4 دقائق للقراءة
شغوف…منشغل دائما بشغفه…ربما تحاشى الشهوة… وربما مشى مشية المنتشي في لحظة طيش..لكن نشوته سرعان ما تتلاشى حين يشويه الشوق بشواظه المشتعل…
هو كالطاء…بريء من الشيطان والشيطنة، وكالراء بَراء من الشرّ والأشرار….يطلّ من شرفته على الأشياء…ويدافع عن شرفه في مملكة الكلمات.
احذر أن تبني له بيتا من القش…أو أن تحدّثه عن براقش…أو تكتفي بالقشور…عليك أن تخشى الشرر…فـ”معظم النار من مستصغر الشرر”.
أشار مرة إلى شارع…وابتسم…كيف كانت المدن تكون لولا شوارعه…وشرائعه أيضا…لكنّ أجمل ما يملأ وجدانه نشوة: الشعر…فالشين شاعر…ذو مشاعر جياشة…وله من الفلسفة دهشتها أمام مشاهد العالم.
يضحك الشين كثيرا حين يمضي إلى الغابة…فهو في كل شجرة من أشجارها، وفي كل فراشة من فراشاتها… لكن ما يطربه حقا مروره أمام شجرة مشمش…فهي ملك له…مع الميم طبعا، وشراكتهما تمتد إلى ما أهم من ذلك وأكبر: إلى المشتري والشمس…ففي كل شعاع لها تجد الشين شامخا بشوشا…
قال بعضم أنه حرف مرتش…فقد كان سينا في البداية…غير أن رشوة من ثلاث نقط حوّلته إلى شين…وقيل أيضا أنه رمز للمعيب الشائن…غير أن الشين يتبرأ من كل ما يشين، ولا يشي بشيء…هو يبغض الوشاة..ٍ.ربما رأيته يشتدّ عليهم في قصص العشاق…فله مع العشق وشائج وشجن…هو كالشمع يذوب كلما ذكر إشبيلية ولياليها…يفترش الأرض وينتعش بالمطلق…
وربما رأيته في أحد شوارع قشطالة أو أسواق مراكش يرافق الشيخ الششتري وينشد: شويّخ من أرض مكناس…وسط الاسواق يغني/ اش علي أنا من الناس… واش على الناس مني .
الشين نجم الشاشة اللغوية…هو في حرف كل نشيد وفي صوت كل منشد…يقف رابط الجأش يردد النشيد الوطني…ولربما تسلل عبر خيوط الشبكة…وشِباك الشين كثيرة…من التي تقع في شراكها السمكات المشاكسات…إلى التي تنسج من العالم شبكة واحدة…لكن أجمل شباكه تلك التي نسجتها عنكبوت أمام غار تحجب البشير عن شرار البشر.
وبين شبكات التواصل وشباك الصيادين…يفتح الشين شُبّاكا ويرتشف بعض الشاي…ذكروا أن رحل إلى طشقند أو مدغشقر…وقيل أنهم رأوه في عشق آباد أو في الشيشان…لكنّه يعشق الشام ويحطّ كريشة حمامة في دمشق…لينساب كريشة فنان من أبيات الشاب الظريف إلى زركشات الأثواب الموشّات ونقائش الحلي ونقوش الجدران…
والشين شاب على الدوام…يحمل في ذاته ثورة الشباب..يردد صرخة الشابي: إذا الشعب يوما…ويهتف كحشّاد: أحبّك يا شعب…لكنّه يرتعش كلما رأى الشعب يتحوّل إلى عشب في فم جشِع باطش…
صحب أشعب وأكل حتى شبع…وجرى مع الشنفرى في الصحراء مع الفؤاد المشيّع….وضحك من أبي كبير الهذلي مرتعشا من تأبط شرّا……ردد كلمات الأعشى …وثبت في ذي قار مع شيخ بني شيبان…وتوسّم في شيبة خيرا.
والشين عالمي أيضا…من ملحمة قلقامش البابلية…إلى مسرحيات شكسبير …يقف على خشبة المسرح منتشيا بتشجيع المشاهدين…وربما حدثك عن خشبة النجاح في حكمة كونفشيوس …وعن بوشيدو الساموراي ومبادئ الشوغون وقيم الشنتو …أو رحل بك مع بودي دارما إلى معبد الشاولين …ولعّله حطّم كل الأخشاب بمطرقة نيتشة وأعاد تشييد العالم بفكر زرادشت….
لم يبلغ الشين رشده دون شدائد…لكنه كان شديد البطش بالأوباش…عنترة بن شدّاد يشغل البيد شعرا ويشعل الصحراء شجاعة…وهو ابن رشد ينشُد الحكمة…وهو البِشر والبُشر في محيّا الشافعي ووجه بِشْر الحافي يدعو بخشوع.
لا يطلب الشين الشهرة، وكشهريار يتعشّق شهرزاد، ولعله رحل بك شهرا إلى شهرزور لتلتقي ابن الصلاح الشهرزوري .
عشرة أعوام مرت..عشرون…ستجد الشين بشوشا كما تركته…وفي عاشوراء سوف يبكي الشهيد…لكنّه يجدد شموخه في كل شهادة… وفي كل مرة يحمل النعش أو يكون في النعش ..يستشهد ويشهد…سيكون من الأشهاد الشهود الشاهدين في اليوم المشهود..
للشين أشكال كثيرة وتشكلات عديدة: قد تراه قائد جيش…موشى بالنياشين…او ملكا على عرشه من حوله الحاشية والخدم والحشم…أو لعلك التقيته شيخا في سوق الشواشين يشتري شاشية…أو شابا يحرك طربوشه للأمام زهوا أمام شابة نشوى…أو أي شخص في أي مشهد شئت…
إن أشكل عليك أمر واحتجت لشرحه فعليك بالشين، ومن شرح المعلقات السبع إلى شروحات القصائد والكتب الكثيرة، يشرد فكره، ينظر للمشردين في أصقاع الأرض وفي أروقة المكتبات، حتى الكتاب يمكن أن يكون شريدا أيضا. يشرُدُ…يشخص ببصره ويشخّص الأمور….ماذا بقي لشخص مثلي أن يقول عن حضرة الشين…لا شيء….سوف يعيش في عشّ اللغة كطائر مدلل، وسيشمخ في أكوانها..شماتة في من يكرهونها…ولا يقدرون على أمرها من شيء.
أبو الحسن الشستري(610 هـ – 668 هـ) شاعر زجال ومتصوف أندلسي، وصفه لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة بقوله:’”عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل وادي آش معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قايماً عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل”.
للشيخ الششتري، من أشهر الزجل الصوفي على الإطلاق، حفظها أهل المشرق والمغرب وظلت تغنى إلى اليوم.
محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شمس الدين (661 هـ – 688 هـ/1263 – 1289م)، شاعر مترقق، مقبول الشعر ويقال له أيضاً ابن العفيف نسبة إلى أبيه الذي عرف بالعفيف التلمساني، وكان شاعرااً أيضاًا. لقب لرقته وطرافة شعره بالشاب الظريف، فغلب عليه هذا اللقب وعرف به.
أعشى قيس (7 هـ/629 -570 م) هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة بن نزار. لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلا ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر. ويكنى الأعشى: أبا بصير، تفاؤلاً. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره.
كونفشيوس الحكيم…من أكبر حكماء الصين. ومن حكمه: الغرور هو المسمار الأول في خشبة النجاح.
البوشيدو قانون يلتزم به الساموراي، الشنتو ديانتهم، والشوغون قائد الساموري: مقاتل السيف الياباني.راجع كتابي فن السلم. الجزء الاول.
بودي دارما أول معلم نقل تعاليم البوذية من الهند إلى الصين وعلّم فنون الدفاع في معبد شاولين الصيني في القرن الخامس ميلادي. راجع كتابي فن السلم.
تَعَشَّقَ فَتَاةً : صَارَ عَاشِقاً لَهَا وَمُحِبّااً ، أَيْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا تَعَلُّقاًا شَدِيداًا.
شهرزور (sharazur) أو حلبجة الجديدة : بلدة كردية عراقية تابعة لمحافظة السليمانية.
أبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ ابْنُ المُفْتِي صَلاَحِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بنِ عُثْمَانَ بنِ مُوْسَى الکردی، الشَّهْرُزُوْرِيُّ، المَوْصِلِيُّ المعروف بابن الصلاح أحد علماء الحديث تفقه على والده بشهرزور، ثم اشتغل بالموصل مدة ثم درس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس مديدة، فلما أمر بهدم سور المدينة، نزح إلى دمشق، فدرس بالرواحية مدة عندما أنشأها الواقف، فلما أنشئت الدار الأشرفية صار شيخها، ثم ولي تدريس الشامية الصغرى.