2 دقائق للقراءة
ما الشعر؟؟
سؤال يدعي وجود إجابة!!
كيف نكتب؟
هنا مكمن جميع الأسئلة..
سوف أشهد على يدي..
سأشي بأناملي..
ولسوف أبلغكم بكل ما دبرته جراحي ليلا من نزيف وأحلام وكلمات..
لي أن أتكلم عن الشعر والكتابة..
ليس لمعرفة ودراية كما قد تظنون..
ولكن لأني منذ عشرين عاما أتعرض للضرب والسلب والتجويع والترويع من قبل هذا الذي أتساءل عنه -السيد الشعر –
ولأني لم أستطع برغم كل تعويذات سحرة العقل وكم الأدوية المسكنة التي سقانيها حجر مثقف يقبع في سراديب نفسي كي أشفى ببركات الجماد من ألق الروح – لم استطع لحظة أن أتوقف عن إمداد عدوي الأزلي – الكتابة – بكل تفاصيل دموعي وأشواقي وقصص خيبتي المتسمرة ..
عدو يمنحني كنها ولونا – عدو رائع..
لماذا أعادي فعل الكتابة؟؟
كلا – بل أعادي انفعال الكتابة..
هذا الذي لعُمر من الشوك والجمر والأحلام الخائبة ظل يمطر في شراييني نارا وشظايا وبعض محاولات هروب فاشلة..
هذا الذي ينتابني دون رأفة ويقتحمني دون إذن ليدعني قلعة يعوي فيها الخراب..
هذا الممكن المستحيل – القبيح الجميل – القصير الطويل – اللمح الأبد – الروح الجسد – الكتابة الانفعال الذي يؤدي إلى فعل الكتابة ذاتها – عدو حقيقي لرجل محترم وعصري مثلي – لا تكترثوا للصعلوك الجاثم في مقلتيّ والذي يتلوى الآن على الأرض من شدة الضحك – وطريق قاس جدا لمرور الفناء نحو آفاق السرمدية..
لأقف قليلا ولأستحضر كل كنايات اللغة وشياطين الشعراء – هنالك في واد عبقر يجتمع الجن كل ليلة ليشنوا غارة جديدة على معاقل عقلي ومجامع ثقافتي – ثم يتركونني فاغر الحيرة كبدائي شاهد لتوه سفينة فضاء-
سأقف قليلا – أتظاهر أمامكم بالفهم والدراية، ولتعذروا خربشات طفل ساذج وبدوي أهوج، قفوا إن شئتم قليلا، أو امضوا سالمين..
ما الشعر إذا؟ وكيف تكون الكتابة؟؟
الشعر صرخة في وجه العدم.. كف جمال تصفع وجه القبح.. ثورة كريم يعصف بالذل والخانعين.. فإن لم يكن الشعر كذلك.. فهو مجرد دبيب نملة سكرانة على وجنة رمل يهز جنباته ريح عقيم..
الشعر قافلة دموية الخطى..
الماء الذي نظمأ إليه..
لا ينفع يدا للكتابة..
ربما يخشى البعض الكتابة بالدم..
ربما يمتهن البعض الآخر الكتابة بالماء..
الأمر منوط بالخنجر..
إن طعنك حقا..
كبتت بدمك..
وإن عقد معك صفقة مقابل روحك وصدقك..
انهمرت حروفك ماءا ودراهم كثيرة.. فللماء رواده.. وللدم ضحاياه..
الشعر ما أراه.. ما أحاول كتابته.. ما أحلم بتحقيقه..
والكتابة كون أكبر.. حين نقر بأننا نكتب قد نتجنى
على الكلمة.. إن الشعر يكتبنا أكثر مما نكتبه..
يمنحنا هوية وذاتا ومعنى.. يجعل لنا أسماء يذكرها الناس..
وأحاسيس يراها الزمن.. فمن منا يكتب الآخر حقيقة؟؟
ومن منا – من منكم – يدعي معرفة مصدر حرف واحد مما كتب؟؟
السيدة زينب – دمشق
2009-01-17