2 دقائق للقراءة
مجلس رحماني ترددت فيه كلمة لا إله إلا الله والصلوات على رسول الله، ذلك الذي جمعني الله فيه اليوم الجمعة، التاسع من فيفري 2018، على غير موعد، في مدينة بكالونغان، جاوة الوسطى، مع أخي وصديقي الداعية الشيخ عون القدومي، في ضيافة الزعيم الروحي الحبيب لطفي بن يحيى شيخ الطريقة النهضية المعتبرة التي تضم تحت لوائها أربعين طريقة صوفية في أندونيسيا بمشايخها ومريديها، وكان سروري كبيرا حين التقيت أيضا بالحبيب هشام بن يحيى حفيد الأكابر العارفين بالله في أرض اليمن المبارك.
وأنت ترى تلك الوفود بالآلاف رجالا ونساء، كبارا وصغارا، تأتي من كل حدب قبل صلاة الفجر، وتجتمع لساعات لا تبالي بحرّ شمس أو طول جلوس، ترى بعين رأسك وعين قلبك معا، مقدار حب هؤلاء القوم لله ورسوله، وتدرك معاني أخرى لجوهر لا إله إلا الله، الكلمة الجامعة المانعة: جامعة للأمة وقلوب أبنائها، ومانعة للشقاق والتطرف.
وحين تقتحم ذلك البحر اللجي من المحبين المخلصين، وترى ما في أعينهم من ود، وما في محبتهم من غَدق، تزداد يقينا بعظَمة نعمة الإسلام، ويتوقد في قلبك العزم أكثر على تجلية معناه وتبرئته من كل دخيل عنه.
كل الشكر لصديقي العزيز هرتونو لمين مدير مؤسسة أمانة كيتا المهمة والكبيرة، ولي عودة تفصيلية إليه، ولأخي الدكتور علي عبد الله المسؤول في جمعية نهضة العلماء، ولصديقي شريف بهلوي، فقد ترافقنا في رحلة برية ليلية طويلة من جاكرتا إلى بكالونغان، ورغم تعبي الشديد ووصولي الفوري حينها من كوالا لامبور ماليزيا، فإن شرف استقبال الحبيب لطفي لي في منزله، وأن أكون ضيف شرف في مجلس رباني عامر بالبركات والخيرات، ثم المفاجأة السارة بلقاء الشيخ والداعية الاسلامي الكبير عون القدومي الذي مضى على لقائي الأخير به ردح من الزمن، والذي كانت كلماته في روحانية عالية وذوق رفيع ليس غريبا عن فصيح اللسان قوي البيان دقيق المعنى، وكذلك الحبيب هشام بن يحيى الكريم بن الكرام، وكل أولئك الطيبين والطيبات، المغمورين بحب الله ورسوله، وأصواتهم من حولك تردد كتأويب الجبال مع داوود، أنستني كل التعب، ولم يبق في قلبي إلا صوت يردد: لا إله إلا أنت سبحانك أصلح لي شأني كله، واجعلني من المخلَصين، وأدخلني برحمته في عبادك الصالحين.