في مقام الخمرة القدسية

11 دقائق للقراءة

دروس الفتح المحمدي : في مقام الخمرة القدسية.

🍃معاني عرفانية وكلام عن أحوال الله، وسكرهم بحب الله🍃


الحمد لله الذي علينا تجلى وعنا ما تخلى, الذي اختار واصطفى واجتبى وعين وولى، وجعل العذاب على من ظلم واستكبر وتولى، و قال لمن قال: رب ارجعون كلا، الذي هدانا لخير ملة، وجعلنا في ثلة وفي قلة، ورحمنا وكنفنا وعرفناه وعرفنا، وعن كل سوء صرفنا، و في كل خير صرفنا، وبهذا الدين شرفنا، وعلى حبيبه محمد بعد ذاته عرفنا، وعلى آل بيت النبي الأتقياء الأوفياء دلنا وأعزنا فما أذلنا، وكثرنا وما أقلنا، باكثار سر لا إله إلا الله وبأمطار أنوار محمد رسول الله، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ومولانا ونبينا محمد نبي الهدى، ونور المدى، خير من دعا الى الله وخير من هدى، الذي زاده الله سؤددا، وخلقه سيدا، ومتن سره جيدا، وخلقه في السماء احمدا، وكناه وناداه وسماه في الارض محمدا، سيدنا محمد النبي الهادي، نور الله البادي، أشرف العباد، قمر الله الساري في الآباد و الآماد، رحمة الله بالعباد، صلى الله عليه و على آله على قدر سره و جماله، و نوره و كماله، و على قدر صدق حاله، و على قدر ما منح الله من نور وصاله و عظيم نواله، وعلى قدر ما خطر الله في خفقه قلبه و في فكره و باله و همه و انشغاله، وعلى قدر ما متن الله من حباله، و على قدر ما جعل من سر النور في آله، و على قدر ما جعل من سر التأييد في رجاله، و على ما جعل له من نور الولاية في أقطابه و في أبداله، و على قدر ما شرفه بأمه و أبيه و عمه و خاله، و على قدر ما كان من سامق قامته و من شريف نعاله.
اللهم صل عليه وعلى نوره، و على كماله وعلى حسنه وعلى جماله، وعلى سره و على جلاله، وصل عليه وعلى أنوار خصاله، و صل عليه وعلى حقيقة حاله، وصل عليه كما تصلي عليه بين ميم سره و داله، اللهم صل عليه و صل عليه وصل عليه و على أسيدنا آله.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت ونعمت وكرمت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
سبحانك اللهم لا إله إلا أنت لا نملك إحصاء لثنائك، ولا إحصاء لآياتك، ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا و إنك أنت الغفور الرحيم، وإنك أنت المولى الكريم.
أحبابنا في الله وفي رسول الله، في هذا الدرس من دروس الفتح المحمدي، في هذا السر الأسمري والنور الخضري، نتكلم في عظيم فضل الله على أن عرفنا به وعرفنا بآل بيته الكرام ضمن فضل الانعام و الاحكام، و ما عليه من أحكام، و ما جعل عليه الله من أقفال و من أختام، و ما جعل عليه من اصر و من سر و من إلزام، ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد ابتدى بسره في الكلام، وصلى على نبيه بالصلاة والسلام، وجعل عليه نوره وكناه بالامام، ذلك النبي الهمام، الذي يسعى بنا إلى الأمام، سيدنا محمد أول المسلمين ومسك الختام، هذا الإمام العظيم الكريم بالمؤمنين رؤوف رحيم.

من نعم الله علينا أن عرفنا أولا بذاته، فقد دلنا الله عليه به، و هدانا منه إليه، و أوصلنا و دلنا عليه، ذلك فضل الله يهدي به من يشاء، و يأتيه من يشاء، و يؤتيه من يشاء، و يجعله عند من يشاء، فالله حين شاء قبل المشيئة التي أتت بالدنيا و أتت معها الدنيا و شاء في الأرواح قبل الأشباح أن يجعل أرواحا عارفة به و أخرى مخذولة معزولة محجوبة عنه، فإن التي عرفها به شرفها، و إن التي لم يعرفها به صرفها، فصرفها، فجعل فيها ما فيها مما أبداها و مما يخفيها، من سر حكمة اظهرها بعد إظهار الوجود بقوله: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين، و قال: اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو، أي أن الله خلق الأنوار و الظلمات و جعل عدوا لعدو خيرا لشر ليلا لنهار على ذلك من عنده بسر حكمته القديمة التي لا يحيط بسرها الكامل إلا هو.

فكان من عظيم تشريف الله سبحانه وتعالى للصفوة الذين أحبهم أن عرفهم عليه بالأرواح، فلما أن سقاهم خمرة، سكروا بها، وسكرت بهم، فلما سكرت بهم، أنبأت عنهم، ولما سكروا بها، أنبؤوا عنها، فكان من كلامها عنهم أن قالت: هؤلاء أصفياء الله، وكان من كلامهم عنها أن قالوا: نحن ذقنا من خمر الله، وصفونا بالله، وقالوا: صفت الحضرة و طابت الخمرة وجاءت البشرى من أهل الله، فلما كان هذا الأمر قبل تحقق هذا الوجود، جعل الله لهذه الخمرة سيدا، وجعلها له تاييدا، وجعله بها مؤيدا و مؤيدا، سيدنا محمد، سيدنا محمد ساقي الخمرة القدسية الإلهية، التي فيها أسرار هذا السر، فيها خمور الأنس و مجالس القدس، فيها خمور الجن و الانس، و فيها ليالي الأنس مع الله سبحانه و تعالى، تلك الأيام قبل الأيام، وتلك الأعوام قبل الأعوام، و تلك اللحظات قبل اللحظات، و تلك اللحاظ قبل اللحاظ، و تلك المواقيت قبل المواقيت، و تلك السجدات و الخفقات والخطرات عند رب العالمين، لما أدناهم إليه و كشف الحجاب بينهم و بينه، فلما رأوا جماله تمايلوا، و لو لا أن سكروا بالجمال لأحرقهم الجلال، فإن الذين لم يسكروا احترقوا، و غرقوا، وإن الذين سكروا تمكنوا من أن ينظروا إلى ذلك النور، و أن يتمايلوا تمايل الأغصان و تمايل الألحان في كنف السرور و الحبور، إذ قالوا: يا نور يا نور يا نور يا نور على نور، فكان الله ضياء الديجور، النور على نور، أبدى بهم سره، و خمورهم به تدور، وخموره بهم تدور، فإن هذه الخمور التي تدور بهم تدور بسرهم، وإن التي تدور به أي تدور بإذنه و نوره، فهي خمور ليست كالخمور، ما فيها من زور، و ما فيها من ديجور، و ما فيها من شرور، و ما فيها من مخدوع و لا مغرور، و ما فيها من غر،ير و ما فيها من مخذول، و ما فيها من مخذول، و ما فيها إلا منصور، يا محمد يا منصور.

هذه الخمور الربانية الأنسية، كانت معاني و كانت مباني و كانت لحظات و كانت مواقيت و كانت علوم و معارف، و ممن شربوا هذه الخمرة جبرائيل و إخوانه أي أسكروا بمحبة الله، فما أن سكروا بتلك المحبة لم يعصوا لله أمرا، شرب منها سيدنا المصطفى و كان شاربها و ساقيها في الحقيقة مع أسيادنا ابراهيم و أنبياء الله، و هؤلاء ذابوا في لا إله إلا الله، و دلوا الخلق على التوحيد، و ممن شربوا بها سيدي عبد القادر و الصالحين، وصاحب هذه الحضرة و النضرة سيدي عبد السلام الأسمر، فهؤلاء لما سكروا بهذه الخمرة هاموا في حب ربهم، فما رأوا أجمل من ربهم، و لا شاهدوا أعظم من ربهم، و لا طمعوا في جناب أعز عليهم من جناب ربهم، و لا هاموا بجنة من صنع ربهم، إنما هامت الجنة بهم، و لا سكروا بخمرة على قدر ما سكرت الخمرة بهم، فكانوا إذا ذاقوا الكأس ذاقهم الكأس، فلما أن ذاقهم اشتاقهم، و لما أن ذاقوه اشتاقوه، فجعل شوقا بشوق، و توقا بتوق، يسعى الى فوق، هؤلاء السادة سكرت أرواحهم قبل الأشباح، و مالوا و ماحوا و بكوا و ناحوا، و نادوا و ارتجوا و ما كان صباح، فصباحهم و اصباحهم أن يروا ربهم، فلما أن أدنى الله إليهم من سرهم غصنا من أغصان شجرة أنواره، بعظيم ثماره، و حقيقة أخباره، جاء في تلك الحقيقة أن سيد الشجرة وصاحب الثمرة وسيد الخمرة و سيد التمرة و الجمرة محمد، فلما أن رأوا هذا النور المحمدي الذي صدروا عنه و جاؤوا منه، هاموا بسكر في الحبيب محمد، فان أعظم سكرهم بعد سكرهم بربهم سكرهم بحب رسول الله، وهيامهم في رسول الله وابكارهم واسرارهم ومضيهم في حب رسول الله، فلما هاموا في حب رسول الله، تجلت من رسول الله أقمار في قلب رسول الله، أبداها الله لهم، هي من سر ذاته، غير مفصولة عنه، و ان كانت في ذوات صادرة منه، ذات فاطمية، ذات علوية، ذات آمنية، ذات خديجية، ذات أبي طالبية، ذات مطلبية، ذات هاشمية، ذات جعفرية، ذات حمزوية، ذات عباسية، ذات حسنية، ذات حسينية، ذات زينبية، ذوات أبناء النبي، و بنات النبي، و آباء النبي، وأبناء النبي، و أولاد النبي، و أحفاد النبي، و أصول النبي، وفروع النبي، و ما كان من سيدنا النبي، ذوات معظمة بعظمة ذاته، مكرمة بكرامة ذاته، مقربة بقرب ذاته، موصولة بوصل ذاته، مجاملة بجمال صفاته، منقات على نور مرآته ماضية في مسعى حياته، ماضية في عهد مماته، ماضية في أوقاته، ماضية في سر ربه في سمواته، ماضية في آياته و كلماته،

هذه الأنوار المحمدية، الأقمار النورانية، كان من بينها قمر جميل فريد حزين أن أن الله سبحانه و تعالى خلقه في الأولين، و جعله روحا مع علي في شجرة واحدة، و لكن الله أراد ان يجعله خاتما لهم، و قائمة لهم، يأخذ بحقهم، و يأتي على آخر الزمان روحا من الأولين في جسد من الآخرين، يعذب بالدنيا و تعذب به، و يبتلى بها وتبتلى به، ويذوق من أمراضها و اعراضها و ووفاضها ما يذوق، فيشرب من خمور الحزن، و يشرب من خمور الألم، و يشرب من خمور التيه، و يشرب من خمور أخرى، و يجعل الله فيه ما يجعل فيه من عظيم أسراره، حتى سماه النبي ،بطاووس أهل الجنة، هذا مهدي آل محمد، هذا الذي يظهره الله خاتما و خاتما، و يظهر الله معه من أنوارهم وأسرارهم و عظيم شأنهم ما ينبئ عنهم، فإن التي قتلت إبن فاطمة، هذه الدنيا الحاطمة، إنما يقتلها إبن فاطمة، و إن الذين أمشوا خيلهم على الحسين سيجعل المهدي بأمر الله على من كانوا على نهجهم خيلا من خيول السماء، كذلك الله شاء، سوف يكون المهدي يوم يبايع باكيا، يقول للحسين: يا أخي ما أفعل بملك قام على دمك، إنما تحت العرش و ما في الفرش لا يساوي قطرة من عرقك، فكيف بدمائك.
فيجيبه الحسين مبتسما و معه الحسن: و الله لقد قدمته لك راغبا، فخذه واهنأ به، فإنهم كانوا في الدنيا يتباهون به، و كان النبي إذا حدث عنه أضاء وجهه، و أشرقت سريرته، و قال لعلي: يا علي لتجدن من بعدي أثرة و لكن مهدينا سيحكم من شرقها الى غربها.
و كان الحسن وهو يسلم الحكم لمعاوية و قد أتاه أخا جهينة قال: لقد أتاني مرة أبي علي و قد وجدني أضحك فقال: يا حسن أتضحك كيف بك اذا وجدت أباك مقتولا، و كيف إذا ملك الأرض و ملك البلاد أمية وهو كبيرها واسع البلعوم يأكل و لا يشبع، يذل في عهده الصالحون، حتى قال: ثم يموت و ليس له في الأرض عاذر و لا في السماء راحم، فكذلك حتى يبعث الله رجلا يؤيده بملائكته يملك شرقها و غربها، يملك أربعين عاما، قال فلا يبقى طالح الا صلح و لا كافر إلا آمن،طوبى لمن حضر أيامه و سمع كلامه، و أعتقد أن كلامه سوف يسمع بعون الله، فطوبى لمن سمعه.

هذا الإمام العظيم كان في بشرى فاطمة، و كان في إبتسامة فاطمة، و كانت تقول: و قد أخذت منها فتك إن مهدينا سيحكم شرقها و غربها، و كانوا يفرحون به، و لما قتل الحسين كان من غايات قتله الأساسية قطع نسله، فلما أرادوا قتل زين العابدين منع الله ذلك، و منع قتل الحسن المثنى، ليبقى النسل و يظهر، و كانوا يقتلونهم في كل زمان منعا لذلك الحكم.

أحبابنا، بعض السفهاء يتكلمون اليوم أن المهدي عقيدة شيعية يهودية فاسدة سبئية، و هؤلاء السفهاء لا حظ لهم في علم، و لا نصيب لهم في فهم، و لا عرفوا القرآن، ولا قرأوا سنة العدنان، ولا لهم فصاحة ولا ملاحة،
فنحن آل البيت، ألسنتنا أفصح، ووجوهنا أملح، و أسرارنا أصبح، و نحن في سبيل الله بأرواحنا أمنح، و سبيلنا أسمح، و نفحاتنا أنفح و أرواحنا أروح، و في فضل الله نبقى و نبرح، و نسعى و نمرح، و هذا الله الذي أعطانا فنحن في سبيله يا كم نذبح و يا كم نجرح، و نبقى و يبقى معنا و ليس هنالك مطرح، و لا هو مطرح إلا لنا فيه ولي أو لنا فيه تقي أو لنا فيه شهيد أو لنا فيه عالم أو قائم أو صاحب سر أو قطب أو غوث، فمن تكلم عنا بغير علمنا فليعلم أنه قد ظلم نفسه.

إن المهدي أساس في عقائد المسلمين، إن المهدي بشرى رب العالمين لسيد المرسلين، و إنه قائد الحملة التي قال ربنا عنها: حتى إذا جاء وعد الأخرة ليسوؤوا وجوهكم، من سيقود هذه الحملة، عاويتهم أو يزيدهم، أم الذين أزيدهم، إنما يقودها ،إبن فاطمة الزهراء، و هذا وعد الله في السماء، قد تأكد و تأبد و توحد، و ما طواف الحيوان في أرض البشر اليوم، إلا برهان على اقتراب وعد من السماء فإن الله قد ألهم الحيوان أمرا يكون من أمرهم يوم القيامة، إذ الوحوش حشرت، يوم تحشر الوحوش تحيط كل وحوش بآبائها و تطوف بها طواف الناس بالكعبة، و يطوف الناس كل أمة بامامهم، و يطوف كل أمة برسولهم، و يأتي كل أمة مع شهيدهم، فيطوفون طواف الناس في الحج، ثم يأخذون الى المحشر، فيطوف الحيوانات، فلقى الله في هذه الكائنات أنه إذا جاء أمر سماوي جلل بدأت تطوف.
قبل أن يأتي طوفان نوح كانت الحيوانات كلها تطوف، كانت تودع الدنيا، و كانت تطلب العفو من ربها، فإذا جاء أمر ربها أخذ الكل و لم يبق إلا من كل زوجين اثنين، فكذلك يفعل الله إذا أراد.
فهذه بينات ستزداد بعون الله و هذا الزمان زماننا، و زمان هذا الأمر، من أراد أن يتكلم عنه بعلم فليفعل و أن كلامنا هذا لا يعني أننا نأتي ببدع من الكلام، أو ندعوا إلى تنظيم أو ما شابه، إنما نؤكد عقيدة من عقائد المسلمين وهي من عقائد الانتظار، و هذه العقيدة الانتظارية، لا تعني التواكل و لا تعني ترك الأسباب، إنما تعني المحبة و اليقين، و حتى ان لم يكن يكن في زماننا، فشرف لنا أن نتكلم عن هذا الامر بشجاعة و يقين.

أيها الأحباب، أيها السادة الكرام، أيها الصالحون الأكارم، أيها الأحبة المستمعون و المشاهدون، أيها الأحباب هنا و هناك، إنما نتكلم عن هذه المسألة لأن الحضرة الربانية تدوي أبواقها و تضرب طبولها لإعلان هذه المسائل، و ترسل إلينا الرسائل، في مناماتنا و أحلامنا و يقظاتنا وإن مدرسة آل بيت النبي المظلومة المكلومة، والتي حاول أعداؤها اخفاءها، قد بدأ ابداؤها و ظهر ابداؤها و آن ابداؤها، و أعظم بإبدائها، و أكرم بابدائها، إذ أعلنا ابداءها بلا ابطاء، فقد طال ابطاؤها و ألغينا ابطاءها، هذا و قد عينا سلاطيننا و خذلنا سلاطينهم من سلاطين البواطن, و عينا أن هذا الدين منصور بإذن الله، و أن هذا الامر مكفول بإذن الله.

أيها الاحبة إن القلوب المليئة بحب الله، والتي تتشوق للقيا الله، مستعدة للرحيل، وأن هذه الدنيا دار فناء لا دار بقاء، فمن أراد أن يلقى الله و الله عنه راض، فليطرق باب الله بالله في حب الله بسر لا إله إلا الله و بسر هو الله و بسر لا إله إلا أنت و لا اله الا هو، وليطرق باب رب العالمين بسر سيد المرسلين سيدنا محمد، وليطرق باب سيدنا محمد باسرار آل بيته الكرام و الصالحين الكرام، وليأتي مخبتا مهطعا و ليأتي مطيعا ذلولا منكسرا، و لا يقدم بين يدي الله و رسول الله من أعماله و حسناته شيئا، فإن حسناته ما تكون إلا كسيئات المقربين، و لذلك عليه أن يقر بذنبه و يطلب ستر ما يكون من عيبه، و أن يطلب براء لقلبه و تيسيرا لدربه و تمتينا لحبه، حتى يأتي على ربه و يأتي إلى ربه، فإذا أتى على الله و أتى لله و كان من أهل الله، فقد غفر له، و المقبول بالقبول مقبول و الموصول بالوصول موصول، فلذلك نسأل الله لنا و لكم خيرا ووفادة، و خيرا و زيادة، وأن نكون من أهل القيادة و السيادة،
إن الله سبحانه و تعالى أبدى أمورا و أخفى أمورا، وقد كشف لقلوب الصالحين ما شاء، فسلام الله على عبد السلام الأسمر في الصالحين و سلام الله على عبد القدر في الصالحين و سلام الله على أحمد الرفاعي في الصالحين و سلام الله على أحمد البدوي في الصالحين و سلام الله على ابراهيم الدسوقي في الصالحين و سلام الله على معين الجشتي في الصالحين و سلام الله على إبن مشيش في الصالحين و سلام الله الشاذلي في الصالحين و سلام الله على أحمد التيجاني في الصالحين و سلام الله على إبن عروس في الصالحين و سلام الله على محرز في الصالحين و سلام الله على سيدي حميدة في الصالحين و سلام الله على سيدي الدقداقي و سيدي حمد الفرجاني في الصالحين و سلام الله على سيدي الناصر في الصالحين و على جميع أولياء الله الصالحين و على السيدة منوبية و أم الزين الجمالية و سليمة الدرعية و فاطمة أمة الرحمان ام الخير و سلام على الصالحين أجمعين و سلام على قائم آل محمد، المتكلم بسر آل محمد، المنفوح بنور آل محمد، القادم بمدد من سيدنا محمد بأمر رب سيدنا محمد، المنصور الظاهر المخفي الذي يبديه الله بداء كبيرا، و يخفيه خفاء كبيرا فيكون ظاهرا كالجبل، و مخفيا كسر في الجبل، و يكون على هذين الحالين حتى يظهره الله بأمره، و يمتعه بسره، و يعطيه من مقاليد حكمه، و يعطيه من أسرار قوته، و يجلي عليه من أسمائه وصفاته، و جعلنا الله له جندا و الحمد الله رب العالمين و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

🍃الشيخ الدكتور مازن الشريف🍃

مقالات ذات صلة

في شهود البيت العتيق
وأنت بجوار الكعبة المشرفة، تشهد المشهد العظيم، ترى بعينك الطائفين، وترى بقلبك الأولين، وتنظر بروحك إلى وجوه النبيين، من آدم الأول، بعد أن تاب...
3 دقائق للقراءة
عن الحق والباطل
كل فضيلة تقع بين رذيلتين.الكرم بين البخل والتبذير.والشجاعة بين الجبن والتهور.وكل حق يقع بين باطلين: باطل يحجبه، وباطل يسعى لتزييفه. هكذا حدثتني الروح، وهكذا...
< 1 دقيقة للقراءة
في مقام الوالدين
عظم الله قدر الأم، وأبان عن عظيم شرفها في كتابه، وأوصى الإنسان بوالديه ووصّاه ببرهما، فقال عز من قائل: ﴿وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ حُسۡنࣰاۖ﴾ [العنكبوت...
2 دقائق للقراءة
وظيفة الاستغفار
وظيفة الاستغفارمن الوظائف الخاصة في الطريقة الخضرية العلية.مع صدق الرجاء وإخلاص النية في الدعاء، والتوجه القلبي الكلي إلى الله، والتوسل بمن للوسيلة ارتضاه.لها بفضل...
2 دقائق للقراءة
في حكمة القبض والبسط
في حكمة القبض والبسط والفناء والبقاء ومما يثير الدهشة في الحياة، قدرتها على التلون والتبدّل والانتقال من حال إلى حال، وهي في ذلك تأخذ...
2 دقائق للقراءة
لقاء على بساط المحبة
على بساط المحبة والأنس بالله، كان لقائي بالشيخ خالد بن تونس شيخ الطريقة العلاوية، وقد كان لقاء منفوحا بحب الله ورسوله، محاطا بسر أهل...
3 دقائق للقراءة
عن الطريقة الخضرية
قد يظن البعض ممن لم يطلع على الرسائل ، ولم يفهم المسائل، أن الطريقة الخضرية بدع من القول مما افترى على الأمس اليوم، وبدعة...
2 دقائق للقراءة
صم عاشوراء ولكن
كل عام أكتب عن عاشوراء، ويغضب الكثيرون.حسنا، لن أقول لك لا تصم يوم عاشوراء، لكن إن كنت ستصومه فلا تفعل ذلك ابتهاجا بنجاة موسى...
3 دقائق للقراءة
خطبة بين الروح والقلب
الحمد الله مبدي ما بدا، وهادي من هدى، الذي لم يخلق الخلق سدى.والصلاة والسلام على نبي الهدى، ونور المدى.من عز بربه فساد،  اتباعه رشَد...
< 1 دقيقة للقراءة
عن القرآن الكريم
ليس القرآن فقط مصحفا من ورق، عليه كلمات مطبوعة، تطال نسخه أيدي الآثمين.فيقرؤه قارؤهم والقرآن يلعنه، حتى يقتل خير الناس اغتيالا في المسجد وهو...
2 دقائق للقراءة