2 دقائق للقراءة
سأقول لكم مجددا: الطوفان قادم.
فلا تسمعوني.
ليس طوفان نوح الذي حرر الأرض وغسلها من الدنس، لكنه طوفان من العنف والإجرام والتطرف والشذوذ.
المشهد الذي تم إخراجه بإظهار شرذمة من الشواذ والمدمنين يرمون الأمن التونسي بالدّهن ويقومون بحركات مستفزة مع كلام بذيء، مشهد خطير، يضرب رمزية الدولة وأمنها، ويعتدي على الجيش الأسود، ويهين قوات التدخل.
إنها حركات مدروسة، لتمزيق المجتمع بين التطرف الديني والتطرف اللاديني، بين الشذوذ العقائدي، والشذوذ الجنسي.
لا شيء في عقلي وصدري غير الغضب.
أعرف الكثير من الأمنيين الشرفاء والغيورين على الوطن، ولي اصدقاء مقربون.
عرفتهم صامدين حين هجم الارهاب، صامدين حين هددت الفوضى، صامدين حين كادت الدولة ان تنهار.
ورغم كل جراحها، تبقى المؤسسة الأمنية درعا يحمي الوطن، ومؤسسة قدمت الشهداء لأجل كرامة الشعب وكرامة البلاد.
أن يتظاهر شعب غاضب من سياسات فاشلة وسياسيين أفشل، ومن ثورة وُلدت ميتة، ومن انسداد الآفاق وعجز من هم في الحكم، فهذا أمر غير مستغرب، بل هو حق للمواطنين في حدود القانون، لكن أن يستغل ذلك شراذم الشذوذ والمفسدين وأن يتم إهانة الأمنيين فهذا ما لا يجب الصمت عليه.
طالما نصحت اصدقائي القياديين في مختلف النقابات الأمنية بتوحيد الصف وبناء استراتيجيات واستشرافات للمخاطر المحتملة والتحديات المقبلة.
وإن ما سيأتي بعد هذا اشد، طالما استمر الوضع في التردي الذي هو عليه.
على رئيس الدولة أن يتحرك.
على رئيس الحكومة أن يتحرك.
على البرلمان ان يوقف صراع الديكة داخله ولو قليلا.
وعلى الشعب النائم في الوحل ان يستيقظ.
ليست فقط كورونا، ليس فقط الارهاب، بل وباء قوم لوط الذي تعقبه غضبة جبروتية تقلب الارض على رؤوس الفاعل والصامت والمتخاذل.
من جانبي، لن أسقط سيف البيان ولن يخبو في قلبي يقين أن بلاد الزيتونة التي توسطت الشرق والغرب سوف تذهل العالم.
انتظرونا قليلا فقط، فإن الصبح قريب.