2 دقائق للقراءة
لن أهنئ أحدا بعاشوراء.
لأني أعلم أن موسى لم ينج فيها، ولا نجا نوح ويونس ولا يوسف ولا إبراهيم.
بل كل ذلك من وضع بني أمية، ليشغلوا الناس عن جوهر عاشوراء، وقضية عاشوراء، وملحمة عاشوراء.
لن أحتفل بعاشوراء.
ليقين علمي أن النبي لم يحتفل بها كما زيّف المزيفون.
بل بكى بحرقة لما سيكون فيها، حين جاءه الملك بدم وتراب من كربلاء وهو عند السيدة أم سلمة، فقال ملتاعا: إن أمتي يقتلون ولدي.
لن أحتفل بعاشوراء.
لأن من احتفل فيها وبها كان يزيد وزمرته، ومن فرض فيها الاحتفال كان الحجاج وطغمته، ومن وضع فيها العطايا كان النواصب وقتلة آل بيت النبي.
لم يكن من عاشوراء زمن نوح أو إبراهيم أو موسى…
وإن كان، ونجا موسى مع قومه من فرعون كما يدعون.
فأيهما أولى: الحزن على ابن نبينا وابن بنته ووصيه، أم نفرح بنجاة بني إسرائيل.
هذه الأمة مريضة عبر تاريخها، الحق فيها غريب، والباطل لديها حبيب، والحسين فيها مقتول مخذول إلا من قلة صادقين.
ولكنني هذا العام سأضيف إلى ما كتبت وقلت في سابقيه: أن القضية ستنتصر، وأن الحق سيظهر، وأن الراية سترتفع، وأن الصبح قريب.
وأن ومن يرتفعون هذه الأيام شهداء للحق في فلسطين حسينيون أيضا، تنادت أرواحهم نداءه من قبل: من لنا في هذا اليوم، وهتفت هتافه: هيهات منا الذلة.
السلام على الحسين، وعلى آل الحسين، وعلى الذين افتدوا بأرواحهم الحسين، في طف الشهادة والإباء، وكربلاء الكر والبلاء.
والسلام على السائرين على نهجه ومنهجه، الذين فهموا قضيته، وعرفوا رسالته التي سطرها بدمه ودماء أكباده وخلص أصحابه.
وهذه دورة اكتملت، وموجة حملت ما احتملت، وحجة بيد حجة، تردهم إلى المحجة.
*الصورة في جبل العلم، عند الإمام عبد السلام بن مشيش، وعين القلب ناظرة لما يأتي، كاتمة لما يجيش.