (الشبيهة بعين الشارينغان وفن الجنجتسو في الأنيمي الشهير ناروتو) وفنيات استخدام الختمات (كوجي ريو) فمسألة اخرى وتندرج ضمن السحر الأسود في باب الظلمات وضمن قوى علوية رهيبة في باب القدرات الخاصة.
2/ السحر الأصفر: سحر خلاب يسحر الألباب ويعبث برؤوس كثيرة وكان له بأرض إفريقية ظهور قوي في فترة ليست بالبعيدة ولها انتشار في العالم العربي خاصة ويقوم عليه الكثير من أهل السلطة وأهل المال. إنه سحر يمارسه قلة ضمن القدرات الكبرى ويمارسه الكثيرون ضمن ما دون ذلك في سعيهم المسعور لاستخراج الكنوز.
فالسحر الأصفر نوعيات من الطلسمات والختمات تهدف إلى استخراج الكنوز الخبيئة في الأرض. ويوم لم يكن هنالك بنوك وخزائن محكمة الاقفال كان بعض البشر خاصة اصحاب النفوذ يستخدمون كهنة لديهم علاقات بالجن عبر اتفاق وعهد وطلاسم وأرصاد (كله من السحر) فيقوم الجن المحددون بحماية ذلك الكنز وتحريكه ان اقتضت الضرورة ولا يتم استخراجه إلا بطلاسم متفق عليها أو بساحر يمتلك طلاسم أقوى ويسخر جنا أشد قوة يفتكون ذلك الكنز عنوة. وهذا الكلام قد يبدو لك (خاصة إن كنت مادي الفكر) مجرد هرطقات لا يصح أن تصدر من رجل يدعي ان مفكر استراتيجي ومتعمق في الفلسفة والعلم. وسوف اعطيك نموذجا آخر لخبر فيه اتفاقية كان يراد إبرامها بين إنسي وجني على عملية نقل لما هو اكبر من الكنوز والحفاظ على ذلك بقوة وأمانة، ثم كيف أتى من لديه قوة أكبر فاستخدم تلك القوة وذلك السر الذي لديه ونقل ما يراد نقله من الجني في ثانيتين فقط: نبي الله سليمان وعفريت من الجن، وتدخل آصف بن بلخيا وليس في الحقيقة سوى الخضر نفسه، ذلك المعلم اللغز والكنز المخبوء في أسرار المعاني والنفحات.
تأمل:” قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) (النمل).
فالسحر الأصفر والسر المضاد له والذي يفوقه نقل للكنوز تحت الأرض أو اخراجها ضمن قدرات التحريك الجني أو النقل البعدي تماما كما تم نقل عرش بلقيس فوقها.
هنا يتم تكرار الأمر بنفس النمط: تدخل للجن، تدخل للقوة الربانية وللخضر مرة أخرى. تأمل هذين النموذجين:
*نموذج قارون: وكان خبيرا في السحر الأسود وسماه (علم عندي) وكل ذلك استدراج من الله له. حتى صارت لديه كنوز لا يمكن تصورها يعجز الرجال عن حمل مفاتيحها. ثم طغى وبغى حتى هلك. وهذا مصير من يتبع أثره وكل من استخرج كنزا بالسحر وبما يغضب الله سيهلك لا محالة.
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) (القصص).
وإنك ترى أن من يستخرج الكنوز بالسحر الأصفر يسارع للتباهي والتفاخر والكفر والغرور والجحود كقارون تماما، والعجيب أن عبيد الدنيا يقفون موقف من تمنوا مكان قارون. بل يمظون للحفر في الأرض خبط عشواء لعلهم يظفرون. ويتناقلون قصة سعيد الحظ الذي استخرج الكنز ويبحثون عن السحرة بأي ثمن. وهنا تأتي أساطير كتاب ابن الحاج وغيرها. رغم أن السحر الأصفر حقيقي وهنالك كتب فيها طلاسم فعلية وهنالك من لديهم قدرات حقيقة على جلب الأموال والكنوز حتى من مكان إلى آخر لكنهم قلة قليلة. ومعظم الذين يدعون خبرتهم في استخراج الكنوز دجالون ومحتالون. وهو باب من أبواب الشر التي يجب تجنبها ففيها ضياع المال والعمر والدين. وتبلغ سيطرة شرها حد تقديم القرابين البشرية والقتل. كما أن تلك الطلاسم تفتح بوابات سفلية وتؤذي الناس أذية شديدة.
*نموج اليتيمين في المدينة: يقول الخضر عليه السلام لنبي الله موسى عليه السلام في تفسيره للغز الجدار الذي أقامه: “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82) (الكهف).
فمن كان صالحا وهب الله له كنزا وقد لا يستخرجه هو فيترك للمختارين من أولاده أو أحفاده وهي قاعدة عامة.
واستخراج هذا الكنز عند بلوغ الأشد من خلال علم وقدرات محددة. وهو كنز محروس بقوة روحانية نورانية تمنع السحرة من استخراجه وفجرة الجن من الاقتراب منه في رصد قوي. وإقامة الخضر للجدار فيه تجديد للرصد والحماية حتى حلول الأجل المحدد. وهذا باب علم خفي لدى أهل الله لاستخراج الكنوز وهو حلال طيب ورحمة من الله. وكلام السيد الخضر دليل كاف وبرهان واف. وسيكون لقائم آل محمد قدرات وعلوم تفوق كل من سبقه في هذا الباب، وفي أبواب أخرى كثيرة
وهنالك كنوز لا أرصاد سفلية ولا علوية عليها هي من أثقال الأرض التي يمكن العثور عليها بالأجهزة الخاصة برصد المعادن أو بمجرد المصادفة والقصص كثيرة.
3/ السحر الأحمر: سحر يقوم على الدم ويؤثر في الدم والأعصاب والمشاعر. يعبث بالأحاسيس البشرية فيجعل المسحور يحب من لا يحبه حقيقة ويكره من يحبه حقيقة. وفي ذلك مخاطر اجتماعية كبرى كالتفريق بين الأزواج. وهو سحر قديم وتجدد على أيدي توأمين في مدينة بابل كانا ملكين من الملك بكسر اللام لا من الملك بفتحها. فلم يكن هاروت وماروت من الملائكة وفتنتهما الزهرة ثم عوقبت بان أصبحت كوكبا كما ينتشر في أراجيف الاسرائيليات التي تسربت للأسف في كتب التفسير وصارت من المسلمات ككثير مما شاكلها. فلا يحق للملائكة ولا يجوز بحقهم ولا يمكن أن يكون ويستحيل أن يكون من جميع أبواب المنطق والشرع والتكوين والبرمجة والطبع أن يكون لأحدهم شهوة أو هوى نفس وعشق لبشرية فانية ولا ان يكون فيهم شيء من شر أو معصية لله عز وجل أو أن يكون أحدهم محل امتحان أو مصدر فتنة وكفر مطلقا. والبرهان ساطع في كتاب الله وهذا شعاع منه: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) (الأنبياء).
اما من هما وما قصتهما فقد فتح الله على قلبي شيئا من ذلك: هما محايثان للنبي سليمان زمنا كما كانت المحايثة في الآية. أي في نفس الوقت الذي كانت فيه الشياطين تعلم بعض بني إسرائيل السحر. كانا قد اوتيا من ذلك فتنة للناس وامتحانا مع التنصيص على أن السحر كفر كما هو الشان في كفر الشياطين وكفر من أخذ عنهم ولكن السحران مختلفان.
وكي تعلم من هما انظر في اسمين يحملان نفس التركيبة، ومحايثان زمنا بل ومكانا لوالد النبي سليمان أي النبي داوود عليه السلام، فاقرأ هذه الآيات من سورة البقرة: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248)فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)”.
طالوت أمير بابل وهو من سلالة نبي الله إلياس. جالوت قتل والده واستولى على الحكم. فر طالوت إلى بني إسرائيل. آتاه الله قوة وعلما. ثم اختاره ليكون ملكا على بني إسرائيل وأيده بآية التابوت.ثم حين دلت الآيات التي فيها الابتلاء بالنهر وتنبوؤه بذلك على نبوته. وهو الذي نزل امر تعيينه من خلال نبي. ثم أتت الملائكة بالتابوت من بقية ما ترك آل موسى وآل هارون ليكون آية لملكه. ثم أن يكون نبي في جنوده وهو النبي داوود. ولا ينبغي لقيادة نبي أن تكون إلا لنبي. وبعد ذلك يقتل نبي الله داوود الظالم جالوت القادم بجيش عرمرم من بابل. ثم ماذا يكون حينها منطقيا: هل يعزل الله ملكا ولاه الملك ونبيا آتاه ما آتاه. بل يؤتيه ملك أبيه الذي هو أحق به ويرد عليه حقه. وهنا يصبح نبي الله دواود ملك على بني إسرائيل ويرجع طالوت ملكا على بابل. وبعد ذلك يكون لنبي الله داوود ولد هو النبي والملك من بعده وخليفته. ويكون لطالوت الملك النبي ولدان توأمان فيصيران نبيان من بعده وملكان معا، أو لاستحال أن يكون ملكان في نفس الوقت على نفس المملكة. وأنت ترى التناغم الاسمي: طالوت، جالوت، هاروت، ماروت. وتجد في التاريخ البابلي كلمات مماثلة مثل عشتروت.
ودليل نبوة هاروت وماروت قوله سبحانه: “وَمَا أُنزِلَ”. فالعلم الذي تلقياه نزل عليهما وحيا من الله. في زمن مميز اختلط فيه عالم الجن بعالم الانس وصار النبي سليمان يجعل في مجلسه عفاريت الجن والمردة وحتى الطير التي تكلمه ويكلمها. وعنده شياطين يعملون له ما شاء. وهو صديق لهما كما كان والدهما صديقا لوالده وكل منهم نبي وصاحب مقام وقدرات ومعارف وتسخيرات. في هذه الفترة العجيبة طلب بعض الكهنة في بابل ذلك السر المحرم رغم الإنذار المسبق بأنه فتنة وكفر. وهنا سر معرفي عظيم مفاده أن أنبياء الله ورسله (الذين لم تخل منهم قرية ولا أمة ولا حضارة ولا مدينة في التاريخ الانساني ضمن تسلسل وتوزيع مكاني وزماني عظيم وحكيم والشاهد في القرآن: “وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)” (فاطر)) علموا مختلف العلوم للبشرية كاللغات (النبي شيث مثلا) وعلوم الحساب والطب والهندسة (النبيان الياس وادريس)، وعلوم الكونيات وتفاصيلها وأسرارها وشيئا من علوم الساعة والمستقبل (أنبياء المايا وأنبياء في حضارة سومر) وعلوم الطاقة وفنون الدفاع (اأنبياء هندوستان والصين ومن بينهم بوذا نفسه) وغيرها من المعارف وصولا للفنون المحرمة وأنواع من السحر في حكمة ربانية عظيمة. تأمل إذا الآية: ” وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)” (البقرة).
مع التنصيص على أنهما ملِكان لا ملَكان ولو ردد أنهما من الملائكة كل سكان الأرض فقانون الله الحتمي المختوم لا يمكن لأحد تغييره وتبديله والملائكة لا يُنزّل عليهم بل هم ينزلون من أمر ربهم. ولا يَفتنون ولا يُفتنون. ولا يتواصلون مباشرة إلا مع الأنبياء والرسل حصرا. أما البرهان على صحة القصة التي حدثتك بها فهو عقلك وحسن نظرك بالأساس. فإن رأيت غير ذلك فحرية رأي وفكر لا حرج فيها.
4/ السحر الأسود: هو الأخطر والأشد فتكا. وقد أظهر الله خطورته في مباشرة العلاقة بين الشياطين والبشر الذين يأخذون عنهم ذلك. وهو سابق في الظهور للنبي سليمان بلا شك. فهو قوة من قوى إبليس التي منحها الله له ضمن حكمته في خلقه وتكليفه ومنحه شيئا من قوى الشر.
يقوم على التسخير المباشر للشياطين والارواح السفلية بطقوس محددة ولا يعبث بالمشاعر كالسحر الأحمر بل يدمر ويفتك ويخرب لأنه يفتح بوابة بعدية لدخول الشياطين بشكل مباشر للبعد المادي ويقوم على أمور يصعب حصرها كلها شر وأذية وتسليط.
“وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ” (البقرة)
إنه سحر إبليسي سفلي. وتلك التي يقولون أنها تسبيح موسى لله: آهيا شراهيا أدناي أصباؤت آل شداي. ما هي في الحقيقة سوى طلسمة مما كانت تتلوه الشياطين زمن النبي سليمان لفتح بوابات عبور الشياطين وخاصة ابليس نفسه لينفث شره في كهنوت الشيطان الذين يبلغون أعلى مستويات السحر ويتحولون بدورهم إلى شياطين إنس وهؤلاء كفرة فجرة فسقة ماكرون مفسدون في الأرض يتعاقبون عبر الزمن ولديهم منظمات وتنظيمات سرية وعلى رأسها تنظيم “العين” ثم تنظيم “الزوايا التسعة”.
والمضاد لهم بشكل مباشر في كل زمن هم اولياء الله الصالحون أصحاب السر الحقيقي القادر على هزم السحر.
وفي قصة المواجهة بين ولي الله الكبير مولانا معين الدين الجشتي والساحر الهندوسي وكان وزير الملك في أجمير حينها عينة من ذلك.
وفي كل زمن يجعل الله أقطابا لأهل الله ويؤتيهم معارف روحانية ويسخر الرواحين (كائنات نورانية قوية جدا) مع الصالحين. فيكون من بين مهامهم تنوير الناس وحمايتهم من العوالم السفلية ومواجهة السحرة وإبطال ما يفعلون. وكذلك نشر العلم الصالح وتقوى الله.
وفي الجهة المقابلة يظهر دهقانات السحر الأسود ولديهم من الجن والمردة والشياطين ما لديهم. وتكون مهمتهم الأذية والافساد والتخريب ونشر الجهل والفساد والفوضى وخدمة مصالح كل فرعون وكل نمرود.
ثم تتصارع الانوار والظلمات. رغم أن الظلمات أشد انتشارا وظهورا. وكل ذلك بإذن من الله وحكمة لديه.
فهذا ملخص لأنواع السحر الكبرى وفق ما فتح الله على القلب.
وتفاصيله في كتابنا السر الحرام.
وليعلم كل عاقل أن السحر الذي يراد به الأذى هالك من مارسه وهالك من طلب أن تتم ممارسته على أحد. كفر بالله وكفر لنعمة الله. واستقواء على الناس بمعصية الله. وانتصار بالشياطين الملاعين وفجرة الجن الكافرين على خلق الله. وأذية وظلم وإجرام وقتل سيحاكم الله من يقترفه ويعاقبه عقابا شديدا ولو نجى من محاكم البشر لأن السحر جرائم تنجو من عين القانون العمياء.
وهو من أشد القوى بل أشدها في يد الشر. ومستخدم بشكل فوق التصور في العالم تاريخا وواقعا. وله آثار كثيرة عميقة على الأفراد وعلى الشعوب. دون ذكر قدرات التخييل والايهام والتلاعب النمطي واللغوي والصوري والشعاعي والذبذبي والهيولي وما يتم توظيفه من موسيقى واعلام وسينما وبرمجيات. مما يصنع الشخصيات الفاسدة المتآكلة: المنومة الاستهلاكية والدمى البشرية. الشاذة والملحدة وعبدة الشيطان. والمتطرفة التي يبلغ منها تفجير الجسد. ضمن جرعات من البرمجة العصبية اللغوية والتنويم المغناطيسي الجانبي والمباشر. وكذلك المخدرات (كبتاغون وافلانكا أو زومبي وغيرها) ومخدرات رقمية برمجية. وصولا للسحر الأسود والأحمر والتخييلي.
إن ما ذكرته لك الآن مسائل على غاية الخطورة وليست من باب السفسطة. ومن لم ينتبه وأنكر وجحد فهو بين أمور ثلاثة: جهل تام وعناد وجحود.
أو وقوع تحت التأثير والتخدير والوهم والتخييل الذي من أسراره زرع الانكار لما وقعت الضحية فيه.
أو أنه أحد صناع هذا الأمر والعاملين فيه.
نسأل الله الحفظ والسلامة.
سوسة 04/12/2019 00:23
# السحر، السحر الأحمر، السحر الأسود، السحر الأصفر، السحر التخييلي، السحر كفر، معنى السحر