2 دقائق للقراءة
لست من هواة كرة القدم، بل كثيرا ما انقم عليها حين تتحول مباراة بين فريقين من نفس الوطن الى صراع جهوي يصل حد التخريب والقتل، او حين تتحول مقابلة كروية الى شرخ بين شعبين شقيقين.
كما أني في طفولتي انهمكت في فنون الدفاع، ولم أمتلك لا الموهبة ولا الدافع في كرة القدم رغم انها اللعبة الاشهر في العالم والرياضة الاكثر شعبية.
لكن، تستوقفني أحيانا مشاهد لافتة تكشف أوجها اخرى مشرقة لعلي كنت غافلا عنها.
ان مباراة الفريقين الأولمبيين الفلسطيني والجزائري في أرض المليون شهيد، وبحضور ثمانين ألف مشجع كان يشجع الفريق الضيف ويهتف باسم فلسطين، أعطت صورة عظيمة عن حالة الشعوب في وعيها وتآزرها وأنها لم تفقد الذاكرة، وأن القضية الفسطينية هي أم القضايا.
نفس المشهد حين ردد لاعبو المنتخب الجزائري إثر فوزرهم بكأس افريقيا “فلسطين الشهداء”، ثم احتفال أهل فلسطين بانتصار المنتخب الجزائري وتلك المشاهد القادمة من غزة بهتاف شعب الجبارين للجزائر، كل ذلك فيه رسائل يعكف المنظرون لصفقة القرن على دراستها في اعتقادي، حتى لا تأتيهم صفعة القرن من حيث لا يحتسبون.
مشهد آخر له قيمته، وهو وقوف الأشقاء المغاربة والجزائريين على الحدود المغلقة بين البلدين، في احتفال بفوز المنتخب الجزائري، وهو مشهد مؤثر جدا، خاصة وأني أعرف جيدا تلك المنطقة وأعرف الكثير من تفاصيل تاريخها زمن الاستعمار وبعده.
إن على الحكام أن يسمعوا لمثل ذلك النداء، وأن يفهموا أن الشعوب العظيمة لا تنسى، وأن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، شرط أن لا يتلاعبوا بذاكرتنا الجماعية.
أرجو أن يتم فتح الحدود بين الجزائر والمغرب لما في ذلك من خير للبلدين والشعبين الشقيقين، فقد طال الأمد وتشتت الأسر ولم يعد لاستمرار الغلق من مبرر، قضية الصحراء أو غيرها من القضايا يجب ان يتم حلها بعد التغيير السلمي للحكم في الجزائر.
كما أرجو أن تكون كرة القدم دائما باب وحدة شعبية وتضامن وانتصار لقضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لعل ذلك ينسينا الكثير من المشاهد المؤسفة والمآسي التي سببتها لتعصب أعمى وحماسة مجنونة.