2 دقائق للقراءة
اغتيال الشهيد اسماعيل هنية في مقر إقامته بطهران، ضمن حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ضربة مدروسة وعميقة ومزلزلة.
كل تهاون في وصف الحدث الجلل، أو تهوين له، أو تقليل من خطورته، بأي دافع كان، هو دعم للكيان، وهروب من الحقيقة، وإيغال في العنتريات الفارغة، والشعارات الرنانة التي لا معنى لها، وتعميق لنقاط الضعف الكبيرة، ومكامن الاختراق التي عبر منها العدو.
لأن عملية اغتيال كهذه تكشف وجود اختراقات لا شك فيها، وخيانة وتآمر وعمالة. بل هي رسالة قوية وضربة عنيفة لزعزعة الصف الواحد، وضرب محور المقاومة في العمق، ودعم المشككين الذين طالما تنادوا بان ايران هي “الوجه الآخر للعدو، وأن بينها وبين االصهيونية تنسيق كبير”….
هذه الاصوات تتعالى اليوم، متخذة اغتيال الشهيد هنية ذريعة وحجة ودليلا وبرهانا.
متناسية كل ما قدمته الجمهورية الاسلامية لخدمة القضية الفلسطينية ودعم المقاومة.
ساقولها مرة أخرى: لقد كان طوفان الأقصى وما جرى في السابع من أكتوبر أمرا ذا وجهين: وجه ظاهر يسرنا، ووجه خفي يضرنا، أشرت إليه منذ اليوم الأول دون تفصيل.
كما أكرر ان استشهاد السيد رئيسي له ما خلفه، واحتمال الاغتيال كبير جدا، وهو اعتقادي منذ سمعت خبر فقدان الطائرة الرئاسية.
وأن ما بعد اغتيال الشهيد ابو العبد، والقائد الشهيد فؤاد شكر، حرب ضروس، تشيب لها الرؤوس.
وعلى المقاومة، ومحورها، أن تفهم دقة وخطورة وحرج المرحلة، وأن الهجوم الناجع الفعال كرد فعلي لا كمجرد رد فعل، أمر لا مناص منه، وأقل ما يكون فيه رد الاعتبار والقصاص والردع.
هي الحرب بلا ريب ولا شك، ومن لا يتحرك الان ويهاجم ويضرب بقوة سيتم شل حركته واغتيال قادته بلا استثناء، فالعدو يمتلك مخابرات قوية وآليات تجسس عالية الدقة، لكن كنزه الاغلى وسلاحه الاقوى: الخونة والعملاء، ودول بعينها تساعد وتعين وتساهم، بعضها عربي للاسف الشديد.
ستسقط المزيد من الأقنعة، وكل ضعف تم إخفاؤه سيكون بابا لضربات أقسى وأشد إيلاما.
هذا لا يعني الخوف والتراجع، إنما يعني الحذر والمراجعة، والكثير الكثير من الصدق مع الذات، والضرب على أيدي الخونة قبل غيرهم.
واليقين أنها حرب كبرى إقليميا وعالميا، ولا مرد لها، سوى تلك المعجزة، لمن كان يؤمن بالمعجزات…