2 دقائق للقراءة
هي كلمات لا معنى ولا قيمة لها، ولا جدوى من قولها، وهي تعبّر عن عقم الفهم وقلة الوعي، ويجب أن لا يأخذها أحد على محمل الجد، خاصة الذين كلما قرؤوا كلاما من كلام أهل العلم أو وجدوا نصحا فعلوا عكسه.
البلاد الآن في أحسن أوضاعها، والثورة تستمر في حصاد الأوسمة وتحقيق النجاحات.
يكفيك أن ترى العائلات التي تكسر ألواح أثاثها المنزلي للطبخ بسبب أزمة الغاز والإضرابات البطولية للذين يرون ذلك حقا مشروعا لهم. ولا أتكلم عن مفاهيم الأمن القومي والقطاعات الحيوية وخطورة المس بها وكونها خطا أحمر يستوجب المحاسبة الفورية بسلطة القانون وإيصال الغاز لمستحقيه مهما كانت الوسائل.
البلاد بخير، ولا يجب أن نخشى من تنسيقيات هنا وهناك تطالب بحقوق مدنها، ونحن مع تلك الحقوق لكن هل يحق لكل مدينة أن تغلق على ثرواتها ويفاوض بعض الشباب الدولة، مفاوضة تكون في العادة بين دولة ودولة أخرى، فهل صارت التنسيقيات دولا داخل الدولة، وماذا عن مفاهيم الامن القومي حول خطورة ذلك ومآلاته حين يكون لكل مدينة مظلومة من مدن الوطن تنسيقية تغلق النفط والماء وتسد طريق الثروات التي لديها وتسبب في خسارات المليارات، دون ذكر كارثة الفسفاط.
البلد بخير، لا ينبغي أن يعكر ما يجري من حولنا صفو متابعتنا لمسلسنا المفضل أو لأي شيء وهمي.
لنقل كارثة كورونا وكيف تم التعامل معها وكأن هنالك من أراد (بخيانة أو حمق أو عجز) أن لا تنجو تونس وشعبها منها وأنه يجب لحسابات أو أخرى أن يموت الآلاف، كتلك الحسابات التي أوجبت على بعضهم تحويل تونس إلى أكبر مصدّر للإرهاب وأكبر مصدَر للتعاسة والرداءة والفشل الإداري والتنموي والسياسي….
مشهد أخير أعتقد أنه من الروعة بمكان بحيث يجعل الحالمين والثورجيين على بساط الريح يغنون “بلاد الحوت والغلة والزيتون”…وهو المشهد البرلماني المهيب والديمقراطي الذي أبهرنا اليوم: عنف ودم وصراخ وشتم في منتهى الديمقراطية.
إنها ثورة شعب آمن بالثقافة والفكر وقال بإصرار: خبز وماء وفلان لا…ثم قال شبابه الهارب على زوارق الموت لاحقا: خبز وما وتونس لا.
ثورة صنعها مفكرون وسياسيون نوابغ، رأينا منهم في العشر العجاف عجائب جعلتنا نتقدم ركب الحضارة، ونحن نولي وجوهنا إلى ذيلها، ونهوي في قاع سحيق.
كلمات لا قيمة لها، وأرجو أن لا يقرأها أحد.
سوسة 07_12_2020