3 دقائق للقراءة
لقاء قبل اللقاء
ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لمحبي ال البيت وقضية التكفيريين بطهران، كان لي لقاء مع السيد معين حسين الجشتي المسؤول عن مقام وحفيد ولي الهند الأكبر مولانا خواجة معين الدين الجشتي الذي أدخل الإسلام إلى القارة الهندية…وهو ابن خالة القطب عبد القادر الجيلاني وفق بعض الروايات…ولمولانا معين الدين كرامات كبيرة ومآثر كثيرة فأسلم عليه يده مئات الالاف من الهنود ثم كانت الملايين التي دخلت الاسلام ببركات ذلك الولي الصالح عظيم المقام عند الله وعند خلقه.
وعلى مر السنين يتوافد على مقامه الملايين من الهند ومن غيرها بل يحبه ويجله الهندوس وسواهم لما كان عليه من رحمة ومحبة وخير…دعا لله في الهند ٤٤ سنة وعشق معهم الالوان وخاصة اللون الزعفراني الذي يمثل رمزية كبيرة لدى الهنود وكذلك ترك اكل اللحوم طيلة كل تلك السنوات ليقترب منهم ومن عاداتهم، ووجدهم يتعبدون بالشعر فكتب اروع القصائد باللغة الهندية متكلما عن جمال الله وعن محبة النبي وال البيت والصالحين…فحفظ الهنود اشعاره الرائعة التي يرددونها الى اليوم واحبوه واتبعوه فدلهم على الله ورسوله وعلى سبيل الجنة والخير والصلاح…فذلك نهج اهل الله وتلك تربيتهم.
ومن الذين كانوا مريدين وتابعين لمولانا معين الدين الكثير من الشعراء والامراء والملوك ومن اهمهم الملك المغولي المسلم جلال الدين محمد اكبر الذي وحد الهند بحكمته وشجاعته وتم تصوير فيلم عنه بعنوان جودا اكبر صدر بتاريخ 15 فيفري 2008 واعتبر اروع فيلم في تاريخ بوليود ومن اكثر الافلام كلفة جسد شخصيته فيه الممثل الكبير هريتيك روشان وشاركته البطولة النجمة آيشواريا راي وفيه مشهد مؤثر لزيارة الملك جلال الدين لمقام مولانا معين الدين وتوسله به وهو من الحقائق التاريخية ومن نهج العلماء والعارفين والحكام المعتقدين فيما منح الله لاوليائه من جاه ومن وسيلة في كامل تاريخ الامة الاسلامية وعلى امتدادها الجغرافي….
ومولانا معين الدين واشعاره هي جوهر وأساس فن القوالي العظيم الذي انتشر على كامل القارة الهندية ومن اشهر الفنانين المعاصرين المختصين فيه الرائع نوصرات علي خان من باكستان وابن اخيه المبدع راحات علي خان الشهير في افلام بوليود بصوته الساحر …
وكذلك صديقي الفنان صهيب مشتاق الباكستاني المقيم في باريس…
الكلام عن قطب وولي كبير كسيدي معين الدين الجشتي الذي انطلق من العراق الى الهند مع طول المسافة وصعوبة السفر وعوائق اللغة في ارض فيها الف دين والف لغة ثم كيف الهمه الله وعلمه الكلام بلغاتهم وهو العربي وكيف جعل الله له كل تلك الكرامة كلام لا تفيه الاسطر حقه…وبرهان لاهل الله…وبرهان لكرامة ال البيت واحفادهم الاشراف…فمولانا معين الدين شريف وسيد من السلالة النبوية المطهرة وقد رأى النبي في الرؤيا الحق يامره بالمضي الى الهند فامتثل..
وحين نقرأ خبر احفاد النبي والزهراء وعلي وابناء السبطين حيثما توجهوا سواء الى المغرب كمولانا ادريس او الى اقاصي الارض كمولانا معين الدين وغيرهما كثير…نرى مصداق قول رسول الله ان ال بيته والقرآن ثقلان فيهما الهداية والنجاة ولا يفترقان الى قيام الساعة…ولذلك فلقائي بالسيد معين حسين حفيد مولانا معين الدين في شهر ربيع الأنور والكون والأمة يحتفلان بالمولد النبي الشريف، في ملتقى محبي ال البيت القادمين من أكثر من تسعين دولة، بايران التي تحفها نسائم الامام الرضا بمشهد واخته السيدة فاطمة المعصومة بقم والسيد عبد العظيم الحسني بالري (طهران) هو لقاء فيه عبق ذلك الولي الذي قرات عنه واحببته منذ سنين طويلة بل لكاني التقيه من خلال حفيده الذي يحمل اسمه ومهابته…وقد كانت كلمته في الملتقى جميلة موشّات بشعر الخواجة معين الدين الجشتي وكلماته الخالدة في جده الامام الحسين…
ساحكي لكم المزيد عن مولانا معين الدين حين ازوره بتيسير الله…بقي ان اقول لكم: من لا يجد في قلبه حب ال البيت واهل الله الصالحين فهو محروم مسكين…ومن يظن ان حب ال البيت حكر على مذهب فهو يجهل الدين…فحبهم جوهر ومن جواهر الايمان…ولنا نحن اهل السنة والتصوف الحق ان نفخر باعتلائنا قمم ذلك عبر التاريخ…ولنا من سادتنا شواهد وفي احوالهم مشاهد..من الامام الشافعي الى العلامة ابراهيم الرياحي التونسي…
ثبت الله قلوبنا وقلوبكم على ذلك…
……………………………………………………………….
*(في الصورة أيضا الشيخ المحدث فريد الباجي والدكتور معن الجربا)
……………………………………………………………….
طهران ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧ منتصف النهار